«نأمــــل الوصــــول إلى رئيــــس توافقــــي ونصلّي لحصول الانتخـابات في موعـدها»
جدّد البطريرك الماروني نصر الله صفير إعلان موافقته على تعديل الدستور إذا كان ذلك ينقذ لبنان، معرباً عن الأمل والرجاء في الوصول الى رئيس توافقي. وأمل حصول الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري، مشيراً الى أنه يصلي «من أجل ذلك وعلى هذه النية». ووافق على إعلان النائب ميشال المر أن الدخان الأبيض سيتصاعد قريباً، بالقول «إذا قالت حزام فصدقوها».
وذكّر في حوار مع الإعلاميين في مقره الصيفي في الديمان، بموقفه المعارض لتعديل الدستور «كلما كان هناك انتخاب رئيس»، إلا أنه أضاف «إذا لم تكن وسيلة لإنقاذ لبنان إلا بتعديل الدستور فإننا نقبل بذلك»، متمنياً عدم الوصول الى حكومتين. ولم يمانع في الدعوة الى اجتماع مسيحي موسع لتوحيد الكلمة حول الاستحقاق الرئاسي «إذا رأينا أن هناك حاجة»، مكرراً دعوته الى أن يكون الرئيس المقبل «على مسافة واحدة من جميع الناس والأحزاب، ويمد الجسور بين اللبنانيين، ويكون رجل خبرة في الأمور السياسية وألا يتأثر بأحد بل يستلهم ربه ويأخذ قراره بذاته».
ولم ير أن الوجود المسيحي في لبنان في خطر، مشيراً الى أن المسيحيين في لبنان «منذ ما يقارب 1500 سنة، ومرت عليهم أيام أصعب من الأيام التي نمر بها اليوم، ولكن الحمد لله بقوا في هذا البلد وهم باقون»، لافتاً الى أن الهجرة تشمل المسيحيين والمسلمين، وأمل أن يبقوا معاً في عيش مشترك وطمأنينة وسلام.
ورداً على سؤال عن عدم فضحه المعرقلين و«من لا يسمع»، قال «ليس من شأننا أن نفضح أحداً، ونحن نقول كلمتنا وبعضهم يسمع وبعضهم لا يسمع ولا يريد أن يسمع». وإذ تمنى حصول المصالحة المسيحية ــــ المسيحية، لفت الى أنه «حتى اليوم، ليس هناك ما يشير الى ذلك»، وأبدى الاستعداد للدعوة الى لقاء المعنيين بهذه المصالحة «عندما نعتقد بأنها ستتم، ولكن إذا كانت لن تتم فلماذا الدعوة»، آملاً «أن يجتمع الجميع من مسلمين ومسيحيين». وشدّد على ضرورة الإعداد لأي قمة روحية مسيحية ــــ إسلامية «لتنجح».
وكان صفير التقى أمس كاثوليكوس الأرمن لبيت كيليكيا آرام الأول كيشيشيان الذي شدّد بعد اللقاء على ضرورة «تركيز الجهود لإتمام الانتخابات الرئاسية ضمن المهلة الدستورية وأن ينتخب الرئيس الجديد في لبنان ومن اللبنانيين وبموافقة جميع الأطراف. ويجب أن يكون الرئيس المنتخب شخصاً يستطيع إعادة اللحمة والتفاهم ومد جسور الثقة بين اللبنانيين وأن يعمل من أجل وحدة لبنان وسيادته وحريته واستقلاله».
ووجّه نداء «لفتح صفحة جديدة من التعاون بين المسيحيين»، منتقداً القانون الحالي للانتخابات، وداعياً الى قانون عادل ومتوازن. وناشد «الأكثرية والأقلية، التعالي على المكاسب الآنية والحسابات الضيقة، والابتعاد عن الأجواء السياسية المتردية، والالتفاف حول القيم اللبنانية والأولويات الوطنية الأساسية للعمل معاً في جو من التعاون الوثيق من أجل تقوية وحدة لبنان واستقلاله وسيادته».
والتقى صفير النائب يوسف خليل الذي حضّ على عدم الوقوع «كل مرة في الخطأ نفسه»، متمنياً حصول الاستحقاق الرئاسي في موعده، ومعتبراً أن كل المرشحين «خير وبركة». وقال «أهمية لبنان بعلاقاته الدولية، ولكن المصلحة الوطنية يجب ان تكون هي الغالبة على كل المصالح الإقليمية والدولية».
(وطنية)