حذّر المرجع السيد محمد حسين فضل الله اللبنانيين من أن «اللعب على التناقضات العربية لن يفيد قضيتهم»، مشيراً إلى أن «الإدارة الأميركية تعمل لخلق انقسامات ومناخات عربية حادة لدفع العرب إلى الابتعاد عن بعضهم ومحاورة إسرائيل، وإدارة الرئيس جورج بوش تعبث بالعلاقات العربية ـــــ العربية وتحرك الأدوار السياسية في المنطقة في نطاق استراتيجيتها ومصالحها لدفع التطبيع مع العدو إلى أعلى مستوياته». وأبدى خشيته من «دخول لبنان في نطاق الخطر في ظل اعتماد خيار الكلمة الأسوأ على مستوى الخطاب الداخلي»، محذراً من أن «الخوف هو على مصير البلد لا مستقبله المنظور فحسب».ورأى فضل الله في تصريح أمس أن لبنان «دخل في نطاق الخطر بعدما بات الوضع أكثر صعوبة من خلال التراكمات الاقتصادية والاجتماعية، ومن خلال التباعد السياسي الذي تزداد حدته في التراشق الكلامي والسجالات». وقال: «أوشكنا أن ندخل مرحلة الظلام السياسي ومرحلة الاضطراب على معظم المستويات، حيث بات البلد على مفترق طرق إقليمية ودولية وعرة، وباتت الإدارة الأميركية أكثر إصراراً على الاحتفاظ بموقع لها في لبنان يحفظ ماء وجهها السياسي والعسكري الذي أريق في المنطقة، لذلك فهي تعبث بالعلاقات العربية ـــــ العربية وتحرك الأدوار السياسية في المنطقة ولبنان في نطاق استراتيجيتها الرامية إلى تخريب العلاقات بين الدول العربية في ما بينها، وبينها وبين محيطها الإسلامي، والعمل، في المقابل، لدفع الأمور إلى المستويات العليا من التطبيع بين إسرائيل ومحور الاعتدال العربي الذي استولدته واشنطن».
وتابع: «إننا نخشى من حدة الانقسامات التي بدأت تبرز معالمها بوضوح على الساحة العربية، لأنها تمثل سلاح الإدارة الأميركية لبعثرة الموقف العربي لتطل الفوضى الجديدة في العلاقات العربية ـــــ العربية على استراتيجية الفوضى البناءة التي عملت لها لخلق مناخ سياسي وأمني مواتٍ لخدمة مصالحها ومصالح إسرائيل، وربما بدأنا نطل على استيلاد لمحافظين عرب جدد على الطريقة الأمريكية. ونخشى من أن هذه الدوامة الجديدة ستمهد السبيل أكثر فأكثر لاندفاع فئة ما على مستوى الأنظمة نحو إسرائيل بقدر ما تبتعد عن أهلها وعن نسيجها العرقي والديني والسياسي».
ودعا اللبنانيين إلى التحلي «بحس المسؤولية، وألا يدخلوا على خط هذه الانقسامات بخطابهم الانفعالي العشوائي، بل أن يتحركوا كإطفائيين لاحتواء النيران السياسية الداخلية».
(وطنية)