strong> بيسان طي
«الوضع في المنطقة متفجر، ولبنان يُدفع من خلال حلفاء الولايات المتحدة إلى الانفجار». هذا ما أعاد رئيس حركة الشعب نجاح واكيم تأكيده خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في مقر الحركة بوطى المصيطبة.
واكيم كان كعادته صريحاً ومباشراً في كلامه ومناهضاً لكل اصطفاف طائفي، وقد قدم قراءته لوضع البلد ومستقبله في إطار قراءة إقليمية. وذكّر واكيم بما قالته أخيراً وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس عن «أهمية إشعال التناقض السني الشيعي» في المنطقة، و تصويت الكونغرس أخيراً لتقسيم العراق. وبالاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 حين نجح المبعوث الأميركي آنذاك فيليب حبيب في فرض رئيسين للجمهورية وكانت النتيجة «خراباً وفوضى وحرباً أهلية وقتلاً ودماراً»، وأشار إلى أن السفير الأميركي جيفري فيلتمان يكرر تجربة حبيب «بواسطة فريق الحرية والسيادة والاستقلال» نفسه مزيداً ومنقحاً، رغم فشل الآلة العسكرية الإسرائيلية هذه المرة في تنفيذ الأمر الأميركي.
واكيم قال لـ«الأخبار» إنه يستبعد انتخاب رئيس للجمهورية أو إيجاد حل للأزمة القائمة، لافتاً إلى احتمال ضعيف جداً لحل من خلال تعويم الحكومة الحالية باستبدال الوزراء الذين انقلبوا على الرئيس إميل لحود بأسماء جديدة، و«يتم ذلك من خلال توافق خارجي على إبقاء الأزمة على ما هي عليه، لكنني أعتقد أن الولايات المتحدة تدفع باتجاه تفجير الوضع في لبنان».
ودعا واكيم إلى قيام جبهة وطنية «قادرة على مواجهة الفتنة والتصدي للحرب الأهلية بقوة الشعب وبالوعي الوطني لا بقوة السلاح والتعصب المضاد».
وكان واكيم قد افتتح المؤتمر باستنكار «حركة الشعب» لكل جرائم التفجير في لبنان، وآخرها التفجير الذي أودى بحياة النائب أنطوان غانم ومدنيين. ورأى أن لبنان أمام احتمالين « إما أن يبقى في دائرة الانتظار لسنتين على الأقل، مع إمكان توفير إدارة أزمته سلمياً، وهذا ما تسعى إليه قوى المعارضة، أو أن يكون في دائرة الانتظار مع تفجير الأزمة بالعنف والحرب الأهلية، وهذا ما تسعى إليه الولايات المتحدة وأتباعها قوى الرجعية العربية وفريق الموالاة في لبنان»، وهذا الفريق حمّله واكيم مسؤولية ما يجري في لبنان «فهو ممسك بالسلطة منذ عامين ونصف، شهدت خلالهما البلاد انهياراً كبيراً، كما أن بعض قوى الموالاة تتلقى دفقاً من الأسلحة «تجري تدريبات عسكرية لعناصرها في الأردن ومصر وإسرائيل، ويقوم أطراف الحكومة بإفشال كل مساعي التهدئة»، مشيراً إلى «سعي هذا الفريق لنقل ملف انتخاب رئيس الجمهورية إلى مجلس الأمن الدولي».
ورأى أن القوى التي تعلن عداءها لسوريا «الوطن السوري» إنما تمهد لتحالف مع إسرائيل. وعن مدى نجاح مبادرة الرئيس نبيه بري قال واكيم: «لا علاقة لنا بأية تسوية تعيد إنتاج النظام الطائفي، من جهة أخرى كل تسوية تُبعد شبح الحرب نؤيدها في هذه الحدود». أما عن لقاءات بري ـــــ الحريري فقال إنه لا يعرف ما الذي جرى خلالها، لكنه رأى أن قوى الموالاة مرتهنة بالكامل للولايات المتحدة ولا تملك قرارها، فيما تملك قوى المعارضة استقلالية في القرار الداخلي عما يريده حلفاؤها الإقليميون، مذكراً بأنه ليس لسوريا وإيران أية مصلحة إذا انفجر الوضع في لبنان والمنطقة. وعن الدور السعودي قال: «لم نكن يوماً مطمئنين له، فقد كان يعمل لكسب الوقت لفريق الموالاة». وسأل عن مدى استقلالية المملكة عن الولايات المتحدة. ودعا واكيم قوى المعارضة إلى أن تتجاوز ذاتها وحساباتها التقليدية ومصالحها في النظام القائم، ورأى أنها أخطأت لأنها كانت تبحث عن تسويات للأزمة فيما الفريق الآخر لا يريد حلاً.
واكد موقع «حركة الشعب» في إطار مقاومة الهجوم الأميركي ـــــ الصهيوني الذي جعل معظم البلاد العربية ومن بينها لبنان «تحت وطأة احتلال سافر أو مقنع»، داعياً القوى اللاطائفية إلى تحمل مسؤوليتها وأن تتجمع في إطار تحالف علماني ديموقراطي «فهي المؤهلة لتشكل نواة صلبة للجبهة الوطنية العريضة».