• «مشاريع الغلبة أهلكت البلاد والعنف أدى إلى تراجع مسيرتنا الوطنية»

  • عرض الرئيس فؤاد السنيورة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التي واجهتها حكومته منذ تسلّمها السلطة، مشيراً إلى أنه يعدّ الأيام والساعات لإنجاز الاستحقاق الرئاسي وتسليم الأمانة


    قال رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، خلال مشاركته غروب أمس في حفل الإفطار السنوي لدار الأيتام الإسلامية في فندق «فينيسيا»، في حضور فاعليات سياسية واجتماعية وإعلامية: «إن استمرار صيغة لبنان كما ارتضيناها، والعمل على تطويرها، وتدعيم وفاقنا الوطني، كل ذلك يكون بالاستناد إلى نقيض منطق الغلبة والتغالب والفرض والسيطرة بالعنف والإكراه»، مشيراً إلى أن «مشاريع الغلبة أودت بالبلاد إلى التهلكة، وأن محاولات القفز على المعادلات التي ارتضيناها إلى غايات أخرى، عن طريق توسل العنف والتهديد والتهويل، أدت إلى تراجعات في مسيرتنا الوطنية، عانينا ونعانيها معاناة كبيرة ومستمرة».
    وتطرق إلى الاستحقاق الرئاسي، معلناً «أننا ننتظر بفارغ الصبر، ونعدّ الأيام والساعات لكي نتجاوز هذا الاستحقاق المهم، ويصار إلى تسليم الأمانة، إلى الرئيس الجديد المنتخب ومجلس النواب الكريم، لكي تتابع البلاد رحلة التعافي الجديدة التي انتظرنا استئنافها منذ ما قبل التمديد المشؤوم، الذي تعرفون ظروفه، وما جرّ على البلاد من ويلات وخراب وتنازع»، مشيراً إلى أنها ساعة مباركة «حين يجري انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية، ويفتح مع الحكومة الجديدة آفاقاً رحبة للبنان على المستقبل الموعود بالآمال والتطلعات».
    وأكد أن الحكومة لن توفر الجهد والتصميم والعمل من أجل إتمام هذا الاستحقاق في موعده وإنجاحه «استناداً إلى أحكام دستورنا» مشدداً على أنه «في مقابل الفراغ في سدة الرئاسة الأولى، الذي يهددنا به البعض، فإننا مصممون مع الشعب اللبناني ونواب المجلس الكرام، على أن لا نتجاوز الولاية الدستورية الحالية، إلا ويكون لنا رئيس جديد، يعيد مع الحكومة العتيدة جمع البلاد وإطلاق عمل المؤسسات الدستورية المقفلة والمعطلة لألف حجة ومئة سبب واهٍ ومرفوض».
    وإذ وصف حكومته بأنها حكومة الاستقلال الثاني، مشدداً على أنها «صمدت رغم تعرضها لمحن ومؤامرات وجرائم استهدفتها(...) ووقفت في وجه أعاصير الحقد، ووضعت ثقتها بالدولة وأجهزتها الأمنية والمدنية»، أكد التصميم «على عدم التراجع أو الاستسلام أو الخوف، لأننا راهنّا على إيمان وصمود شعبنا ومؤسسات الدولة وقواها. وبهذه العزيمة نجحنا في تلمّس طريق النهوض، فمنحنا أجهزتنا العسكرية والأمنية الثقة رغم كيد الشامتين والمتآمرين والمشككين، ونجح الرهان، وكان كشف القتلة في جريمة عين علق وما تلاه من نجاحات أمنية، الشاهد على صدق النية وقوة الإرادة».
    وأوضح أن «قرار إرسال الجيش إلى الجنوب، بعدما نجحنا بفعل بطولات المقاومة وتضحياتها وتضحيات الشعب اللبناني في منع إسرائيل من تحقيق أي نصر»، خطوة « أكدت تمسك الحكومة مرة جديدة بمسؤولياتها الوطنية والتاريخية، وبمؤسسات الدولة صاحبة الحق في الدفاع والحماية، ومقدمة لبسط سلطة الدولة الشرعية غير المنقوصة على كامل ترابها الوطني، وذلك بعدما نجحنا في تأكيد حقنا بلبنانية مزارع شبعا المحتلة، تمهيداً لاستعادتها وتحريرها، ونجحنا في انتزاع اعتراف المجتمع الدولي بذلك بعدما كان قد اعتبر القرار 425 قراراً منفذاً».
    وتوجه إلى «من يتحدثون عن التوافق والشراكة والاستئثار والمشاركة»، مكرراً القول «إن الحكومة، ومنذ قيامها، حرصت وعملت على اتخاذ كل قراراتها بالتوافق والإجماع، ولم تلجأ إلى التصويت الذي يتيحه الدستور إلا في قرار واحد، هو قرار إنشاء المحكمة الدولية والمصادقة على نظامها، بعدما حاز على الإجماع الوطني في الحوار وخارج الحوار، وبعدما تناولت يد الإرهاب الوزراء والنواب والمواطنين، وهددت وتهدد من بقي».
    وختم بالدعوة إلى التوافق الوطني، والتلاقي والتآخي الديني في لبنان، مشيراً إلى أن «كل محبي لبنان ـــــ وهم كثر ـــــ يريدون لنا أن نخرج من مآزق الاغتيال والتفجير والفرقة والانقسام، وأن ينتظم عمل مؤسساتنا الدستورية، وأن تبسط الدولة اللبنانية سلطتها على كامل أراضيها، من دون شريك أو منازع».
    (وطنية)