طغى موضوع الانتخابات الفرعية المقررة غداً على خطب الجمعة أمس، واختلفت المواقف بين من رأى فيها إشغالاً للمواطنين واستثارة للأحقاد، ومن دعا إلى إرجائها، ومن رآها «واجباً شرعياً». فقد رأى المرجع السيد محمد حسين فضل الله أن لبنان «ينتقل من أزمة وطنية إلى أزمة فرعية، ما يشغل المواطنين ويستثير الأحقاد في داخل الطائفة الواحدة، فيما تنطلق التصريحات الدولية التي تحذر اللبنانيين من حرب أهلية قد يخطط لها الذين يصنعون المأساة للإنسان اللبناني ليضيفوا إلى حرب الجوع والحرمان حرباً حارة جديدة عنوانها التخويف». وأكد في خطبتي صلاة الجمعة في حارة حريك «أن اللبنانيين يرفضون الحرب في الداخل على أساس طائفي أو مذهبي أو حزبي، لأنهم يريدون السلام للوطن كله وللإنسان كله، وسيسقطون كل الذين يخططون للحرب».من جهته، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان دعا في خطبة الجمعة في مقر المجلس إلى إرجاء الانتخابات «حتى لا نورط البلاد بمشاكل جانبية»، سائلاً: «لماذا لم تجر الانتخابات حين استشهد الوزير الشاب بيار الجميل؟ ولماذا عُيِّن موعد الانتخابات في 5 آب بدون توقيع رئيس الجمهورية؟ ولمصلحة من الارتجال في هذه الأمور؟». وشدد على أن الجيش «هو المحور الأساس في البلد، ونرفض المساس به»، مشدداً على «عدم السكوت عما يجري في نهر البارد، إذ جرى التضحية بالناس في معركة لا مصلحة لنا فيها».
ورأى رئيس «هيئة علماء جبل عامل» الشيخ عفيف النابلسي «أن ثمة في لبنان من لا يريد أن يفتح ناظريه للشمس، ويرى ما يجري داخل لبنان وخارجه، ويكتفي أن يحتفي مثلاً بمقعد نيابي ليعتقد أن الأمور تسير على أكمل وجه، لكن الحقيقة المرة هي أن الصورة في لبنان أكثر خطورة ومأساوية»، لافتاً إلى أنه «فيما ينشغل الحاكمون في كيفية إدامة حكمهم أطول مدة ممكنة، ينخرط الصهاينة في أوسع حملة تدريب وتجهيز وتأهيل في تاريخ الكيان الإسرائيلي، وتمدهم الإدارة الأميركية بكل وسائل الحرب الحديثة لكي يحولوا لبنان مرة أخرى إلى أرض محروقة».
ودعا مفتي بعلبك ـــــ الهرمل الشيخ خالد الصلح، في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الأموي الكبير في بعلبك، إلى الاقتراع الكثيف في الانتخابات النيابية الفرعية، «لأن هذا الاستحقاق واجب شرعي وضرورة وطنية وفاء لدماء الشهداء، ولأن مصلحة الناس والوطن تتقدم على المصالح الخاصة والشخصية». ووجه التحية إلى الجيش اللبناني في عيده، «لأنه الضمانة الكبرى لحرية لبنان وسيادته واستقلاله، ولأننا نجد في رحابه الأمان والاطمئنان على وطننا، وخصوصاً لاحتوائه حالة العصيان والخروج على الدولة والقانون التي ارتكبتها عصابة العبسي، حيث إنه قام بكل بسالة بعمليات نوعية أثبتت قدرته على حماية الوطن».
(الأخبار، وطنية)