قوسايا ـ نقولا أبو رجيلي
عشرون يوماً مضت على انتهاء المعارك في مخيم نهر البارد، ولا تزال بعض الوحدات من الجيش اللبناني تعزِّز وتثبِّت مراكزها التي استحدثتها بعد اندلاع المعارك مع مجموعة «فتح الاسلام» في الشمال بالقرب من مواقع الجبهة الشعبية ـــــ القيادة العامة، المتموضعة في محيط بلدتي قوسايا وكفرزبد (قضاء زحلة).
وقامت حواجز الجيش اللبناني ببناء غرف من أحجار الباطون على مفترق بعض الطرق الرئيسية والفرعية وبتبديل بعض مواقع تمركزها، وشوهدت بعض الدبابات تتمركز في سهل بلدة تربل التي تقع للجهة الغربية من محلة (حشمش) حيث موقع داخل نفق في الجبل تابع للجبهة الشعبية ـــــ القيادة العامة. رافقت تلك التعزيزات مخاوف لدى الأهالي من انتقال شاكر العبسي إلى إحدى هذه المواقع بعدما تمكن من الفرار من مخيم نهر البارد مع مجموعة من مسلحي «فتح الإسلام». وما يزيد من الهواجس المعلومات السابقة التي أفادت بأن العبسي دخل الأراضي اللبنانية آتياً من سوريا عبر موقع قوسايا، وبقي فيه لمدة قصيرة وانتقل بعدها إلى مخيم عين الحلوة، ومن ثم إلى مخيم نهر البارد.
والجدير ذكره أن الموقع المذكور هو أكبر مواقع هذه الجبهة، ويحتوي على أسلحة ثقيلة ومتوسطة وينتشر على مساحة أكثر من 50 ألف دونم معظمها ملك لأهالي بلدة قوسايا ومشاعات للجمهورية اللبنانية، والقسم الباقى يمتد إلى داخل الأراضي السورية الحدودية. وما يقلق الأهالي أيضاً التصريحات التي أطلقها بعض المسؤولين السياسيين اللبنانيين عن احتمال الطلب من مجلس الأمن نشر قوات دولية لحماية الحدود اللبنانية ـــــ السورية من عمليات تهريب السلاح عبر الممرات غير الشرعية.
وفي بلدة قوسايا تنوعت آراء بعض الأهالي، فمنهم من وافق على انتشار قوات دولية على الحدود، والبعض الآخر حذر من ذلك تخوفاً من رفض السلطات السورية لهذا الإجراء الذي يزيد الأمور تعقيداً. وكان لصاحب إحدى كسارات البحص في بلدة دير الغزال القريبة من بلدة قوسايا رأي بهذا الخصوص، فقال: «ما بدنا قوات دولية، نحن بغنى عنها، ولسنا بحالة عداء مع سوريا ليكون بيننا وبينها جيوش أجنبية». وأوضح أن الجيش اللبناني يقوم بواجبه على أكمل وجه، ولم يلاحظ حصول عمليات تهريب بالقرب مناطقهم.
من جهة أخرى، وبالرغم من قيام الجيش اللبناني بضبط عمليات تهريب المحروقات من سوريا إلى لبنان، وخاصة مادة المازوت، إلا أن بعض المهربين يتمكنون من إدخال كميات منها بواسطة الجرارات الزراعية والحيوانات عبر الجبال، وقد التقت «الأخبار» أحد المهربين أثناء إفراغه كمية من المازوت نجح بإمرارها بواسطة جراره الزراعي، وقد أكد «لو ما نحنا عم نهرب المازوت للمزارعين كيف كانوا بدهن يشتروا التنكة بـ21 ألف ليرة لبنانية، بينما نحنا عم نبيعها بـ15 ألف ليرة».