نجاد: انتصار تموز صفحة مضيئة في تاريخ العالم المعاصر ونموذج ملهم للأحرار
نوّه رئيس الجمهورية، العماد إميل لحود، بعلاقات الصداقة التي تربط لبنان بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقدّر الدعم الذي قدمته للإسهام في إزالة آثار العدوان الإسرائيلي، الذي استهدف لبنان في تموز 2006. وأشاد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ببطولة المقاومة، وتضامن الشعب اللبناني، ودعم لحود للمقاومين خلال عدوان الصيف الماضي، مشيراً إلى أن ذلك «سيسطّر صفحة ناصعة ومضيئة في تاريخ العالم المعاصر، ونموذجاً ملهماً للشعوب الحرة في العالم».
فقد استقبل لحود أمس السفير الإيراني محمد رضا شيباني، الذي سلّمه رسالة خطية من نجاد، يهنّئه فيها بالذكرى الأولى «للانتصار المثير للفخر والاعتزاز، الذي حققته المقاومة الإسلامية والوطنية اللبنانية، والمعبّر عن الصمود البطولي الذي أظهره الشعب اللبناني الشجاع في مواجهة جيش العدو الصهيوني».
أضاف نجاد في رسالته: «لا شك أن بطولة قوات المقاومة الإسلامية واستبسالها، وتضامن الشعب اللبناني في هذه الساعة الدقيقة في مواجهة الجيش الصهيوني المدجج بالسلاح، وهزيمة الصهاينة المذلّة، وما عبّرتم عنه فخامتكم من دعم مستمر للأبطال المقاومين في لبنان، سيسطّر صفحة ناصعة ومضيئة في تاريخ العالم المعاصر، ونموذجاً ملهماً للشعوب الحرة في العالم». وختم بأن ما «تتمناه إيران، شعباً وحكومة، للبنان، هو الاستقرار والأمن والعزة والوحدة والتقدم».
وأكد لحود خلال لقائه شيباني، أن اللبنانيين استطاعوا بوحدتهم وتضامنهم حول جيشهم الباسل، ومقاومتهم الوطنية، ردّ العدوان الإسرائيلي، والتأكيد أن قوة لبنان هي الحجر الأساس الذي يصون الوحدة الوطنية، ويعزز مسيرة العيش المشترك فيه، في مواجهة المخططات التي تستهدفه.
ثم استمع إلى شرح مفصّل من رئيس الهيئة الإيرانية لإعادة الإعمار، حسام خوش نويس، الذي أوضح أن إيران تنفّذ 1236مشروعاً في مختلف المناطق اللبنانية التي تضررت نتيجة العدوان الإسرائيلي الأخير، أُنجز منها 881 مشروعاً.
وبعد اللقاء، قال شيباني إنه هنّأ لحود بعيد الجيش وذكرى الانتصار، وقدّم له شرحاً عن زيارة نجاد إلى سوريا. وكرر، رداً على سؤال، أن إيران «لا تألو جهداً في الوقوف إلى جانب لبنان في السرّاء والضرّاء»، مشيراً إلى مساعيها واتصالاتها للمساعدة على «الخروج من الأزمة السياسية الراهنة»، ونوّه «بشكل خاص» بالاتصالات والمشاورات مع فرنسا والسعودية، «فضلاً عن العديد من الأطراف الإقليميين والدوليين، وخصوصاً الاتصالات بين إيران وسوريا». وأعرب عن اعتقاده بأن «طريق الخروج من الأزمة الراهنة موجود».
ورأى أن أميركا «بسبب الظروف السياسية المتخبطة والوخيمة التي تعانيها على صعيد المنطقة عامة، تقوم بالعديد من النشاطات السياسية التي هي عبارة عن حرب نفسية وإعلامية، للتعمية على المشاكل التي تعانيها، والتخفيف من أعبائها. إلا أننا على ثقة تامة بأنها لن توفّق في هذه المساعي الآثمة، لأن شعوب المنطقة وحكوماتها تتحلى بالوعي اللازم، ولن تدخل في المؤامرات الأميركية التي تسعى إلى إيجاد الفتن المتنقلة».
