strong>«الـ 1559 يضمـن إتمـــام الاستحقـــــاق الرئاسي والمحكمـة حصـانة توقِف التصفيات»
في رسالة وجّهها إلى عدد من قادة ورؤساء الدول والأحزاب، أمس، «اشتكى» رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط من النظام السوري الذي اتهمه بأنه «يشكّل تهديداً مباشراً للبنان»، دون نسيان «أتباع» هذا النظام الذين «يعملون بشتى الوسائل على نسف إنجازات ثورة الأرز وإعادة السيطرة السورية على النظام السياسي اللبناني»، ليطالب بـ«دعم المجتمع الدولي، حكومات وأحزاباً، للتأكّد من تخطّي الشعب اللبناني وقيادييه مسلسل الاغتيالات السورية الهادفة بشكل أساسي الى تدمير لبنان».
وضمّن جنبلاط رسالته المطالبة بـ«العمل بموجب القرار 1559، لإتمام الاستحقاق الرئاسي الذي يتعرّض لحملة منظّمة من النظام السوري وحلفائه في لبنان، سواء بالاغتيال أو بالتعطيل الدستوري»، مع تشديده على أن المحكمة الدولية هي «الحصانة الوحيدة، عند مباشرة عملها، لمواجهة ووقف حملة التصفية الجسدية والسياسية التي يشنّها النظام السوري ضد الشخصيات والقوى الاستقلالية في لبنان». وقد خصّ جنبلاط برسالته كلاً من الملكين: السعودي عبد الله بن عبد العزيز، والأردني عبد الله الثاني، الرئيس الأميركي جورج بوش، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الرئيس الصيني ليو تشيمنغ، الرئيس المصري حسني مبارك، رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون، رئيس وزراء إسبانيا خوسيه ثاباثيرو، رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل، رئيس البرلمان الأوروبي، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، المنسّق السياسي في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، أعضاء في مجلس الشيوخ والكونغرس الأميركي، إضافة الى عدد من رؤساء الأحزاب الاشتراكية الدولية والأوروبية.
واستهل جنبلاط رسالته بالتذكير بالجريمة التي أودت بحياة النائب أنطوان غانم «الركن البارز في فريق 14 آذار، والمشارك بفعالية في ثورة الأرز»، ووضع هذا الاعتداء في خانة «المحاولات العديدة لإعاقة سعي لبنان إلى الاستقلال والسيادة»، واصفاً إياها بـ«المحاولة اليائسة من النظام السوري لمنع انتخاب رئيس جديد للجمهورية».
وبعد أن حمّل النظام السوري مسؤولية الاغتيالات و«تدمير» لبنان، توجّه إلى «أصدقاء لبنان» بالقول: «وحدكم تستطيعون حماية حريتنا.. نحن واثقون بأنكم مستمرّون في دعم سعينا نحو الحرية، عبر تأمين حصول انتخابات الرئيس الجديد للجمهورية، بعد أن شلّت سوريا وحلفاؤها المجلس النيابي اللبناني لمنع استعادة النظام الديموقراطي وقيام الدولة»،
منبهاً إلى أن انتخاب رئيس جديد للجمهورية «غير ملتزم» بتنفيذ القرارات الدولية، وفي مقدمها قرار إنشاء المحكمة، من شأنه «تعطيل قيام هذه المحكمة ومنعها من تحقيق غاية إنشائها، عبر الكثير من الوسائل والضغوط الدستورية والقانونية والسياسية، وإعطاء قوة دفع للنظام السوري وحلفائه في لبنان لإسقاطها واستكمال مسلسل القتل والإرهاب لإخضاع القوى الديموقراطية وتجربتها الناشئة في لبنان»، ذكّر جنبلاط بأن المحكمة الدولية «لا تزال بحاجة إلى الكثير من الإجراءات الثنائية المكثفة بين الدولة اللبنانية والأمم المتحدة»، خاتماً رسالته بالقول: «نحن متأكّدون بأنكم ستستمرون في دعم لبنان لانتخاب رئيس جديد، ديموقراطياً، وهو الأمر الوحيد الذي سيضمن انتصار سيادة لبنان وديموقراطيته».
وتأتي رسالة جنبلاط في موازاة حركة المشاورات التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه برّي عبر موفديه في اتجاه بعض القادة السياسيين اللبنانيين، من أجل التوصل إلى اختيار رئيس «توافقي قوي»، كمقدّمة لتهيئة الأجواء للجلسة النيابية التي دعا إلى انعقادها في 23 تشرين الأول لانتخاب الرئيس العتيد.
وفي هذا الصدد، كان قصر المختارة قد شهد، أول من أمس، خلوة جمعت النائب جنبلاط وموفد الرئيس برّي النائب أنور الخليل الذي أوضح أن زيارته «تدخل في إطار التواصل المستديم والبحث في الاستحقاق الرئاسي الداهم»، فـ«كان الاجتماع واضحاً بتفاصيله»، متحفّظاً على مضمون الرسالة التي نقلها من جنبلاط إلى الرئيس برّي.
(الأخبار)