الوزاني ــ عساف أبو رحال
عاد موضوع محيط بلدة الغجر إلى واجهة التجاذبات الميدانية، بعد أن أرسلت الهيئة الإيرانية لإعادة إعمار لبنان، حفارة مجنزرة إلى نقطة جسر الغجر على نهر الحاصباني لإزالة العقبات الأولية تمهيداً لإعادة بناء الجسر الذي دمره الاحتلال في عدوان تموز الماضي، ويربط بين قرية الوزاني غرباً والعباسية شرقاً مروراً بالأطراف الشمالية لبلدة الغجر المحتلة، الأمر الذي عارضته قوات اليونيفيل في الكتيبة الإسبانية وأوقفت العمل تحت حجة غياب الترتيبات الرسمية وعدم علم القيادة العامة في الناقورة.
وفي التفاصيل الميدانية أن الهيئة الإيرانية، ضمن برنامج مساعداتها في إعادة بناء الطرقات والجسور وترميمها بعد حرب تموز، دفعت أمس بحفارة ثقيلة الى منطقة الوزاني عملت ساعات قليلة عند الجسر المدمر فوق نهر الحاصباني على مسافة نحو 300 متر شمالي نبع الوزاني، في خطوة لإزالة آثار العدوان وإعادة بناء الجسر لربط ضفتي النهر، لكونه الشريان والرابط الوحيد القريب من الشريط الحدودي.
هذه الخطوة الأولى من نوعها في المنطقة، لاقت معارضة سريعة من قوات اليونيفيل المتمركزة قرب الجسر والتي أجرت اتصالات بقيادتها وتم وقف العمل بحجة أن المنطقة عسكرية لا يجوز العمل فيها إلا بموجب ترتيبات رسمية مسبقة وبعلم القيادة العامة في الناقورة، وهذا ما أكده مصدر عسكري في اليونيفيل مشيراً إلى أن المنطقة تخضع مباشرة لنشاط عمل الكتيبة الإسبانية.
من جهتها، أكدت الناطقة الرسمية باسم «اليونيفيل» في جنوب لبنان ياسمينا بوزيان «أن اليونيفيل لم تتخذ أي إجراء أحادي الجانب، وأنه لا اعتراض لديها على إعادة بناء جسر الوزاني». وقالت: «على الشركة المتعهدة تنسيق هذا الأمر مع الجيش اللبناني».
يُذكر أن الجنود الإسبان، بعد تسلمهم موقع العباسية المتقدم من الكتيبة الهندية، عمدوا الى قطع الطريق الرئيسي الممتد من العباسية حتى أطراف الغجر الشمالية بعد أن كان طيلة السنوات السبع الماضية ممرّاً سالكاً أمام الصحافيين، وفرضوا قيوداً على التنقلات في هذه المنطقة، في وقت أقام فيه الاحتلال بعد حرب تموز أسلاكاً شائكة وخنادق اقتطع بموجبها مساحات إضافية من الأراضي اللبنانية.