البدّاوي ــ عبد الكافي الصمد
تفقّد وزير التربية والتعليم العالي خالد قباني مخيم البداوي للاطلاع على أوضاع النازحين من مخيم نهر البارد والموجودين في المدارس هناك بغية إيجاد حل لهم قبل بدء العام الدراسي ويرفض النازحون الخروج من المدارس إلاّ إلى مخيم نهر البارد، فيما لم تترجم الوعود التي قطعت لهم لا سيما من الأونروا

خرج المشاركون من الاجتماع «السريع» الذي عقده وزير التربية والتعليم العالي خالد قباني مع بعض مديري المدارس الرسمية في البدّاوي وهم يضربون كفّاً بكفّ، إذ بدا من خلال المناقشات التي أجراها الوزير، أنّه لا يحمل أي تصوّر لحل أزمة أكثر من 400 عائلة من نازحي مخيم البارد.
وكان قباني قد استهلّ زيارته بلقاء عقده في مقر المنطقة التربوية في الشمال، بحضور رئيسها حسام الدين شحادة ومسؤولين تربويين. وأشار إلى «أننا سنتداول معاً في إيجاد حلول للمشكلة التربوية، ومنها توفير منازل جاهزة للنازحين في المدارس، وإذا ما تأخر هذا العمل، فقد نلجأ إلى بناء مدارس جاهزة تستوعب الطلاب الذين يبلغ عددهم خمسة آلاف طالب، أو قد نضطر إلى إيجاد مدارس قريبة من المخيم، يمكن استعمالها للتعليم بعد الظهر مؤقتاً، لحين إنهاء إخلاء النازحين من المدارس».
لكنّ قباني، ما إن وصل إلى متوسطة البدّاوي الرسمية الثانية للبنات حتى عقد والوفد المرافق له لقاء عمل «على عجل» مع مسؤولين تربويين وأعضاء من المجلس البلدي وفاعليات في البلدة.
وقد أوضح عدد من مسؤولي المدارس الرسمية في البداوي لقباني أنّ النازحين لا يزالون يرفضون الخروج من المدارس إلاّ إلى مخيم نهر البارد. وفي هذا الاطار، أشارت المشرفة على التواصل مع العائلات النازحة رولا إسلامبولي إلى «أننا اقترحنا حلولاً بديلة، لكنّها لم تترجم عملياً على الأرض بعد، مثل إعطاء الأونروا مبلغ 600 دولار أميركي لكل عائلة مقيمة في المدارس بدل إيجار شقة لها لمدة ثلاثة أشهر، وهو ما رفضه النازحون لأنّ مصيرهم بعد هذه الفترة سيكون غير معروف، إضافة إلى أنّ البيوت المؤقتة المقترحة ما تزال غير واضحة المعالم حتى الآن».
غير أنّ ما فاجأ الحاضرين أنّ قباني بادرهم بالقول: «لقد قدمتم لي معلومات مهمة»، قبل أن يضيف متسائلاً: «هل هناك مقترحات حل لهذا الموضوع، وهل بحثتم مع أحد استئجار شقق أو مجمّعات سكنية لإخراج النازحين من المدارس وإقامتهم فيها؟». عضو بلدية البداوي أنور قبيطري الذي حضر اللقاء، أوضح لقباني «أنّنا بحثنا القضية مع المدير العام للأونروا في لبنان ريتشارد كوك، ومسؤولها في الشمال أسامة بركة، وأنّ رئيس البلدية ماجد غمراوي قدم كتاباً لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة، أكد فيه أن انطلاق العام الدراسي في البداوي، وعودة الطلاب إلى مدارسهم، لا يقلان أهمية عن عودة نازحي مخيم نهر البارد إلى بيوتهم».
إلا أن قباني الذي أشبع النازحين كلاماً عاطفياً من مثل «الرئيس السنيورة يسهر ليل نهار من أجل عودتكم ولن يترككم، فأنتم في ضميره وقلبه ووجدانه».
لم يقدم بالمقابل أي حل، بل قام بحركة «استعراضية» في ختام جولته، عندما توجه إلى بضعة أطفال صغار اعتصموا رمزياً في ملعب المدرسة الصيفي داخل كوخ من الكرتون والخفّان صنعوه على عجل، وجلس متربعاً على الأرض أمامهم، وسألهم: «قولوا لي ماذا تريدون؟»، فردّوا عليه:«بدنا نرجع عالمخيم»، فأجابهم: «راجعين عل المخيم، غيره شو بدكم؟». وعندما لم يجيبوا أضاف: «طالبوا بالعودة إلى المدرسة، بدنا نترك المكان ونرجع نعيده مدرسة ونفتح الصفوف، حتى تتعلموا فيها وتأمنوا مستقبلكم، إنتو متل ولادنا، سامعين ولا لأ»، فأجابه الأطفال بصوت واحد: «نعم».