ثم التقى لحود مطران بانياس ومرجعيون سابقاً، أنطوان حايك.
الجرحى العسكريون
وكان لحود قد استقبل صباحاً، قائد الجيش العماد ميشال سليمان، واطّلع منه على آخر التطورات الميدانية في مخيم نهر البارد، وعلى الجهود التي يبذلها الجيش لحفظ الأمن والاستقرار في البلاد. وهنأهّ سليمان بعيد الجيش، مؤكداً أن التضحيات التي يبذلها العسكريون «إنما تهدف إلى حماية السلم الأهلي في البلاد، ومنع المساس بوحدته، أرضاً وشعباً ومؤسسات».
ورد لحود، مهنئاً قائد الجيش بالعيد، «رغم الظروف القاسية التي تمر بها المؤسسة العسكرية، والحزن على الشهداء الذين سقطوا في صفوفها خلال الشهرين الماضيين»، مشيراً إلى «أن شهادتهم لن تذهب سدى، وأن الدماء الزكية التي روت أرض الوطن، ستزهر المزيد من الكرامة والعنفوان والقوة والوحدة بين اللبنانيين، لمواجهة المؤامرات التي يتعرض لها بلدهم».
بعد ذلك، تفقّد لحود الجرحى العسكريين في مستشفيات: العسكري المركزي، رزق، أوتيل ديو، القديس جاورجيوس، والمستشفى اللبناني في الجعيتاوي، وخاطبهم في كل محطة، قائلاً: «ما قمتم به سيذكره التاريخ، وأنتم النخبة من العسكريين، سطّرتم مع رفاقكم الشهداء الذين نحيي ذكراهم اليوم، ملاحم البطولة في مواجهة أعداء لبنان، الذين أرادوا ضرب صيغته وتغيير معالمه الاجتماعية وانتهاك سيادته». وتمنى أن يعي القادة اللبنانيون «حجم عطاءاتكم وتضحياتكم، ويعملوا على المحافظة على وحدة لبنان وسيادته واستقلاله، ويمنعوا كل ما من شأنه أن يؤثر على تضامن اللبنانيين وقوّتهم». وأضاف: «من دونكم لا يكون لبنان كما يريده أبناؤه. وكل ما نرغبه، هو أن يتوحد اللبنانيون كما هو الجيش موحّد ومتماسك، لأن في ذلك الخلاص الحقيقي».
وقال: «إن الجيش هو الذي يجمع اللبنانيين، وهو الذي يحمي وحدتهم، وسيبقى شامخاً ومرفوع الرأس، بهمة رجاله الأبطال». ولفت إلى أن اللبنانيين اختلفوا على أمور كثيرة، «لكنهم التقوا على دعمهم لجيشهم الوطني الذي رفع اسم لبنان عالياً، وعلّم العالم دروساً في الوطنية والتضحية والوفاء».
وأشاد بـ«القيادة الحكيمة للعماد ميشال سليمان وكبار الضباط المعاونين»، مقدراً جهود القادة العسكريين الذين يقومون بواجبهم بإخلاص وتفانٍ ومناقبية عالية. كما شكر الجسم الطبي في المستشفى العسكري وسائر المستشفيات التي عالجت عسكريي الجيش، في بيروت ومختلف المناطق اللبنانية، مشيراً إلى أن الجهود التي بذلتها الفرق الطبية، المدنية والعسكرية، استطاعت إنقاذ أرواح المئات من العسكريين المصابين.
وختم بإبداء تقديره لمعنويات الجرحى، مؤكداً أنه لا يستغرب الروح الوطنية الكبيرة التي تعتمل في نفوسهم، لأنهم أبناء مؤسسة جمعت حولها الشباب اللبناني من كل المناطق اللبنانية، في بوتقة واحدة من الانصهار والإيمان بالوطن الواحد القوي».