نادر فوز
أكد اتحاد الشباب الديموقراطي عدم يأسه من الحالة الطائفية التي نخرت المجتمع اللبناني، فأعلن أمس مشاركته، على طريقته، في الانتخابات النيابية

يبدو أنّ الشباب اليساري والعلماني لم ييأس بعد من الأمواج الطائفية والمذهبية التي تضرب المجتمع اللبناني وتغرقه في أوحال الفتن والصراعات الداخلية المنذرة بالأسوأ. «شباب مشارك»، حملة جديدة ينظّمها اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني في الانتخابات النيابية الفرعية الأحد المقبل في منطقتي بيروت والمتن. وكالعادة وقفت السلطة في وجه التحركات والنشاطات اليسارية، الداعية إلى وقف الصراعات الطائفية وضرورة الحوار والتخلّي عن الارتهان الأعمى للطوائف، فحجبت وزارة الداخلية والبلديات ترخيص هذا التحرك عن «الاتحاد»، ضاربةً حرية التعبير والمشاركة في الحياة السياسية، والسبب كالعادة هو الوضع الأمني.
أطلق أمس أمين السرّ العام لـ«الاتحاد» عربي العنداري، خلال مؤتمر صحافي عقده في المركز الرئيسي لـ«الشباب الديموقراطي»، حملة «شباب مشارك» معلناً مشاركة التنظيم اليساري في الانتخابات الفرعية. واعتبر العنداري «أنّ الخطاب الطائفي والمذهبي الضيّقين كبّلا الحياة السياسية والاجتماعية بسلاسل صدأت مع الزمن بفعل ارتكازها على بنية هشة». وأشار العنداري إلى «أنّ النتائج تنعكس مباشرة في الشارع اللبناني فتظهر حالات الانقسام التي وصلت حد التصادم وسقط خلالها إخوة لنا في الوطن».
ورأى العنداري «أنّه مع اقتراب أي استحقاق ديموقراطي تعلو خطابات التوتير التي يبثّها أصحاب الأسهم في شركة الدولة اللبنانية»، لتبدأ «عملية النزال حول من يسقط لبنان أولاً».
ولم تغب هذه المرة أيضاً الهموم الاقتصادية والاجتماعية عن اهتمامات «الاتحاد»، فلفت العنداري إلى أنّ كل الأطراف السياسية مشاركة في «لغة الفساد»، وغير مكترثة لخوف الشعب اللبناني من غموض المستقبل وصعوبة انتشال لقمة العيش في «وطن تتناتشه الذئاب في وضح النهار». وتحدث عن غياب فرص العمل الذي يدفع الشباب إلى الوقوف أمام أبواب السفارات والاستزلام للزعامات، ما يحوّلهم إلى «أدوات التوتير والانفجار».
وتعبيراً عن اهتمام «الاتحاد» بالشباب وعملهم الأساسي من أجل هذه الفئة التي «ندافع عن حقها في المشاركة والمواجهة»، أعلن العنداري، ضمن «شباب مشارك»، ترشيح «الرفيقين» إيلي خوري عن المقعد النيابي في بيروت، وهبة الأعور عن المقعد النيابي في المتن، وستكون هذه المشاركة رمزية إذ سيضع «الاتحاديون» صناديق اقتراع خارج الأقلام الرسمية ليصوّت المواطنون على برنامج الاتحاد.
وأشار العنداري إلى «أنّ هذه الحملة تهدف إلى إعادة تسليط الضوء على الشباب الذين هم القوّة القادرة على ترحيل الطبقة الفاسدة في النظام السياسي الطائفي». وأكد العنداري أنّ «الرفاق» سيخوضون الانتخابات المقبلة بعيداً من أية قيود طائفية.
وعن قرار وزارة الداخلية، أكّد العنداري لـ«الأخبار» أنّ الاتحاد مصرّ على استكمال نشاطه، مشيراً إلى أنّ المنظمات والجمعيات لا تحتاج إلى أي ترخيص «بل تكتفي فقط بتقديم العلم والخبر للمحافظ». واعتبر العنداري أنّ الحملة تهدف إلى المشاركة الفعلية للشباب بعيداً من الإشكالات «لنطالب بحقوقنا وحقوق الفئة الشبابية وصون مصالحها»، ودعا الشباب إلى التخلّي عن العصبوية في الانتماء وتحويل الصراع السياسي إلى صراع فكري وعقائدي بين الأطراف.
وحول ترشيح شاب مسيحي في بيروت وشابة مسلمة في المتن، وضع العنداري المسألة في خانة رفض التقيّد بالقيد الطائفي وخفض سنّ الاقتراع إلى 18 عاماً. وأضاف «اسم إيلي مسيحي لكن أنا فعلياً لا أعرف إلى أي مذهب ينتمي»، ويبقى الأهم، بحسب العنداري، أنّ يقترع الشباب لبرنامج لا لطائفة أو زعيم الطائفة وحاميها. ويتضمّن البرنامج الذي يطرحه الاتحاد مسائل عدة أهمها النظام الانتخابي النسبي، إلغاء الطائفية السياسية ومذهبية الوظائف، العلمانية والقانون المدني للأحوال الشخصية، إلغاء كل أشكال التمييز في المجتمع، إضافة إلى قضايا اجتماعية عدة.