الزرارية ــ سلطانة متيرك
«أنا إنسان علماني عم حارب الطائفية لأنو من ورا هالعقلية علقنا بحرب أهلية... وين الحرية وين الاستقلال 45 مليار والكهربا مقطوعة بندفع ضرايب والحنفية منزوعة...»، غنّى باسم ماضي في «مخيّم الفنانين الشباب» على ضفاف نهر الليطاني في بلدة الزرارية دعماً لاستمرار الفن الملتزم، بدعوة من اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني. استمر المخيّم الذي شارك فيه حوالى ثلاثين فنّاناً خمسة أيام، بحضور الشاعر شوقي بزيع، الممثل عمار شلق، المخرج جان شمعون ومحمود ماجد، الممثل منير كسرواني والنّحاتيْن راغد وريما شمس الدين، والناقد الفني بشير صفير. وأحيا الفنانون ليالي المخيم بحوارات تثقيفية مع الشباب، وناقشوا تجربتهم في الفن الذي يحمل قضيّة وطنية وإنسانية.
ويرى منسق برنامج المخيّم أيمن مروّة أنّ الفن هو وسيلة مهمة للتغيير، فكما «يعبِّر السياسيون على المنابر عن توجههم السياسي، يعبِّر الفنانون عن أحاسيسهم بالرسم والموسيقى والغناء والأداء المسرحي والموسيقي». ويشير إلى أنّ المشاركين أفراد من التركيبة الاجتماعيّة في هذا البلد، «لكنّهم مندفعون لتغيير الحالة الرّاهنة وخنق الصراع القائم، فيطرحون عبر الفن قضايا الفقراء، المقاومة، العلمانية». ويلفت إلى أنّ الهدف من هذه المخيّمات «فتح باب للشباب الموهوب الذي لا تحميه دولته، ودعمه معنويّاً للاستمرار في حركة دائمة تثمر لاحقاً».
ويوضح عازف الناي والأكورديون (أوستراليا) سمير معرباني أن مشاركته تأتي في إطار دعم الشباب اللبنانيين في ظروفهم الصعبة والسيئة، ولكون فكرة المخيّم جديدة «ويجمع فنانين مختلفي المواهب، ما يسمح للاكتساب والتعلّم». وتمنّى تكرار مثل هذه النشاطات الفنية «لتتسنى لنا العودة إلى لبنان، مشيراً إلى أنّ الفنانين المشاركين يعطون صورة للخارج تليق بلبنان النضال والمقاومة».
بدوره، شارك الطالب في معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية علي بصل «لأنني أرى أفقاً أوسع لطرح الأفكار والأحاسيس والتعبير عن مكنونات النفس من الجامعة حيث تطغى الدراسة الأكاديميّة المقيّدة».
أمّا طالب العود في المعهد الوطني للموسيقى فرج الحّنا (زغرتا)، فيؤكد أنّ المخيّم فرصة للاختلاط مع فنانين مختلفي المواهب ومتشابهين في الإطار الثقافي للفن الملتزم، «كما يعزّز شخصيتي ويجعلني أكثر اندفاعاً لإبراز موهبتي».
وتشير عازفة البيانو وبطلة العرب في الشطرنج مايا جلول، إلى أنّ صوت القضية يصل في الفن الجماعي للعالم أعلى، «فبالرسم والغناء والتمثيل نعبّر عن رؤيتنا»، لافتة إلى أنّ «مشاركتي سمحت لي بالتعرف إلى فنانين مثل شوقي بزيع ومنير كسرواني يحملون الوطن قضيتهم الأساسية».
وأكّد الممثل منير كسرواني خلال حديثه مع الشباب أهميّة فن المسرح الذي يشارك الناس قضاياهم المصيرية، مشيراً إلى «ضرورة الحفاظ على المسرح الملتزم الذي تعبّر نصوصه عن الظروف الراهنة الاجتماعية والسياسية والاقتصاديّة».
أمّا الفنان وسام حمادة فيرى أنّ للأغنية الملتزمة «دوراً تعبوياً تجاه حرية الإنسان وكرامته، وهي تعبير حقيقي عن آلام الشعوب وأحلامها، كما لها تأثيرها في ماضيها وحاضرها ومستقبلها». ويبدي حمادة تفاؤله بمستقبل الأغنية الوطنية الملتزمة «ما دام هناك أناس يحملون هموم الوطن وقضاياه»، حيث لمس «هاجساً حول الفن الملتزم لدى الشباب المشارك». ويشير إلى أنّ الأوطان تقاس بعدد الفنانين المثقفين، لا بالخطابات السياسية الرّنانة من دون جدوى، وحثّ الشباب على «إيجاد إطار موسيقي يجمعهم لتشكيل حالة تخترق كل الحواجز المفروضة في الفن المبتذل».
واختتم المخيّم بسهرة أشعل فيها الفنانون المشاركون النار في جسد الطائفيّة على أنغام عود الفنان وسام حمادة.