معاد ــ جوانّا عازار
اختتمت لجنة طلّاب المدارس في التيّار الوطنيّ الحرّ مخيّمها السنوي السادس الذي جمع شباباً تتراوح أعمارهم بين 16 و 18 عاماً أتوا من مختلف المناطق اللّبنانيّة

مئة شابٍ وفتاة اختاروا هذا العام قضاء عطلتهم في بلدة معاد ـ قضاء جبيل، من دون الابتعاد عن المناخ العام السائد في البلد، فطرحوا هواجسهم من الإعلام وعلاقتهم به هم الطلّاب وتعاطيهم مع وسائله. ويعود سبب اختيار موضوع الإعلام عنواناً عريضاً للمخيّم إلى أنّ الطلاب يتأثّرون، كغيرهم، بكلّ ما تعرضه عليهم وسائل الإعلام، فيعمدون في كثير من الأحيان إلى مقاطعتها في ردّة فعل منهم على استيائهم من طريقة تحريفها للحقيقة. من هنا كان لا بدّ، بحسب منسّق لجنة طلّاب المدارس في التيّار الوطني الحرّ شادي مراد، من التأكيد للطلّاب أنّ الحلّ ليس في المقاطعة بل في متابعة جميع وسائل الإعلام، على اختلاف توجّهاتها، وفي تبادل الآراء بعد سماع الرأي والرأي الآخر. كذلك لفت مراد إلى ضرورة إتاحة الفرصة أمام الطلّاب في المخيّم للاستماع إلى رأي متخصّصين في الإعلام ومعرفة تأثير وسائل الإعلام القريبة والبعيدة على الساحة اللبنانيّةوكان المسؤول الإعلامي في التيّار طوني نصر الله قد افتتح المخيم بمحاضرة، تناول فيها الخطاب الإعلامي وتحليل مضمونه. وتطرّق إلى مسؤوليّة التيّار في الوقوف في وجه التضليل الإعلامي الذي يطاله، مشدّداً بالتالي على دور الطلّاب في الترويج لفكرة التيّار ومبادئه، وضرورة متابعتهم للوسائل الإعلاميّة كلها من دون استثناء، وسماع رأي الجميع قبل الحكم عليهم. كذلك أكّد نصر الله أهميّة الحوار البنّاء وإيجاد نقاطٍ مشتركة مع الآخرين رغم الاختلاف.
وفي اليوم الثاني من المخيّم، عرض المنسّق العام في التيّار الدكتور بيار رفّول، في مداخلةٍ سياسيّة، نضالات التيار وتاريخه، متحدّثاً عن «التيّار، المدرسة وطنيّة تخرّج الشباب، وعن التيّار ومرحلة انتقاله من الحالة الشعبيّة إلى الحالة التنظيميّة، ومن المقاومة العسكريّة إلى المقاومة السلميّة». وتطرّق إلى تاريخ التيّار ونضالاته مجرياً مقارنة بين الالتفاف حول الجيش عام 1989 والالتفاف حوله اليوم بعد فوزه في معركة نهر البارد، مؤكّداً أنّ الحلّ في لبنان يجب أن يجمع اللّبنانييّن جميعاً من دون استثناء ودون إقصاء أيّ طرف. وفي موضوع الإعلام، شدّد رفّول على ضرورة متابعة وسائل الإعلام على اختلاف توجّهاتها والتمييز بين الخطأ والصواب من الأخبار.
وتضمّن اليوم الثاني من المخيّم، تقسيم الطلاب إلى تسعة فرق للمشاركة في Grand prix (سباق السيارات)، وناقشوا من جهة ثانية ورقة التفاهم بين التيّار الوطني الحرّ وحزب الله. وكانت قراءات لنصوص كتبها مراهقون أجانب تتحدّث عن موضوعات تهمّ الشباب من الحبّ والخيانة والتحدّي... فكان من كلّ فريق أن اختار نصّاً وقدّمه لرفاقه بالطريقة التي رآها مناسبة من التمثيل أو الحركات... وذلك لفتح المجال أمام الطلاب للتعبير كلّ على طريقته. وفي اليوم الأخير، تمّ عرض ما أنجزه الطلّاب عن ورقة التفاهم،
ولفت مراد إلى أنّ أهداف المخيّم اقتصرت على مناقشة ورقة التفاهم وكيفيّة التعاطي مع الإعلام وفهمه ضمن قراءة نقديّة تحليليّة. ورأت الطالبة نتالي عيد (بيروت) «أنّ المخيّم أتاح الفرصة أمام الطلاب للتعرّف بعضهم إلى بعض ومناقشة مواضيع جريئة تشفي تطلّعاتنا نحن الشباب». أمّا طوني جبّور (الحدث)، فتحدّث عن مسؤوليّة الطلاب الإعلاميّة، وخصوصاً أنّهم يمثّلون التيّار بأحاديثهم وبالتالي هم وجهه، والناطقون باسمه بعد مدّة معيّنة. وأوضح رولان قرّة أنّ المخيّم أجاب عن أسئلة شباب لبنانييّن من مختلف الطوائف والمناطق، مثنياً على التواصل الذي حقّقه اللقاء بين الطلاب تحت سقف قضيّة واحدة. ورأى شادي يونس (جبيل) أنّ المخيّم أسهم في تعريف الطلّاب بكيفيّة التعامل مع الإعلام والآخر، وخصوصاً المعارض للتيّار.
وفي تقويمه النهائي للأيّام الثلاثة التي أمضاها الطلاب، رأى مراد أنّ المخيّم حقّق أهدافه في فهم ورقة التفاهم والتمعّن ببنودها، إضافة إلى حثّ الطلاب على الانفتاح على الطرف الآخر، وسماع رأي الجميع مهما كان الاختلاف في السياسة، وفهم طريقة التعاطي الايجابي مع الإعلام بمختلف فئاته.