strong>ادّعى موقوف أردني خلال محاكمته أمس أن مخابرات بلاده كلّفته القدوم إلى لبنان في شباط الماضي، حيث التقى قادة من «فتح الإسلام» في مخيم نهر البارد. في المقابل ادّعى شاب سوري أنه قصد «فتح الإسلام» بتوجيه من شخص تعرّف إليه عبر موقع إلكتروني مناصر للقاعدة، بعدما كان ينوي التوجه إلى العراق للمشاركة في مقاومة الاحتلال الأميركي
أصدرت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن نزار خليل حكماً بحبس الشاب الأردني أحمد محمد عبد العزيز عثمان سبع سنوات، بعد الادعاء عليه بجرم تشكيل عصابة مسلحة بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والقيام بأعمال إرهابية، عبر الانضمام إلى تنظيم «فتح الإسلام».
وخلال استجواب رئيس المحكمة العميد الركن نزار خليل له، ذكر عثمان أنه كان يعمل في مكتب «للدراسات الاستراتيجية» في عمان، حيث كان يقوم «بدراسات عن الجماعات». وأضاف المدعى عليه: «بعد تفجيرات عمان، قررنا القيام بدراسة عن التنظيمات السلفية، فطلبت لذلك من أحد أصدقائي تعريفي إلى أحد السلفيين، فقال لي إن شاباً يدعى بلال سيتصل بي. وبالفعل، بعد مدة قصيرة، اتصل بي بلال واتفقنا على أن نلتقي. بعدها مباشرة، وردني اتصال من ضابط في المخابرات الأردنية، سألني عن الشخص الذي اتصل بي، فأخبرته عن بلال، فقال لي إن المخابرات الأردنية تراقب هاتف بلال لأنه ينتمي لمجموعة إرهابية، وطلب مني تحصيل معلومات عن بلال ومجموعته. بعدها التقيت ببلال وقال لي أن أذهب إلى لبنان. أخبرت ضابط المخابرات، الذي كان قد زوّدني برقم هاتفه، بما قاله لي بلال، فطلب مني الضابط أن أذهب إلى لبنان، وأن «أساير بلال» لأن المخابرات الأردنية تريد معرفة الأردنيين الذين ينتمون إلى المجموعة الإرهابية التي يعمل بلال معها، للاشتباه في نية هؤلاء تنفيذ اعتداءات داخل الأراضي الأردنية». وأضاف المدعى عليه أن الضابط الأردني أعطاه مبلغ 500 دولار أميركي قبل التوجه إلى لبنان، كما أن بلال اشترى له تذكرة السفر. بوصوله إلى لبنان يوم 13/2/2007، التقى ببلال في أحد فنادق بيروت، حيث تبيّن له أن اسم الأخير في سجلات الفندق هو أحمد السليم. ثم انتقلا إلى فندق آخر في المدينة، حيث أعطاه بلال بطاقة هاتف خلوي لبناني، وزوّده برقم شخص يدعى ناصر، طالباً منه التوجه إلى طرابلس للقائه. توجه أحمد عثمان إلى الشمال، وفي الطريق، اتصل به ناصر قائلاً إنه سيرسل له شابين لاصطحابه من ساحة النور في طرابلس. وعندما وصل أحمد إلى الساحة المذكورة، تلقى اتصالاً هاتفياً من شاب قال له إنه يقود سيارة بيجو بيضاء. اقترب أحمد من السيارة وصعد فيها، ليقلّه راكباها إلى مخيم نهر البارد. هناك نقل على متن دراجة نارية إلى أحد المواقع عبر طريق ترابية، حيث التقى شخصاً يدعى أبو حسين (شاكر العبسي) كان بجانبه شخص يدعى أبو مدين (نائب شاكر العبسي) . تابع أحمد عثمان قائلاً: حدّثني أبو حسين مدة عشر دقائق تقريباً، قائلاً إنهم كانوا في صفوف فتح الانتفاضة وانشقوا لينشئوا تنظيم «فتح الإسلام»، وأنهم يستقبلون أياً كان في هذا التنظيم. بعد عشر دقائق، أخرجه شخص يدعى أبو رعد من الغرفة التي كان يجلس فيها أبو حسين وأبو مدين. وذكر المدعى عليه أن أبو رعد أخبره أنه أردني الجنسية بعدما سأله أحمد عن ذلك بسبب اللهجة الأردنية التي يتحدّث بها. بعدها، التقى بناصر المكنى بـ«أبي الزبير». وقال المدعى عليه إنه قضى في مخيم نهر البارد أربعة أيام، أخبره خلالها أحد عناصر «فتح الإسلام» أن عديد التنظيم هو 300 عنصر. ونفى المدعى عليه أن تكون نيته من الحضور إلى لبنان الانضمام إلى «فتح الإسلام»، مشدداً على أنه قدم بتكليف من ضابط المخابرات الأردني، وقائلاً إن سبب مغادرته المخيم هو الخوف من «فتح الإسلام»، لكونه لم يكن يعرف أن التنظيم المذكور مسلّح. وبخروجه من المخيم، أوقفه عناصر مديرية مخابرات الجيش .

قصد لبنان لمقاومة الاحتلال في العراق

من ناحية أخرى، حكمت المحكمة العسكرية بحبس شاب سوري يدعى فارس حامد تركاوي مدة سنتين، بعد الادعاء عليه «بالانخراط في تنظيم «فتح الإسلام» للقيام بأعمال إرهابية».
وخلال استجوابه من رئيس المحكمة، أفاد الموقوف أنه بداية عام 2007، وبعدما شاهد على قناة الجزيرة الفضائية تقريراً عن اغتصاب جندي أميركي لفتاة عراقية تبلغ 13 عاماً من العمر، قرر التوجه إلى العراق من أجل المشاركة في مقاومة قوات الاحتلال الأميركي. وعبر موقع «النصرة» على شبكة الإنترنت، تواصل مع شخص يدعى أبو عبد الله، وصارا يتراسلان بواسطة البريد الإلكتروني. طلب فارس، وهو طالب جامعي يدرس المعلوماتية، من أبو عبد الله أن يرشده للذهاب إلى العراق، فقال له أبو عبد الله أن يتوجه إلى مخيم البداوي في لبنان، وأن يقصد مكتب فتح الإسلام. وبالفعل، توجه فارس من مكان سكنه في مدينة حمص السورية إلى مخيم البداوي. وبوصوله، سأل أحد الأشخاص عن مكتب «فتح الإسلام»، فأخذه إلى مكتب لحركة فتح، ومنه نقل إلى مكتب للجنة الأمنية في المخيم، حيث جرى التحقيق معه، ونصحه الأشخاص الذين حقّقوا معه بالعودة إلى سوريا. وعندما توجّه إلى الحدود قاصداً العودة إلى بلاده، كان عناصر مخابرات الجيش اللبناني بانتظاره فأوقفوه. ونفى المدعى عليه معرفته بـ«فتح الإسلام» أو بأحد عناصره، مؤكّداً أن ما دفعه للقدوم إلى لبنان هو رسالة البريد الإلكتروني التي أرسلها له أبو عبد الله، وأنه كان ينوي التوجه إلى العراق للانضمام إلى صفوف المقاومة. وقال فارس في المحكمة إنه لم يكن يعلم أن «فتح الإسلام» هو تنظيم مسلّح، بل كان يعتقد أن مكتب «فتح الإسلام» هو مكتب لجمعية خيرية.