حرص رئيس الحكومة فؤاد السنيورة على المشاركة في حفل تكريم السفير الفرنسي برنار إيمييه، ليعبر عن الـ«أسى» لمغادرة «صديق سعى ونجح في توثيق عرى العلاقات التي تربط بين فرنسا ولبنان»، وعمل لتكون بلاده داعمة في «المرحلة التي نخوضها ولا نزال في إعلاء شأن لبنان كبلد للانفتاح والحريات». وتوجّه إليه متمنياً «أن تكون لك قدرة على خدمة لبنان في أي مكان كنت».الاحتفال التكريمي أقامته وزارة المال في السرايا الكبيرة، وتحدث السنيورة خلاله، مشيراً إلى أن حرصه على الحضور هدفه التأكيد «على أهمية العلاقات التي تربط بين بلدينا والتي تمتد عميقاً في ضمير اللبنانيين وذاكرتهم، وهي تتعلق بكثير من القيم التي بني عليها لبنان، ولها علاقة بالديموقراطية والحرية والانفتاح والعدالة وحكم القانون والاعتراف بالآخر والسماح والاعتدال، كلها قيم آمنّا بها ونستند إليها في تمسكنا بدفاعنا عن لبنان الذي نراه البلد الذي يضم بجناحيه تلك العائلات التي تمثل لبنان بالصورة التي نراها، وتمثل الصيغة التي لم تعد حاجة للبنان فقط بل هي أصبحت أكثر من ذلك، صيغة يحتاجها العرب والمسلمون والعالم أجمع، ويتطلب هذا منا حرصاً وانفتاحاً وتمسكاً بها اليوم أكثر من أي وقت مضى».
وإذ أشار إلى «محطات كثيرة تمثل مدى ذلك التعاون الوثيق والبنّاء الذي يربط بين فرنسا ولبنان»، وأخرى «عبرت فيها فرنسا أكثر من مرة عن دعمها للبنان»، توقف عند «محطات ومحطات إضافية كلها عمل وجهد»، خلال وجود إيمييه في لبنان، معتبراً أنه نجح في «أن تكون فرنسا داعمة لاستقلال لبنان ولحرياته وبناء مؤسساته ووضع اقتصاده على الطريق المؤدي إلى الازدهار والاستقرار».
ثم استعرض «بعض هذه المحطات»، مشيراً إلى أن إيمييه «كان على صلة تكاد تكون شبه يومية» مع الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك «الذي كان لبنان ولا يزال في عقله وضميره، ناهيك عن محبته الحقيقية للبنان وللبنانيين». وقال: «محطات مهمة شهدناها تقريباً منذ عام، عندما كان لبنان يتعرض لأعنف وأكثر الهجمات بربرية ووحشية في تاريخ المنطقة، من قبل عدو حاول أن ينتهز مناسبة من أجل تدمير لبنان وتدمير هذه الصيغة التي تعتبر فارقاً في هذه المنطقة وتمثل الأسلوب المقابل والمضاد لما هي عليه إسرائيل. كان سعادة السفير على صلة يومية معنا ومع الرئيس شيراك من أجل الوقوف على رأي لبنان والعمل على دعمه ومحاولة الخروج بالصياغة السليمة للقرار 1701، ومساعدة لبنان في شتى المجالات الإغاثية والإعلامية وفي احتواء حدة الهجوم الوحشي البربري الإسرائيلي. وانتهى هذا العمل بمشاركة فرنسا في قوة حفظ السلام، «اليونيفيل»، تلك المشاركة الفعالة التي كان وما يزال لفرنسا اليد البيضاء فيها».
وذكر أن إيمييه «عمل بكل جهد لإنجاح مؤتمر باريس ــ 3»، ثم «خلال هذه المرحلة التي نخوضها ولا نزال في إعلاء شأن لبنان كبلد للانفتاح والحريات، بعيداً عن الأعمال الإرهابية التي تقوم بها مجموعة ضالّة مضلِّلة ومضلَّلة في شمال لبنان وهي المجموعة الإرهابية المعروفة باسم «فتح الإسلام».
وقال إن الاحتفال ليس لوداع إيمييه «بل للتعبير عن شكرنا للدعم الذي شارك فيه وعمل من أجله بعاطفة وحب ورغبة من أجل إعلاء شأن لبنان. لقد آمن وعمل من أجل العلاقات الصحيحة بين لبنان وفرنسا خلال إدارة الرئيس شيراك واستمر أيضاً خلال إدارة الرئيس نيكولا ساركوزي، وهو كان له نصيب كبير من الجهد الذي بذل من أجل أن تؤدي الزيارة الأخيرة التي قمت بها إلى فرنسا واللقاء مع الرئيس ساركوزي والمسؤولين الفرنسيين، إلى نجاح كبير».
وختم متوجهاً إلى إيمييه بالقول: «نحفظ لك في قلوبنا وعقولنا وضمائرنا الكثير من التقدير (...).
وزار إيمييه الأمين العام لوزارة الخارجية السفير هشام دمشقية، مودعاً، وقال إن تقويمه العام للبنان «يبدو إيجابياً»، وإن بلاده تأمل في «أن تبقى في الصف الأول لشركاء لبنان في شتى المجالات السياسية منها والاقتصادية والثقافية والتعاون العسكري. ولبنان القريب من فرنسا والشريك لأوروبا يجب أن يبقى بالنسة إلينا الشريك المرجع والبوابة إلى الشرقين الأدنى والأوسط».
(وطنية)