بويز يترك باب ترشحه موارباً: لا يوجد شخص توافقي من بطن أمه
عشية البيان الشهري لمجلس البطاركة والمطارنة الموارنة، وما ينتظر منه على صعيد الاستحقاق الرئاسي والتطورات حوله، ازدحمت بكركي أمس بالزوار الموارنة تحديداً. وكان بارزاً ما أعلنه رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن، من أن البحث مع البطريرك نصر الله صفير تطرق «إلى الأوضاع في المنطقة، والتوتر الكبير على الحدود الجنوبية في لبنان»، ناقلاً عنه تخوفه «من تصعيد أمني يمكن أن ينعكس سلباً على الأوضاع في لبنان، لذلك يبدي إصراره على عملية الوفاق في خصوص الاستحقاق الدستوري لإنهاء هذا الوضع والوصول إلى رئيس جمهورية مقبول من الجميع».
ورداً على سؤال، قال الخازن إنه ليس مكلفاً نقل الرسائل من الرئيس نبيه بري إلى صفير «لكن هناك قنوات اتصال مستمرة، والرئيس بري وعد نفسه والبطريرك بالمجيء إلى بكركي قريباً، لكنه ينتظر بلورة بعض المواقف، والأمور الملموسة بين يديه لكي يبني على الشيء مقتضاه للوصول إلى نتائج مرضية يكون عليها إجماع لبناني».
وعزا «إصرار» صفير على نصاب الثلثين، إلى أنه «يريد الوفاق الوطني، وليس هناك من رئيس جمهورية يمكن أن يتمتع بالوفاق اللبناني إلا بأكثرية النواب الحاضرين للانتخاب». وطمأن بالقول: «ليس في وقت بعيد سنصل إلى وفاق ينهي الأزمة ويكون المسؤولون السياسيون على مستوى مسؤولياتهم، وبالتالي سيصار إلى انتخاب رئيس جديد».
وتلقى صفير أمس، اتصالاً من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، تداولا خلاله في التطورات خصوصاً الاستحقاق الرئاسي.
والتقى النائب سمير فرنجية وفارس سعيد وأنطوان الخواجا، وقال سعيد لاحقاً: «لا أحد يستطيع أن يعطل ويخربط (الاستحقاق الرئاسي) إلا إذا اتفق اللبنانيون على التعطيل». وقسّم اللبنانيين إلى فريقين: «فريق باسم الديموقراطية يريد رئيساً أكثرياً، وفريق باسم المشاركة يريد رئيسا توافقياً». ووضع «مسؤولية معنوية وسياسية ووطنية» على «أكتاف النواب المسيحيين بالتحديد، بعدم تهريب نصاب الجلسة انتخاب الرئيس، لأنه في عدم انتخابه سيدخل لبنان في اتجاه المجهول». وقال: «نحن نؤكد أن هذا الاستحقاق سيحصل»، نافياً أن يكون نسيب لحود مرشح الأكثرية، ومعلناً «عندما نصل إلى صندوق الاقتراع سيكون مرشح واحد لـ14 آذار». وانتقد طرح التوافق، مشيراً إلى أن مجلس النواب «ليس دائرة تسجيل».
ثم استقبل وفداً من الرابطة المارونية برئاسة جوزف طربيه، الذي رأى أن «من المبكر قطع الأمل من التوافق، ورفع رايات الخراب، قبل شهرين من الاستحقاق». وأعلن أن لقاءات الرابطة هدفها إبقاء «مساحة حوار في سبيل تقريب الخيارات، بحيث يشعر كل فريق بأنه حقق جزءاً من طموحاته، ويكون الوطن هو الرابح الوحيد». ورفض «الرئيس الرمادي»، مشيراً إلى «أن الكلام على رئيس ضعيف وهزيل، هو بالفعل إنهاء لموقع الرئاسة».
والتقى أيضاً الوزير السابق خليل الهراوي، الذي رأى «أن التوافق أصبح مطلب الجميع»، لأن «ثورة الأرز التي خطت خطوات كبيرة في اتجاه تأمين سيادة الوطن، في حاجة إلى صون هذه المكتسبات، وهذا لن يكون في ظل فوضى إدارية وسياسية نتيجة غياب رئيس الجمهورية»، كذلك «لا فائدة للمقاومة في أن تغرق نفسها في زواريب السياسة الداخلية، وهذا ما سيحصل إن كانت الرئاسة فارغة والمؤسسات غير كاملة». وقال إنه لا صعوبة في تحقيق التوافق إذا خرجت «القوى السياسية من مواقفها المتجمدة، عبر إيجاد آلية لمبادرة الرئيس بري، وضامن لهذا الوفاق، على أمل أن يكون البطريرك صفير».
وحذر الوزير السابق فارس بويز، بعد لقائه صفير، من أن البديل عن انتخاب «رئيس وفاقي وبحسب الأصول الدستورية قبل 14 تشرين الثاني»، هو: المتاريس، وأخذ البلد إلى المجهول، وسقوط الهيكل على رؤوس الجميع». وترك باب ترشحه للرئاسة موارباً، بالقول إنه لم يعلن ترشحه «بعد» و«قد» لا يعلنه، مضيفاً: «أعتقد أنه لا الدستور ولا القانون يفرضان عملية ترشح، وخصوصاً لكوني لست منضوياً في صفوف أي من الفريقين». ورأى أنه «لا يوجد شخص توافقي من «بطن أمه»، لكنه يصبح كذلك عندما يجتمع الفريقان ويتفقان على اسمه».
كما التقى رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي الذي أعلن توافقه التام مع صفير «على ضرورة إيجاد حل سريع للوضع المتدهور في لبنان»، وتمنى أن «يجري العمل على الحفاظ على هيبة رئاسة الجمهورية وموقعها بالحفاظ على الدستور»، وأن «يمر الاستحقاق الرئاسي بتوافق وضمن الأصول الدستورية».
ومن زوار بكركي أيضاً الوزير السابق يوسف سلامة. ولاحقاً استقبل صفير سفير ايطاليا غابريال كيكيا وعرض معه الأوضاع.
(وطنية)