بشّر النائب ميشال المر بوجود حلحلة في موضوع التوافق على رئيس الجمهورية، معلناً الاتجاه «بخطوات سريعة، للوصول الى نتيجة ويمكن قبل 23 تشرين الأول». وقال إن البحث في الأسماء لم يبدأ بعد «لأن الأسماء التي ستطرح توجب التشاور مع العماد (ميشال) عون لمعرفة رأيه». كذلك رأى السفير الأميركي جيفري فيلتمان أن كل العناصر متوافرة لانتخاب رئيس جديد في 23 تشرين الأول «بالنظر الى المناخ السائد بين مختلف التوجهات السياسية والاشخاص الذين يملكون آراء مختلفة».فقد زار فيلتمان، ترافقه المستشارة السياسية سوزان روس، المر، وذكر بعد اللقاء أن الحديث دار حول امكان حصول لبنان على رئيس «يتمتع بثقة اكبر شريحة من اللبنانيين». وأضاف: «قلت لدولة الرئيس كيف يمكن توفير المناخ الملائم بحيث يمكن اللبنانيين أن يختاروا رئيساً بأكبر دعم، وأكدت له أننا على ثقة كاملة بالشعب اللبناني من خلال ممثليهم في مجلس النواب لاختيار هذا الرئيس، ولا علاقة لنا باختيار اسم الرئيس الجديد لأن هذا قرار لبناني».
أما المر فقال إنه عرض لضيفه التطورات الأخيرة، شارحاً أن عون «يمثل شريحة كبيرة من المسيحيين وقطب معارض مهم، ولا يمكن اجراء المشاورات بمعزل عنه، ومن الضروري لقوى الفريق الآخر التحدث معه لتذليل العقبات». وأشاد بحديث النائب سعد الحريري عن «التوافق والإجماع»، متوقعاً لقاءه وعون.
ودعا الى الكفّ عن «المطالبة والاستماع الى ما يريده مجلس الأمن»، معلّقاً على القرار الرئاسي الدولي الأخير بالقول: «فيما نحن نسعى الى التوافق وحلحلة الأمور، إذا بمجلس الأمن يطل علينا بقرارات وتصاريح لا تهدف الا لعرقلة المساعي وخربطة الجهود». وأضاف: «ماذا تريدون منا؟ اتركونا نتصالح في ما بيننا، كفى نظريات دولية في غير مكانها، وأي قرار دولي صدر كان له الوقع الايجابي غير الخربطة والتشرذم (...) لقد شبع اللبنانيون من القرارات التنظيرية لتأزيم الوضع».
وكرّر أنه «في المبدأ» مع عون مرشحاً للرئاسة «واذا اقفلت كل الطرقات على وصوله الى سدة الرئاسة، نبدأ البحث في الأسماء»، معلناً تأييده لقائد الجيش رئيساً توافقياً «بالإضافة الى اسماء اخرى للتوافق وأخرى للقتال».
ووصف مواقف بعض قادة 14 آذار المقلّلة من فرص التوافق بأنها «تصريحات سياسية»، مضيفاً: «هنا أسمع كلام النائب الحريري في الدرجة الاولى، ثم اعود لأسمع الباقين مع احترامي للجميع».
وزار فيلتمان النائب الحريري، معلناً تشجيع بلاده «لما يبدو أنه توافق بين مختلف السياسيين، لإجراء حوار صادق بشأن الانتخابات الرئاسية، والبرنامج الذي ستطبقه الحكومة بعد الانتخابات الرئاسية». وقال إنه أخذ «في الحساب» دعوات بري و14 آذار وعون للحوار، مضيفاً: «اننا متشجعون جدّاً لرؤية هذه الامور تحصل، لأنه كلما حصد الرئيس الجديد دعماً اكبر بقدر ما استطاع أن يكون اقوى، ولا سيما في ادارة مستقبل البلاد». وحدّد المدعوين «الى حوار صادق وإلى نقاش حقيقي بشأن اختيار الرئيس الجديد»، ببري و14 آذار وعون.
ونفى أي دور لبلاده في انتخابات الرئاسة، قائلًا: «الولايات المتحدة لديها ملء الثقة بأن اللبنانيين قادرون على اختيار رئيسهم. نحن لم ندخل يوماً في لعبة انتخاب الرئيس في لبنان، ولن نفعل ذلك في المستقبل، ونأمل أن نسهم في خلق المناخ المناسب حتى يتمكن اللبنانيون والبرلمان اللبناني من اختيار رئيس للبنان بحرية، وهم قادرون على ذلك»، مبدياً ثقته بإجراء الانتخاب «ضمن المهلة الدستورية، ووفقاً للأصول الدستورية ومن دون أي تدخل خارجي».
والتقى الحريري أيضاً سفيرة استراليا ليندال ساكس، في حضور النائب السابق غطاس خوري. ثم رئيس الرابطة المارونية جوزف طربيه، الذي رأى «ايجابية» في «خطوات التلاقي الأخيرة التي تمّت بعد الجلسة النيابية المخصصة للاستحقاق الرئاسي»، معلنا تشجيع الرابطة لتوسيع قاعدة المشاورات «لأنه محكوم على اللبنانيين بالتوافق، وهذا لا يمكن أن يتم الا من خلال التواصل وتقريب الخيارات الوطنية لمختلف الأفرقاء، بحيث يكون لبنان هو الرابح الوحيد في النهاية».
(وطنية)