رأى الرئيس سليم الحص أن «أبشع» ما في المشهد السياسي الذي رافق الانتخابات النيابية الفرعية هو «اشتداد حمى السجال الفئوي، الطائفي والمذهبي والعنصري»، معتبراً أن «لا خلاص للبنانيين، ما دام الساسة يرون في لبنان مزرعة ولا يرون فيه وطناً».وفي تصريح أدلى به أمس باسم «منبر الوحدة الوطنية»، انتقد الحص «المزايدة في الالتزام الطائفي والمذهبي»، إذ «تطلق مبادرات لجمع الصف المسيحي وتوحيد الموقف الماروني»، و«تتدخل بكركي في هذا السبيل، علماً بأن هذا شيء والقرار السياسي شيء آخر»، مضيفاً: «وعند الحديث مع أبناء الطوائف الأخرى، لا نسمع أي كلام رضى عن وضعها. فتسمع من السنّة أن حق طائفتهم منتقص في التوزيعات الطائفية، وتسمع من الشيعة أن طائفتهم مهملة وحقوقهم ضائعة، وتسمع من الروم الأرثوذكس أن قدرهم أن يكونوا من الملحقين بالطوائف الأكبر، والأرمن ينكر عليهم حقهم في المشاركة في القرار على وجه يجعلهم في موقع يرجّحون فيه كفة على كفة، وكأنهم ليسوا من اللبنانيين».
وفي مقابل هذا الواقع، لفت الحص الى أن الناس «مجّت الخطاب السياسي الذي تطغى على مفرداته شجون الطوائف والمذاهب»، بعد أن «تبدّدت نوازع الحياء، فلم يعد يتورّع أحد من السياسيين عن التحدث باسم الموارنة أو السنة أو الشيعة أو الدروز أو الأرمن»، معتبراً أن حصر اختيار رئيس الجمهورية بالموارنة «هرطقة»، إذ «ليس بيننا من يرضى بغير ماروني لرئاسة الجمهورية. ولكن ليس بيننا أيضاً من يرضى بأن يتخلّى عن حقه في المشاركة في اختيار رئيس البلاد، ولو عبر نوابه».
وذكّر بأنه «شتان بين الدين والطائفية»، لأن «الأديان تجمع عبر القيم السامية المشتركة التي تدعو إليها. أما الطائفية، فعصبية تفرّق، إذ تسعى كل طائفة عبثاً إلى إلغاء الأخرى»، وختم تصريحه بالقول: «نحن مع الدين وضد الطائفية. نحن مع لبنان والعروبة وضد الانقسامات الطائفية والمذهبية والعشائرية الرخيصة. لذا، ندين معظم رموز الساحة السياسية هذه الأيام الذين تورّطوا بلا حياء في التمايز المذهبي والطائفي، قولاً وعملاً. إنهم أعداء لبنان، ويجوز اتهامهم بالخيانة».
(وطنية)