نهر البارد ـ نزيه الصديق البداوي- عبد الكافي الصمد

واصل الجيش اللبناني تقدمه وإن ببطء، باتجاه سيطرته على آخر مواقع مسلحي تنظيم فتح الإسلام، بعدما شهد يوم أمس اشتباكات عنيفة جداً على مختلف المحاور، سقط خلاله شهيد في صفوف الجيش، وأعاد المسلحون إطلاق الصواريخ باتجاه المناطق المجاورة للمخيم.
وكانت الاشتباكات والمواجهات التي اندلعت منذ الساعة الثامنة والنصف من صباح أمس، وترافقت مع اندلاع عدة حرائق، قد بدأت بشكل عنيف في عمق المخيم، واستُعملت فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والرشاشة. قبل أن تعنف بشكل أكبر بعد الظهر، حيث دارت المواجهات على مسافات قريبة بين الجيش والمسلحين، الذين يبدو أنهم يتخذون من المخابئ والأنفاق مكاناً دائماً لهم، فيعمدون منها إلى إطلاق القنابل ورصاص القنص باتجاه الجيش والمناطق المتاخمة للمخيم، ثم يعودون إلى مخابئهم.
وفي وقت لاحق، اشتدت الاشتباكات على المحورين الشمالي والجنوبي، حيث دارت اشتباكات عنيفة امتدت من محيط التعاونية حتى سوق الخضار وصولاً الى مسجد الحاووز، حيث يحاول الجيش التوغل باتجاه مناطق جديدة داخل المربع الأخير للمسلحين، وهو يواجَه بمقاومة شديدة أثناء توغله، في الوقت الذي يستمر فيه باتّباع أسلوب التقدم البطيء والمدروس، حرصاً على عدم وقوع مزيد من الخسائر في صفوفه، وعلى أرواح من بقي من المدنيين في داخل المخيم.
وبدا من خلال حركة الجيش في محيط المخيم، أن هناك جهوزية عالية لوحدات الجيش وتعزيزات في العدة والعتاد والدشم، مع حركة لافتة للجرافات المدعّمة التي تقوم بفتح الطرق داخل أزقة المخيم، بينما يقوم سلاح الهندسة بعملية تنظيف الأبنية والأزقة والشوارع، ويعمل على تفجير بعض الشقق المفخخة بالكامل ونعت قيادة الجيش ـــــ مديرية التوجيه، العريف الشهيد مصطفى محمد برغل من مواليد 4/9/1984 ببنين-عكار، ولقد شيع في بلدته أمس. في موازاة ذلك، أعلن متحدث عسكري أن «الجيش يضغط أكثر فأكثر على من بقي من الإرهابيين، ويواصل تقدمه البطيء، ويتابع رفع الأنقاض وإزالة الفخاخ والألغام»، من المناطق التي سيطر عليها في مواجهة المسلحين المتحصنين في ممرات تحت الأرض في بقعة لا تتعدى 15 الف متر مربع، عند الزاوية الغربية الجنوبية من المخيم القديم.
وترافق ذلك مع عودة المسلحين الى إطلاق الصواريخ من داخل المخيم، فأطلقوا أربعة صواريخ على بلدتي دير عمار وبرج اليهودية مناصفة، اقتصرت أضرارها على المزروعات، فيما سقط صاروخ خامس في خراج بلدة تل عرقة في عكار.
وفي مخيم البداوي، استمرت قضية بناء مساكن مؤقتة للنازحين بالتفاعل، واصبحت مادة نقاش وجدل واسع بين النازحين من جهة، وبين مسؤولي الفصائل الفلسطينة واللجان الشعبية ومسؤولي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان «الأونروا» من جهة
ثانية.
وفي هذا السياق، يأتي الاجتماع الموسّع الذي عقدته الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين في مقرها بمخيم البداوي، لقيادتها وكوادرها وهيئاتها، بحضور أمين إقليم لبنان وعضو المكتب السياسي للجبهة علي فيصل، الذي تناول المجتمعون فيه «الوضع الفلسطيني في الشمال في ظل حالة النزوح والإسكان المؤقت، والمطالبة بالعودة السريعة الى مخيم نهر البارد واعادة إعماره»، حسب ما اشار لـ«الأخبار» مسؤول الجبهة في الشمال ابو لؤي اركان بدر.