لم نعتـــرض على خيـــارات الطاشـــناق و«حـــزب اللـــه» يصـــبّ الزيـــت على النـــار
رأى الرئيس الأعلى لحزب الكتائب أمين الجميّل أن زمن مصادرة القرار المسيحي انتهى وأن معركة المتن «غيرت مقاييس التمثيل ومحاولة التفرد بالقرار المسيحي» مؤكداً «أننا جاهزون لمواجهة كل الاستحقاقات» وقال: «لم نعترض على خيارات الطاشناق بل على التزوير» متهماً الحزب و«حزب الله» بصبّ الزيت على النار.
كلام الجميل جاء خلال احتفال أقيم أمس في دارته ببكفيا تحت عنوان «اليوم المتني وفاء للشهيد بيار الجميل»، وقال: «خاضوا بوجهنا معركة شرسة ليمنعونا من تحقيق إنجازات انتفاضة الاستقلال وثورة الأرز وكأنهم لا يزالون يحنّون ويريدون إعادتنا إلى حقبة الوصاية والقهر ومصادرة القرار اللبناني الحر. يريدون إعادتنا إلى الحقبة المؤلمة من تاريخ لبنان، فبقوتكم ونضالكم وتضحياتكم قلتم لهم «فشرتم» لبنان، باق حر وسيد ومستقل ولا عودة للحقبة التي مضت، إنما بهذا الانتخاب أكدتم أن مسيرة لبنان إلى الحرية، إلى الكرامة، من اجل تثبيت القضية اللبنانية ورسالة لبنان كما وضعها قداسة البابا».
ورأى «أن زمن مصادرة القرار المسيحي قد انتهى» مشيراً إلى أن «الاستحقاق الانتخابي ليس الاول ولن يكون الاخير، ويعرف اهل المتن وكل ابطال الجبل كم دفع هذا الجبل ثمناً في كل الاستحقاقات ليبقى لبنان مصوناً. نقول بكل وضوح إن استحقاقات كثيرة تنتظرنا ولبنان والمنطقة كلها في مواجهة أخطار وتهديدات ندركها جميعاً، وعلينا أن نكون في جهوزية لمواجهة كل الاستحقاقات الأخرى. وانطلاقاً من ذلك نقول إننا جاهزون، أياً كان شكل هذه الاستحقاقات».
وقال «إن الإنجازات التي حققناها وسنحققها هي الحافز والدافع لنكمل مسيرة الوفاء للقضية اللبنانية وإنقاذ لبنان من المستنقع الذي يتخبط فيه»، وأضاف: «لا أحد يقنعكم بأن التحالفات خارج منطق الدولة وعلى حسابها تحمي لبنان، بل على العكس فإن هذه التحالفات تخرب لبنان. لا يقنعكم أحد بأن أوراق التفاهم خارج الشرعية تحمي أمنكم ووجودكم وخصوصاً عندما تتجاوز في مضمونها منطق الدولة السيدة وتفتح المجال لكل الانتهاكات للسيادة الوطنية والقرار اللبناني الحر».
وندّد بالاعتصام في الوسط التجاري واصفاً حرب تموز بأنها «مغامرة دفعنا جميعاً ثمنها، ودفعت إلى هجرة خيرة أبنائنا، وكل ذلك تحت شعار المصلحة الوطنية العليا، فأين هي هذه المصلحة بينما كنا نحن يوم غابت الدولة حماة هذه الدولة وحافظنا على المؤسسات؟».
وتوجه إلى مَن وصفه بأنه «يدّعي محاربة التهميش» قائلا: «هل يكون ذلك بمعارك عبثية تزيد التفرقة وتؤجج المشاعر؟ هل نزيل التهميش المسيحي بتعزيز منطق الدويلات على غرار ما سمعناه بالأمس من بُنى تحتية على حساب الدولة الجامعة وبتغطية هذا المنطق الفئوي؟ هل توريط البلد بمغامرات عسكرية غير محسوبة يزيل التهميش والقلق؟».
ورأى أن ثلاثة إنجازات تحققت خلال الانتخابات هي: على الصعيد الكتائبي أولاً «حققناً رصّ الصفوف وجمع الشمل في حزب الكتائب»، وتأكيد أن ثورة الأرز مستمرة «وأن 14 آذار قوية ومتضامنة في سبيل لبنان»، وتأكيد أبناء الجبل، مرة جديدة خياراتهم الوطنية الثابتة والتمسك «بمشروع قيام الدولة المسؤولة والقوية والتي تمسك بكل المقدرات الوطنية بالتعاون مع كل المخلصين».
وفي موضوع رئاسة الجمهورية، أكد الإصرار «على ضرورة انتخاب رئيس قوي يحمي الكيان والاستقلال» معتبراً أن «هذه الانتخابات الرئاسية هي نقطة الارتكاز المفصلية في هذه الحقبة من التاريخ لاستكمال قيام الدولة واستعادة المسيحيين دورهم الطليعي» مشدّداً «على إجراء الانتخابات في مواعيدها الدستورية، وعلى أن يحظى الرئيس الجديد بالتفاف واسع لكي يمثل طموحات الشعب اللبناني ويحقق الاهداف التي استشهد من اجلها شهداؤنا» مؤكداً «اننا سنتصدى لكل محاولات تأجيل هذه الانتخابات».
وعن موضوع حزب الطاشناق قال: «نحن لم نعترض على خيارات الطاشناق الانتخابية رغم الألم الذي نشعر (...) بل كنا واضحين في اعتراضنا على عملية تزوير حصلت، فهل كشف هذا التزوير هو الجرم الذي ارتكبناه؟».
وناشد «كل القيادات الارمنية ومنها حزب الطاشناق العودة الى الضمير وإلى المصلحة الوطنية الحقيقية» داعياً قيادة الحزب «الى عدم صبّ الزيت على النار» متسائلاً «متى كانت آخر زيارة قام بها «حزب الله» الى الطاشناق؟» وقال: «نحن نحترم «حزب الله» وشهداءه لكننا نتساءل عن مغزى زيارته وسائر الاحزاب الى الطاشناق لصبّ الزيت على النار، ولحزب الطاشناق ولسواه نقول تعالوا لنتجاوز صفحة الانتخابات وننظر الى المستقبل لمواجهة الاستحقاقات الداهمة».
وختم بمخاطبة الحضور بالقول: «اما انتم يا اكرم الكرماء وأشرف الشرفاء وأشجع الشجعان، رغم الصعوبات والمشقّات، كتب علينا السير على طريق النضال وخوض كل معارك الشرف».




