أثارت التصريحات التي تعرضت للأرمن سخط القيادات الدينية والسياسية للطائفة، رافضة «الاتهامات الباطلة والتعليقات المسيئة» التي وجهت إليها.وصدر عن كاثوليكوس الأرمن لبيت كيليكيا آرام الأول بيان اعتبر فيه أن يوم «الأحد 5 آب، كان يوماً حزيناً لمسيحيي لبنان»، وأشار إلى «أن نتائج الانتخابات بالنسبة إلينا ثانوية»، مؤكداً أن «المقلق حقاً هو الانقسام المسيحي في لبنان عموماً وفي المتن خصوصاً، وما لهذا الانقسام من تبعات سياسية وطائفية».
وأضاف: «لا يبتهجنّ أحد بانتصاره، ما من منتصر في هذا الاستحقاق، والوحدة المسيحية هي التي انهزمت بالتشرذم. لا يفتشنّ أحد عن كبش فداء هنا أو هناك. فكل القوى المسيحية مسؤولة على السواء حيال هذا الواقع المؤلم، لأنها تجاهلت مصالح المسيحيين ككل واستغلت الشعب وحرضت أفراده ضد بعضهم البعض. لا يسمحنّ أحد لنفسه بالتطاول على كرامة الطائفة الأرمنية. إننا نتفهم بعض التصريحات المتشنجة والجارحة أحياناً خلال المعارك الانتخابية وبعدها، إلا أننا لا نقبل إطلاقاً الاتهامات الباطلة والتعليقات المسيئة الموجهة إلى الطائفة الأرمنية، والكل يعرف تاريخ شعبنا الأرمني في لبنان ومواقفه الوطنية، إذ إن الطائفة الأرمنية هي مثال في الوطنية».
وشدد على «التزام الطائفة الأرمنية الكاملة وحدة المسيحيين والعيش المشترك المسيحي ـــــ الإسلامي». وقال: «إن الطائفة ستتابع مشاركتها الفعالة في النضال من أجل استقلال هذا الوطن وسيادته ووحدته وإعادة اللحمة بين اللبنانيين، كماستتابع جهودها لتقوية لبنان من الداخل ومن بلاد الانتشار». ودعا إلى «الابتعاد عن التصريحات المغرضة وفتح صفحة جديدة في حياة المسيحيين تتميز بالحوار والتفاهم المتبادل».
من جهته، أسف حزب «الطاشناق» لأن «تتحول عملية انتخابية لمقعد نيابي إلى محاولات لتصفية حسابات مع حزب لم يعرف التطرف». وجاء في بيان لمكتب الإعلام في الحزب: «ليست المرة الأولى التي يحاول فيها أفرقاء في الصراع السياسي أو الانتخابي في لبنان إلصاق تهم بالأرمن وخصوصاً بحزب الطاشناق، بإظهارهم مسؤولين عن هزائمهم السياسية أو الانتخابية». وأوضح «لمن يهمه الأمر وللرأي العام اللبناني حيثيات الكلام غير المسؤول من بعض أركان الفريق الذي يحاول أن يمس بسمعة الأرمن، وخصوصاً بحزب الطاشناق»، أن «الوقائع والانتخابات الأخيرة أفرزت حقيقة فشل المحاولات التي وظفت لها كل المقدرات التي بحوزة من يحاولون تحجيم دور الطاشناق في الحياة السياسية اللبنانية وداخل الطائفة الأرمنية. وأمام هذا الفشل تطاول بعض قيادات هذا الفريق اللبناني الذي ظهر جلياً أنها تنصب العداء تجاه كل من لا يخضع لحساباته الانتخابية والسياسية، ومن ضمنهم حزب الطاشناق»، معتبراً أن التصريحات المتشنجة واللاعقلانية التي صدرت عن هؤلاء ما هي «إلا فورة غضب أبرزت حقيقة الضغينة التي حبسوها عبر عقود في داخلهم، ولكن لحظة فقدانهم السيطرة على أعصابهم أظهروها بجلاء ووضوح».
وإذ لفت الحزب إلى أن بعض الجهات عوّلت «على خلافات وانشقاقات داخل صفوف حزب الطاشناق وفي القيادة الحزبية، وسخّروا لهذه الغاية بعض المطرودين من الحزب لأسباب تنظيمية، ودفعوهم وساندوهم وموّلوهم لخلق حركة مناهضة لحزب الطاشناق، مروّجين لشائعات ظهر بطلانها عن ابتعاد القاعدة الشعبية الأرمنية عن الحزب وتوجهاته»، وأسف أن «تتحول عملية انتخابية لمقعد نيابي إلى محاولات لتصفية حسابات مع حزب لم يعرف التطرف، ومحاولات إثارة العنصرية ومشاعر العداء والتناحر بين اللبنانيين الذين كانوا وما زالوا يتصارعون حول التفاصيل، متناسين الأولويات التي عليها تبنى الأوطان».
وشكرت قيادة الحزب لقاعدتها الشعبية «إعادة تأكيد دعمها المطلق لتوجهات الحزب السياسية القائمة على أسس وثوابت تقرّها الأغلبية الساحقة للبنانيين، ألا وهي ضرورة إيجاد قواسم مشتركة وتفاعل بين اللبنانيين وتأمين شراكة جميع الفئات في القرارات المصيرية على أساس التوافق بين اللبنانيين».
بدوره، دعا النائب والوزير السابق عن حزب الطاشناق شاهي برصوميان «كل مَن تطاول على الطائفة الأرمنية وحزب الطاشناق على خلفية انتخابات المتن الفرعية إلى الاعتذار علناً». ورأى أن «مرد نسبة الاقتراع المرتفعة عند الأرمن يعود إلى سعي الفريق الآخر إلى شرذمة الأرمن والحديث عن كسر وحدة الصوت الأرمني». أضف إلى ذلك» قيام حركة اللبنانيين الأرمن الأحرار، الأمر الذي استفز الناخب الأرمني ككل وليس فقط محازبي الطاشناق».

الكتلة الشعبية

ودانت «الكتلة الشعبية» في بيان، «الحملة المغرضة المركزة التي يشنها البعض على اللبنانيين من أصول أرمنية، والتي وصلت وقاحة هذه الحملة المبرمجة إلى مطالبة الجيش بإعلان حالة الطوارىء في منطقة برج حمود والنبعة». وأشارت الى «أن اللبنانيين من أصول أرمنية هم جزء أساسي من مكون الشعب اللبناني، وكانوا منذ عام 2000 أول المستهدفين والمتضررين من قانون الانتخاب الحالي عندما تم التطاول على حرية قرارهم، وتم الاستيلاء لدورتين انتخابيتين على نوابهم في الدائرة الثانية من العاصمة»، مشيراً الى أن «الإرث الذي شعّ من الدائرة الأولى للعاصمة بيروت وانعكس لاحقاً في المتن الشمالي، والذي تباهى به طويلاً الأب المؤسس، والذي ورثه الأبناء والقرينات والأحفاد، هو بجزء أساسي منه قد سطر على يد اللبنانيين من أصول أرمنية بقيادة الطاشناق»، وأن «المغتاظين اليوم من تصويت برج حمود في الانتخاب الفرعي هم أنفسهم الذين ابتهجوا بسببه لعقود من السنوات، واستفادوا منه وبنوا عليه أمجادهم».
(وطنية)