الضنّية ـ عبد الكافي الصمد
أثار خبر اختفاء الطفلة ضحى محمود السكسك (3 سنوات) في بلدة كفرشلان ـــــ قضاء الضنية منذ يوم الجمعة الماضي، المخاوف من عودة موجة اختطاف الأطفال والاتّجار بهم الى الواجهة مجدداً، بعدما تعذّر العثور عليها منذ ذلك الحين، ووسط مؤشرات توحي بأن وراء اختفاء الفتاة أشخاصاً معينين، أقدموا على فعلتهم بهدف تحقيق ربح مادي من وراء ذلك.
وكانت الطفلة ضحى قد حضرت برفقة والدتها وإخوتها الى البلدة، للمشاركة في عزاء جدها لوالدها، قادمين من بلدة مركبتا في ساحل القضاء حيث تقيم العائلة. وأثناء تقديم الواجب، افتقدتها والدتها وظنت أنها تلعب مع أطفال آخرين من أقاربها، إلا أن طول مدة غيابها التي زادت على ساعتين، وعدم عثور أختها عليها، جعلا والديها والحاضرين في العزاء يتحركون سريعاً للبحث عنها قبل حلول الظلام في ذلك اليوم.
وعندما لم تفلح الجهود التي بُذلت للعثور عليها، تم إخطار القوى الأمنية والشرطة القضائية بالأمر، فحضرت فجر اليوم التالي، وأجرت مسحاً شاملاً مستخدمةً الكلاب البوليسية للتفتيش عنها في محيط البلدة والجوار، وصولاً الى الوادي الذي يفصل بين بلدات كفرشلان وحيلان وعزقي، لكن من دون جدوى، أو اكتشاف أي أثر يدلّ على وقوعها بين الصخور.
وفيما ناشد ذوو الطفلة المسؤولين «تكثيف عمليات البحث والتقصي عنها، لأنها لا تستطيع الابتعاد عن المنزل بمفردها»، فإنهم أبدوا خشيتهم من أن تكون ابنتهم قد «تعرضت لعملية خطف مدبرة من جانب بعض نساء «النَوَر»، اللواتي يجُبن البلدات النائية بكثرة هذه الأيام».
بدوره، رئيس بلدية كفرشلان ناصر الشامي أشار لـ«الأخبار» إلى أن «شهوداً عياناً من البلدة رأوا امرأة من النَوَر، بعد عصر ذلك اليوم، وكانت تحمل طفلاً رضيعاً على يديها، وتجر خلفها طفلة لا يزيد عمرها على ثلاث سنوات». إلا أن الشامي أشار إلى أن «أحد الأشخاص من بلدة حيلان المجاورة، أفاد حسب أحد أقارب الطفلة، أن شخصاً من العاصمة بيروت عرض عليه مبلغاً من المال مقابل مساعدته في الحصول على طفلة يتبناها، لكونه لا ينجب أطفالاً، وأن القوى الأمنية استجوبت المختار وباشرت إجراء التحريّات المطلوبة لمعرفة حقيقة الأمر».
وكانت منطقة الشمال ـــــ طرابلس قد شهدت في 29 حزيران الماضي حادثة فقدان الطفل عبد الهادي محمّد درويش الذي يبلغ من العمر 3 سنوات أيضاً. وأحدثت تلك الحادثة بلبلة كبيرة في طرابلس وسط شائعات كثيرة حينها. وبعد تضافر الجهود الأمنية، عثر على الطفل بعد 48 ساعة في أسفل الوادي الذي يفصل بين محلة أبي سمرا ـــــ طرابلس وبلدة ضهر العين ـــــ الكورة، نائماً على التراب بعدما أنهكه التعب.