طرابلس ـ عبد الكافي الصمد
أرجأت مجالس الأهل في المدارس الرسمية في الشمال تحركها التصعيدي الذي كانت تنوي تنفيذه السبت الماضي احتجاجاً على عدم إعفاء الطلاب من رسوم التسجيل، وإخلاء مدارس في طرابلس والبداوي من نازحي مخيم نهر البارد، إلى ما بعد اللقاء المرتقب مع وزير التربية خالد قباني صباح بعد غدٍ الأربعاء.
وكان عدد من رؤساء مجالس الأهل قد نفذوا اعتصاماً أمام مقر المنطقة التربوية في الشمال، بعد قرار اتخذوه بهذا الشأن خلال اجتماع الهيئة الاستشارية العليا لمجالس الأهل الجمعة الماضي، إلا أن تدخل رئيس المنطقة حسام الدين شحادة أسهم في نزع فتيل الأزمة مؤقتاً، إذ دعا المعتصمين إلى مكتبه حيث أجرى اتصالاً هاتفياً مع قباني ووضعه في صورة الموقف، الأمر الذي دفع الأخير إلى تحديد موعد مع المعتصمين لمناقشة قضيتهم.
ولوّح عضو لجان مجالس الأهل في الشمال حسن أكومي بالتصعيد، وإقفال المنطقة التربوية في الشمال «إذا لم يؤدِّ لقاؤنا مع الوزير إلى تحقيق مطالبنا، ليكون تعطيل العام الدراسي شاملاً كل المنطقة، لا محصوراً في مدارسنا فقط»،
وأشار أكومي إلى «أننا سنضطر إلى طرد نازحي مخيم نهر البارد من المدارس الثماني التي يقيمون فيها في باب التبانة والبداوي، وعندها فليتحمل الكل مسؤولياته»، مشدداً على «أننا لن نقبل بأنصاف الحلول، ولن نعطي فرصة إضافية لدراسة الموضوع، وسوف نرفض وعوداً جديدة، لأننا نريد قراراً واضحاً بإعفاء الطلاب من رسوم التسجيل، وإخلاء مدارسنا من النازحين، كي لا يضيع العام الدراسي على أبنائنا».
ولفت أكومي إلى «أن المشكلة صعبة، وخصوصاً أنّ عدد العائلات النازحة المقيمة في مدارس البداوي يبلغ 516 عائلة، لكن مسؤولية حلها ليست من اختصاصنا»، متسائلاً: «إلى أين سيذهب طلابنا، وهل نرسلهم ليتعلموا في مدارس أخرى خارج المنطقة، فيما لا نستطيع إخراج النازحين من مدارسنا، وإذا فعلنا ذلك مع طلاب الصفوف المتوسطة، فما هو وضع طلاب الروضات الذين يزيد عددهم على ألف تلميذ؟».
وأكد أكومي «أننا وضعنا المسؤولين في الصورة، وأخبرناهم أنّ الوقت يدهمنا ولا يمكن الانتظار أكثر»، مستغرباً «كيف أنّ قباني قال لنا عندما زار المنطقة قبل أيام، إنّ الأمر ليس عنده بل عند الرئيس السنيورة، وطلب منّا اقتراح حلول للأزمة، وعندما عرضنا عليه استئجار شقق للنازحين وإخلاءهم من المدارس، كان ردّه أن لا إمكانات مالية متوافرة لهذا الأمر».
أما عضو بلدية البداوي أنور قبيطري فقال في هذا الإطار، «كان يمكن تفادي المشكلة منذ البداية لو وُزّع النازحون على مدارس عدة في المنطقة، بدلاً من وضعهم جميعاً في مدارسنا، ونحن تعاطفنا معهم وأسكنّاهم في مدارسنا وبيوتنا، لكنهم الآن يرفضون الخروج إلاّ إلى مخيم نهر البارد». وسأل:«هل يكون ردّ الجميل لنا بهذه الطريقة، وأين هي الأونروا والحكومة ووزارة التربية التي يفترض أن تتحمل مسؤولياتها في هذا المجال، لا أن ترميها في وجوه الآخرين؟». وقال:«الأجواء في البداوي بدأت بالاحتقان، وقد يتطور الأمر إلى إضراب يرافقه قطع الطرقات وإخلاء النازحين من المدارس بالقوة، إذا لم يتأمن حل سريع للمشكلة، وخصوصاً أن أيّاً من مدارس البداوي لم تفتح أبوابها بعد من أجل تسجيل الطلاب، والاستعداد للعام الدراسي المقبل».
من جهة ثانية، لفت قبيطري «الأخبار» إلى «أنّ كميات من حليب الأطفال والحفاضات سرقت من مستودع مدرسة البنات الرسمية الثانية إثر خلع نافذته. وبعد ابلاغ الجهات الأمنية حضرت مفرزة من الأدلة الجنائية، وعملت على رفع البصمات وإجراء التحقيقات اللازمة، لمعرفة ما إذا كان من أقدم على ذلك هو من النازحين المقيمين في المدرسة أم أحد
غيرهم».