قال رئيس الجمهورية العماد إميل لحود «إن لبنان سيرفع الصوت عالياً من منبر الأمم المتحدة ليشدد على ضرورة العمل جدياً على تحريك مسيرة السلام في الشرق الأوسط، لتتمكن شعوب المنطقة من التوصل إلى الاستقرار ونبذ العنف»، مشدداً على «أن يكون أي حل يجري التداول به في هذه المرحلة مرتكزاً على المبادرة العربية ببنودها جميعاً، وعلى القرارات الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي».وأوضح لحود بعيد وصوله إلى نيويورك على رأس الوفد اللبناني للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 62، أنه سيؤكد «تمسك لبنان بتطبيق القرارات الدولية، وعلى رأسها القرار 1701، رغم أن اكتمال هذا القرار لا يكون من دون استعادة لبنان حقوقه وعلى رأسها مزارع شبعا المحتلة، وعودة المعتقلين اللبنانيين من السجون الإسرائيلية». وأضاف أنه سيدعو «قادة الدول المجتمعين تحت راية الأمم المتحدة، إلى التنبه إلى النيات الإسرائيلية المبيتة تجاه لبنان، التي يترجمها استمرار خروقات إسرائيل براً وبحراً وجواً للسيادة اللبنانية، قافزة بذلك فوق القرار 1701 الذي وافقت عليه»، مشدداً على «أن لبنان يعوّل دائماً على دور منظمة الأمم المتحدة، في إحلال السلام العالمي، ولجم لغة الحرب والعنف، وتحقيق العدالة حيثما يستوجب الحق ذلك، وخصوصاً بالنسبة إلى الدول والجماعات الصغيرة التي تجد في المرجعيات الدولية السند الأساسي لقضاياها». وأشار إلى أنه سيدعو في هذا الإطار، إلى أن «تتحقق العدالة في لبنان لكشف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما تلاه من جرائم نكراء كان آخرها جريمة اغتيال النائب الشهيد أنطوان غانم».
وتمنى «أن تسهم اجتماعات الأمم المتحدة في التوصل إلى أطر سليمة لحل الأزمات الدولية، وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، حتى لا تهدد حرائقها السلم العالمي، وحتى تشعر بلدان هذه المنطقة وشعوبها بأن العالم ليس متروكاً لسلطان القوى العظمى ومصالحها التي تسير في الغالب عكس مصالح هذه الدول وشعوبها».
وكان رئيس الجمهورية قد وصل إلى مطار كينيدي في الخامسة من منتصف ليل السبت (بتوقيت بيروت) ترافقه اللبنانية الأولى السيدة أندريه لحود والوزيران فوزي صلوخ ويعقوب الصراف، وكان في استقباله مندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير نواف سلام وأركان السفارة، وممثل عن مراسم الأمم المتحدة، ومدير محطة طيران الشرق الأوسط السيد أديب قسيس.
ومن المطار، انتقل لحود في موكب رسمي إلى مقر إقامته في فندق «هلمسلي بارك لاين» حيث ترأس على الفور اجتماعاً حضره صلوخ والصراف والسفير سلام وأركان بعثة لبنان في المندوبية الدائمة للأمم المتحدة، والسفير اللبناني في باريس بطرس عساكر الذي سينضم إلى الوفد اللبناني إلى اجتماعات الجمعية العامة. وخصص الاجتماع لدرس المواضيع المدرجة على جدول أعمال الجمعية العمومية، واللقاءات التحضيرية التي بدأت قبل يومين. كما عرضت خلال الاجتماع اللقاءات التي سيعقدها لحود مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورؤساء دول وحكومات، كما عرضت المواضيع التي سيبحثها صلوخ والصراف في الاجتماعات الوزارية التي ستعقد على هامش الجمعية العمومية.
ومن المقرر أن يلتقي رئيس الجمهورية الأمين العام للأمم المتحدة مساء الثلاثاء بتوقيت نيويورك، بعدما يكون قد شارك صباحاً في فطور العمل الذي يقيمه بان كي مون على شرف رؤساء الدول والوفود، على أن يلتقي بعد ذلك الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ويشارك في الافتتاح الرسمي للجمعية العمومية.
وأفادت مصادر الوفد اللبناني بأن صلوخ سيشارك في الاجتماعات الجانبية المخصصة للجنة الرباعية مع وزراء خارجية الدول العربية التي تتألف منها اللجنة السداسية المكلفة متابعة عملية السلام في الشرق الأوسط.