شهد مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، أمس، سلسلة لقاءات عقدها الرئيس نبيه برّي مع زوّاره، واستهلّت بلقاء جمعه بسفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان محمد رضا شيباني الذي أطلعه على مواقف المسؤولين الإيرانيين «المؤيّدة والداعمة» للمبادرة التي أطلقها في بعلبك، والتي «تمثّل مخرجاً مناسباً لحلّ الأزمة السياسية في لبنان»، إذ إن إيران «تدعم وتؤيّد أي مبادرة تستمدّ جذورها من لبنان»، على حدّ تعبير شيباني.ورداً على سؤال عن المواقف التي أطلقها وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، والتي أشار فيها الى أن المسؤولين الإيرانيين «فهموا ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان، ضمن المهل والأصول الدستورية»، ربطاً ببرنامجها النووي، رأى السفير شيباني أن اتخاذ هذه المواقف السياسية «ليس بالأمر البنّاء»، مشيراً الى أن التقرير الذي رفعه مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي «أكد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تنحرف قيد أنملة عن الأهداف السلمية المتوخاة من
برنامجها النووي».
من جهة ثانية، استقبل الرئيس برّي الوزير السابق فارس بويز الذي أشار الى أن عدم إتمام الاستحقاق الرئاسي قبل 24 تشرين الثاني «قد يولّد حالة من الفوضى والاضطراب، قد لا تحمد عقباها»، معرباً عن اعتقاده بوجود «كمية كبيرة من الشكوك والحذر لدى كل من الفريقين»، لذلك «لا بدّ من تبديد أسباب هذا القلق»، و«الكلام الواضح كفيل بتبديد المخاوف لدى الطرفين».
ومشدّداً على أن مبادرة برّي «تتضمّن روحية الدعوة الى التوافق والتفاهم حول إنتاج رئيس يتفق عليه الفريقان»، دعا بويز الى ضرورة «أخذ روحية طرح الرئيس بري، لا شكلياته وشروطه»، وهذه الروحية «قد تؤدّي الى لقاء بين الفريقين، والمباشرة بطرح الأسماء التي يمكن أن تكون قاسماً مشتركاً»، مضيفاً: «الذهاب الى تلاقٍ حول بلورة هذا الأمر، بمعزل عن التفاصيل والشروط المضادّة، هو الطريق الوحيد لاستكشاف النيات. فإذا كانت هذه الأسماء مستحيلة لدى فريق، فعندها قد يحقّ للفريق الآخر أن يقول إنها أسماء مناورة وأسماء مستحيلة».
بعد ذلك، استقبل الرئيس برّي النائب ميشال المرّ الذي شدّد على ضرورة وضع التوافق «موضع التنفيذ»، وهو ما يتطلّب «خطوات عملية»، والرئيس برّي «أخذ قراراً بذلك ولم ينتظرني، وهي في اتجاه بكركي»، موضحاً أن زيارة بكركي «مفروض أن تكون قبل نهاية الأسبوع، حسبما أبلغني الرئيس برّي. وبعد زيارة بكركي، يفترض ألا يقتصر التواصل بين الرئيس بري والنائب سعد الحريري على الاتصال الهاتفي، بل أيضاً أن يلتقيا ويتحدثا».
ونفى المرّ أن يكون قد نقل أي رسالة من البطريرك مار نصر الله بطرس صفير الى الرئيس برّي، مشيراً الى أن حديثه مع برّي تركّز حول ارتباط التوافق بموضوع الثلثين، والذي «لا ينبغي أن يُعمل منه قميص عثمان»، فـ«إذا وافقوا أو لم يوافقوا، أصبح الأمر محسوماً».
ومن زوّار عين التينة، أيضاً، النائب أنور الخليل، والقائم بالأعمال الدانماركي جون توب كريستنسين.
(وطنية)