خلدة ـ عامر ملاعب
«الانقلابيون يقيمون منظومة امنية في الداخلية على طريقة تشاوشيسكو»

اختلفت زيارة الأحد التقليدية إلى دارة خلدة التي يقوم بها أنصار رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال أرسلان عما كانت عليه في السابق، حين بدأت مواكب كبيرة تصل إلى القصر رافعةً رايات الحزب والشعارات والهتافات والأغاني المؤيدة لأرسلان والمقاومة وإطلاق النار في الهواء تحدياً للحملات التي تعرض لها أرسلان في الآونة الأخيرة.
وإذ سارع العديد من المسؤولين في الحزب إلى منع إطلاق النار والتأكيد أن الحضور والتعبير «عفوي من دون إعداد مسبق، إلا بما قدمته السلطة لنا من خدمة بهجومها علينا، ما رفع من منسوب التعاطف والحماسة حتى امتلأت الساحات».
وجاءت كلمة أرسلان لترفع المنسوب إلى حدوده القصوى في هجومه العنيف على «السلطة الانقلابية» وعلى قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع ووصفه بـ«مصاص الدماء» محاكياً ذاكرة تاريخية مليئة بالشواهد لدى الطائفة
الدرزية.
وقد عجت دارة أرسلان بالوفود الشعبية والدينية، تقدمها شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ ناصر الدين الغريب والشيخ غالب قيس وألقيت قصائد وكلمات أيدت مواقف أرسلان الوطنية والقومية.
ثم ألقى أرسلان كلمة أشار فيها إلى أن «طغمة العملاء الانقلابيين الذين يحتلون السرايا ويتآمرون على الجيش والمقاومة ويعادون الوحدة الوطنية ويتعهدون تنفيذ مصالح إسرائيل ودول العدوان الخماسي على حساب مصلحة لبنان (...) يجهدون أنفسهم لإقامة منظومة أمنية داخل وزارة الداخلية على طريقة المنظومة التي كانت قائمة في رومانيا إبان عهد الديكتاتور نيقولاي تشاوشيسكو وهي مكونة من جهاز المعلومات الذي يعدونه كي يصبح سلطة موازية لباقي السلطات الأمنية ويفتك بالمؤسسات الرسمية ويعمم نظام التجسس والوشاية بين الناس». لكنه أكد «أن مخططهم سيفشل والمعارضة لهم بالمرصاد».
وتوجه إلى البعثات الدبلوماسية المعتمدة في لبنان، وخاصةً الأوروبية منها، مؤكداً أنها «تخطئ حين تظن أن لبنان يمكن أن يحكم بواسطة جهاز أو أجهزة الاستخبارات ولا يشرّف ديموقراطياتها الغربية أن تدعم سلطة تحاول تثبيت أقدامها بهذه الأجهزة» لافتاً إلى أن «وحده العماد ميشال عون من بين كل مرشحي رئاسة الجمهورية يتخذ الموقف الحاسم تجاه هذه التدخلات والأجهزة المخابراتية».
ورد أرسلان على كلام جعجع قائلاً: «بالأمس تناولنا أحد كبار القتلة والمجرمين وتناول العماد عون، وهو مصاص الدماء الذي أسهم بتدمير الجبل ونسف العيش المشترك فيه وسبب سقوط أكثر من 18 ألف شهيد درزي ومسيحي والآلاف من المهجرين الذين لم تنته أوضاعهم المأساوية، وهو قاتل طوني فرنجية ورشيد كرامي وداني شمعون والشيخ مسعود الغريب والمواطنين الأبرياء الكثيرين، وقد سحب خصاله غير الحميدة على من تناولهم ويدّعي حماية الدولة والديموقراطية، وهو وأمثاله المجرمون يتحاملون على كل وطني شريف وهم لا يعتاشون إلا على جولات المذابح والعمالة وخدمة المخططات الأجنبية، وهو العدو الأول للمسيحيين قبل
غيرهم».
ورأى أن «المصالحة التي جرت في الجبل هي مصالحة ميليشياوية بين رموز السلطة، وهي لم تنتج إلا عودة 18% من العودة بعد ربع قرن من الزمن، ودخول هؤلاء إلى الجبل لن يدخلهم إلى قلوب
أهاليه».