strong>علي محمد
أصدرت السفارة الأميركية ،أمس، بياناً أعلنت فيه أن بلادها استقبلت 67 لاجئاً عراقياً كانوا يعيشون في لبنان، «للبدء بحياة جديدة في الولايات المتحدة». وقالت إنها استقبلت حتى الآن 80 لاجئاً (من أصل 40 ألف عراقي في لبنان)، وذلك «ضماناً لسلامة اللاجئين». وتباهت أميركا في بيان سفارتها، مشيرة إلى أنها «أكبر مساهم في المساعدات الإنسانية للعراقيين»، مؤكدة أن العراقيين المغادرين من لبنان إلى أميركا سيتلقون مساعدات من الحكومة، وسيسكنون في مختلف أنحاء الولايات. وختم البيان مذكّراً بالجهود المبذولة من الولايات المتحدة لسلامة العراقيين، بالتعاون مع الحكومة اللبنانية ومفوضية الأمم المتحدة للاجئين، والمنظمه الدولية للهجرة، واللجنة الكاثوليكيه الدولية للهجرة.
تزامن صدور بيان السفارة الأميركية مع لقاء عقده مدير المكتب الإقليمي لمنظمة العفو الدولية، أحمد كرعود، متناولاً موضوع اللاجئين العراقيين في لبنان والدول المجاورة. ودان خلاله الولايات المتحدة الأميركية، لعدم إيلائها موضوع اللاجئين شأناً كبيراً، إذ إنها «تخصص مليار دولار سنوياً لموازنة التسلح، بينما تقدم 18 مليون دولار فقط للمفوضية العليا السامية لشؤون اللاجئين».
وعرض كرعود التقرير الأخير الذي أعدّته وأصدرته المنظمة عن هذا الموضوع، وجاء فيه أن عملية النزوح واللجوء من العراق، منذ بداية الحرب، تعدّ «الظاهرة الأكبر بعد نكبة 1948». وقال إن أكثر من ألفي شخص يهربون من العراق يومياً، أي بمعدل 80 شخصاً في الساعة، وعلى مدارها. وأكد أن المنظمة في بيروت تعاملت مع موضوع اللجوء «من زاوية حقوق الإنسان والاتفاقية العالمية للاجئين الصادرة عام 1951، والتي تؤكد مبدأ توفير الحماية والخدمات والعمل والتعليم والصحة، وعدم إرغامهم على العودة إلى بلدهم إذا كانت سلامتهم مهددة».
كما تطرق كرعود إلى موضوع الاستغلال، وتحدث عن وجود دعارة منظمة في بعض الدول المستقبلة للّاجئين، وكذلك تجارة أطفال. وطلب من الدول المعنية سن قوانين وتشريعات جديدة لحماية هؤلاء. وإذ أورد التقرير شكراً لكل من سوريا والأردن على جهودهما وتعاونهما مع المنظمة في هذا الموضوع، طالب من ناحية أخرى بالدعم المالي لهذه الدول المستقبِلة للّاجئين، وذلك لتحسين أوضاع العراقيين فيها، وتخفيف الأعباء عن الدولة، مشيراً إلى أنه من بين مليون ونصف لاجىء في سوريا، هناك نسبة كبيرة منهم في سن التعليم، وهؤلاء يحتاجون إلى 190 مدرسة. وكان عدد من الجمعيات الأهلية والوكالات الدولية قد أطلق حملة لجمع 129 مليون دولار دعماً للدول المستضيفة للّاجئين. وتمنى كرعود على لبنان استقبال أعداد من العراقيين، والتعاون مع المنظمة، وتخفيف قوانينه المتشددة حيال هذا الموضوع.
ورأى التقرير أن اللاجئين العراقيين في الدول المجاورة، إذا بقوا يعانون من التدهور والإهمال في التقديمات الصحية والغذائية، وأبسط متطلبات العيش، فإنهم بمثابة «قنبلة موقوتة نخشى انفجارها».
يُذكر أنه في 21 آب الماضي، أصدرت الحكومة الأردنية قراراً سمح لعشرات الآلاف من الأطفال العراقيين اللاجئين بالالتحاق بالمدارس المحلية. وكانت وزارة التربية والتعليم قد أعلنت أنها ستستقبل أكثر من 50 ألف طالب عراقي. وهناك أكثر من 500 ألف طفل في سن التعليم، من بين مليوني لاجىء هربوا السنة الماضية من العراق.