أمل رئيس الجمهورية إميل لحود أن «تكون المهلة الفاصلة عن موعد الجلسة النيابية المقبلة في 23 تشرين الأول، مناسبة تتكثف فيها الاتصالات واللقاءات للوصول الى تفاهم حقيقي حول القضايا المختلف عليها وصولاً الى تأمين انتخاب رئيس جديد للجمهورية». وفي الوقت نفسه، أسِف «لبعض المواقف التي تصدر عن قيادات لبنانية من شأنها أن ترفع من نسبة الاحتقان، عوضاً من أن تساهم في الحد من التباعد بين اللبنانيين».وشدد خلال استقباله متروبوليت نيويورك وسائر أميركا الشمالية المطران فيليبس صليبا وراعي أبرشية طرابلس للروم الأرثوذكس المطران الياس قربان الموجود في نيويورك، ونائب المطران صليبا وراعي أبرشية فلوريدا المطران أنطون خوري، على «أهمية احترام الدستور في مقاربة مسألة الانتخابات الرئاسية». وقال إن قيادات لبنانية كثيرة «باتت تنادي بالالتزام بالأصول والأعراف الدستورية، وتفسير مواد الدستور وفق ما تتمنى وعلى نحو يناقض مبدأ الديموقراطية التوافقية التي قام عليه لبنان».
ورأى أن «لا بديل من التوافق بين اللبنانيين بعيداً عن التدخلات والتأثيرات الخارجية»، لافتاً الى أنه «في كل مرة كانوا فيها موحدين استطاعوا مواجهة المؤامرات التي تستهدف وطنهم، وفي كل مرة تفرقوا واختلفوا كان من السهل استفرادهم وفرض الحلول الخارجية عليهم».
ونبّه الى أن «المرحلة الراهنة دقيقة وحساسة، وتستوجب أقصى درجات الوعي والإدراك لتفويت الفرصة على المصطادين في الماء العكر الساعين الى إضعاف الجبهة الداخلية». وقال إن الاستحقاق الرئاسي «يجب ان يكون فرصة لتأكيد الخيارات الوطنية الواحدة وجمع شمل اللبنانيين»، معتبراً «أن المبادرات السياسية التي صدرت في الآونة الأخيرة، ومنها مبادرة الرئيس نبيه بري، باب جديد يفتح أمام الحوار بين القيادات لإمرار الاستحقاق الرئاسي في مناخات إيجابية».
ومنح لحود المطران صليبا وسام الاستحقاق اللبناني المذهّب تقديراً لعطاءاته المدنية والكنسية والروحية، وما فعله من أجل لبنان ولا سيما خلال العدوان الاسرائيلي في تموز الماضي.
وكان لحود قد شارك في العشاء الرسمي الذي أقامه أول من أمس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مبنى المنظمة الدولية، والتقى خلاله عدداً من رؤساء الدول وتداول معهم آخر تطورات الوضع في لبنان والاستعدادات الجارية لإتمام الاستحقاق الدستوري.
ويلقي رئيس الجمهورية اليوم، كلمة لبنان أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، بعدما وضع اللمسات الأخيرة عليها في ضوء المداولات التي شهدتها المنظمة الدولية خلال الساعات الماضية، والمواقف التي صدرت عن عدد من رؤساء الدول والوفود الذين تناوبوا على الكلام، ولا سيما منهم الذين تناولوا الوضع في لبنان وحددوا مواقف دولهم من المستجدات فيه.
وسيتناول في كلمته مواضيع عدة أبرزها تطور الصراع العربي ـــــ الاسرائيلي، ورؤيته للحلول التي يمكن اعتمادها لإحلال السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة وضرورة تطبيق القرارات الدولية في هذا الصدد، إضافة الى موقف لبنان الثابت من حق العودة للشعب الفلسطيني الى أرضه، وعدم توطينه في لبنان، ورفض أي محاولة من شأنها إسقاط بند حق العودة من المبادرة العربية للسلام التي أقرتها قمة بيروت.
ويفرد حيّزاً للحديث عن القرار 1701 وضرورة تطبيقه كاملاً مع التركيز على الانعكاسات السلبية لاستمرار الخروقات الإسرائيلية البرية والبحرية والجوية، وعدم إيجاد حل لقضية الأسرى والمعتقلين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية. ويتطرق الى دور القوات الدولية في الجنوب والتنسيق القائم بينها وبين الجيش في إحلال السلام في هذه المنطقة.
وسيتناول أيضاً موضوع المحكمة الدولية وضرورة الإسراع في تشكيلها لمعرفة الحقيقة، إضافة الى الاستحقاق الرئاسي و«ضرورة إتمامه وفق الأصول الدستورية واستناداً الى خيار لبناني صاف لا مكان فيه للتدخلات الخارجية».
على صعيد آخر وجهت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية كتابين الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء أبلغتها فيهما بأن القرارات المتخذة في اجتماع 24/9/2007 والقرارات التي ستتخذ في اجتماع لاحق، «باطلة بطلاناً مطلقاً وكأنها لم تكن لصدورها عن هيئة فقدت شرعيتها الدستورية والميثاقية بعد تاريخ 11/11/2006، وأن جميع دعواتها وجداول أعمالها واجتماعاتها وقراراتها وكل ما يصدر عنها من إجراءات تنفيذية هي منعدمة الوجود انعداماً كلياً اعتباراً من التاريخ المذكور».
من جهته أجرى وزير الخارجية والمغتربين المستقيل فوزي صلوخ سلسلة لقاءات في نيويورك، فالتقى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ووزراء خارجية اليمن أبو بكر القربى، وسلوفينيا، والباكستان فاروق قاسوري، ووزراء خارجية الدول الفرنكوفونية، خلال تلبيته دعوة العشاء التي وجهها إليه وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير.
ووقّع صلوخ خلال اجتماعه مع وزير خارجية الباراغواي لويس أوريو، مذكرة تفاهم في شأن التعاون بين وزارتي الخارجية في البلدين.
وعن لقاءاته، قال صلوخ: «إن العديد من الأشقاء والأصدقاء الذين التقيناهم، يسألوننا بقلق وأمل عن الأوضاع في لبنان، ويقدّرون المساعي الجارية للتوافق على الاستحقاق الرئاسي، ويخصّون بالذكر تعويلهم على مساعي دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري وغبطة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير وسائر القادة اللبنانيين. وبدورنا، نؤكد أمامهم مصلحة لبنان في إتاحة الأجواء الآيلة الى تسجيل توافق أبنائه، ليكون الحل لبنانياً صرفاً، ويأخذ في الاعتبار مصلحة جميع اللبنانيين».
(الأخبار)