رأى المرجع السيد محمد حسين فضل الله في تصريح أمس، أن إدارة الرئيس الأميركي، جورج بوش، لم تتخل عن طموحاتها الرامية إلى إدخال المنطقة في مخاض جديد من الحروب والفوضى، وأن الكونغرس الأميركي الذي يحاول الإيحاء بأنه يعمل لتغيير سلوك هذه الإدارة، ينخرط معها في الخطوط التي رسمها اللوبي الصهيوني لتوسيع دائرة العدوان الأميركي على المنطقة»، مشيراً إلى «أن تصنيف الكونغرس الأميركي للحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية (…)لا يمكن النظر إليه إلا كإعلان حرب، كما أن إقدام هذا الكونغرس على التصويت على قرار يقضي بتقسيم العراق، وإن كان هذا القرار غير ملزم، هو غاية في الخطورة بالنظر إلى إيحاءاته الخطيرة في طول المنطقة العربية وعرضها، ويمكن النظر إليه كتمهيد أميركي لحروب متنقلة في دول المنطقة، وكإيحاء لتحريك مسألة الأقليات للعبث باستقرار دول المنطقة وفتح نوافذ جديدة للاهتزاز السياسي والأمني فيها».وإذ لفت إلى أن أميركا ـــــ الإدارة لا تزال تتحرك بانفعال إمبراطوري قاتل يدفعها إلى بعثرة الأمور في المنطقة أكثر»، أبدى خشيته من أن يقود التطبيع العربي مع إسرائيل، والذي تبلورت بعض مشاهده في لقاءات حميمة تحت أروقة الأمم المتحدة، إلى جحيم في العلاقات العربية ـــــ العربية، والإسلامية ـــــ الإسلامية، والإسلامية ـــــ العربية، وعندئذٍ تدخل إسرائيل إلى آخر زوايانا حقيقة ثابتة لا تقبل الجدل، لنبدأ من جديد في رحلة البحث عن أنفسنا وقضايانا في متاهات قضايا الآخرين».
بدوره، رأى المكتب السياسي في الجماعة الإسلامية، في بيان تعليقاً على قرار الكونغرس تقسيم العراق أن الاحتلال الأميركي للعراق يوغل في تدخله بالشأن العراقي الداخلي، ويتآمر على وحدة العراق ومستقبله كبلد حر ومستقل»، مشيراً إلى أن القرار «بداية مشروع لتقسيم المنطقة وتفتيتها، وهو يطال، لو تحقق، معظم أقطار العالم الإسلامي». وأشاد البيان بـ«المبادرة التي أطلقها نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي، وزيارته إلى المرجع السيد علي السيستاني في النجف، وإبلاغه مشروع العقد الوطني كحل للأزمة الحكومية في العراق، ما أشاع أجواء إيجابية في مختلف الأوساط العراقية والعربية».
واستنكر حزب رزكاري الكردي اللبناني، قرار الكونغرس الأميركي بـ«تقسيم العراق الى ثلاث دويلات وربما أكثر»، معتبراً أن «الهدف الأساسي لغزو العراق، هو تنفيذ مشروع تقسيمه وتفتيته». كما رأى أن «هذا القرار، إذا ما تم تحقيقه، يعتبر إنجازاً كبيراً للعدو الصهيوني وضمان أمنه في فلسطين المحتلة، بعدما استباحوا آبار النفط وأشعلوا نار الفوضى في البلاد».
(وطنية)