«التيار الوطني»: حالة فريدة

تعليقاً على الاحتفال الكتائبي، أصدر «التيار الوطني الحر» بياناً استغرب فيه «الحالة الفريدة التي أرساها المهرجان لاعتبارين أساسيين: الأول، هو أن الكتائب عابوا علينا الاحتفال في حال الانتصار، وذلك لأن المقعد كان لشهيد، وهم اليوم يحتفلون، وبدلاً من الاحتفال بالانتصار يحتفلون بالهزيمة، وهذا يُعَدُّ سابقة في تاريخ الأحداث السياسية. والثاني هو أن الشهادة لم تحضر في هذا المهرجان في خلاف كل الأمور الأخرى التي كانت حاضرة، وهذا يؤكد أن الفريق الحاكم يستخدم الشهداء لتحقيق مآرب سياسية ضيقة، فيما التيار الوطني الحر يطالب باستمرار بكشف القتلة الحقيقيين للشهداء».
وإذ أعلن التيار «رفضه التعليق على مضمون كلام الرئيس أمين الجميل»، نبه «من تكرار هذه الحالات الفريدة».




رد من الكتائب

وقد ردّ مكتب الإعلام في حزب الكتائب على «التيار الوطني الحر»، في بيان جاء فيه: «دأبت آلة الكذب في ما يسمى التيار العوني، على نشر الأكاذيب والأضاليل، وآخرها البيان الذي تحدث عن غياب الشهادة في «المهرجان الكتائبي»، مستخفّة بعقول الناس، وكأن آلة الكذب هذه تعتقد بأن ليس للبنانيين آذان تسمع وعقول تحلّل، ولكأن آذان آلة الكذب هذه هي آذان (...) تسمع ما تريد وتقلب الحقائق. إن آلة الكذب هذه تذكرنا بجريدة تشرين السورية وبأيام الإعلام العربي في الأزمنة الرديئة. إن الكتائب اللبنانية تدعو اللبنانيين كافة إلى سماع خطاب بكفيا في المهرجان الكتائبي لتنجلي حقيقة آلة كذب ما يسمى التيارالعوني».
(وطنية)