الاستحقاق الرئاسي والمواقف التصعيدية التي صدرت عقب لقاء معراب أول من أمس، كانت محور اهتمامات زوار عين التينة أمس الذين رأوا أن استحضار الخطاب الطائفي والتعابير العنصرية في هذه اللحظة بالذات لا يخدم مسيرة الوفاق الوطني، رافضين الإتيان برئيس جمهورية كيفما كان.وفي هذا الإطار استقبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري وفد «تجمع اللجان والروابط الشعبية» برئاسة الوزير السابق بشارة مرهج وعضوية معن بشور وهاني سليمان وخليل بركات. بعد اللقاء قال مرهج: «في لحظات التوتر والانفعال تطفو على السطح المواقف الدفينة. نحن لسنا مع رئيس جمهورية كيفما كان، بل مع رئيس يعتز به لبنان واللبنانيون الذين يتوقون إلى جمهورية حرة من كل ارتهان أو وصاية»، مؤكداً «أن استحضار الخطاب الطائفي والتعابير العنصرية في هذه اللحظة بالذات لا يخدم مسيرة الوفاق الوطني ولا ينسجم مع روح الدستور وروح الطائف، وقد توافقنا جميعاً على جعل لغة الحرب وخطاب الحرب وراءنا، لذلك نحن نحتج بشدة على بروز هذا الخطاب مرة أخرى في لحظة تتهيأ فيها البلاد لاستحقاقات دستورية في غاية الأهمية».
ورأى أن «هذا الاهتمام المتجدد بانتخاب رئيس الجمهورية خارج الوفاق الوطني يذكِّرنا بالمواقف التي اتخذت سابقاً والتي طعنت الطائف بالصميم، وأعني بها تعطيل المجلس الدستوري والاستهانة بمؤسسة مجلس الوزراء التي هي السلطة العليا بحكم الدستور، والتي تتجسد فيها روح المشاركة وروح العمل السياسي الراقي، وهي مكان الحوار والقرار»، مشيراً إلى أن البلاد «تتخبط اليوم خبط عشواء بسبب غياب هذه المؤسسة القيادية العليا في حياتنا السياسية، حيث تستمر سياسة إدارة الظهر، ورفض المشاركة».
وعرض بري التطورات مع رئيس حزب التضامن إميل رحمة الذي أكد أن رئيس المجلس «يعمل بكل طاقاته من أجل ترشيد المواقف وتدوير الزوايا وتقريب المسافات لإنقاذ الاستحقاق الرئاسي ولإجرائه ضمن المواقيت الدستورية، وهو سيستنفد كل الوسائل لبلوغ هذا الهدف، لأن الجميع سيكونون خاسرين إذا لم يتم الاستحقاق في موعده ووفق الأصول الدستورية المعمول بها، من دون استحضار فتاوى وتقديرات وتفسيرات واجتهادات لا تمت إلى جوهر الموضوع بصلة». وأوضح أنه شعر بأن الرئيس بري «يأسف لسماع بعض المواقف المتشنجة التي لا فعل لها اليوم سوى صب الزيت على النار، في وقت هو أحوج ما يكون فيه لبنان إلى الكثير من الهدوء والعقلانية والموضوعية».
واستقبل بري السفير الهولندي جيرار فان ايبن في زيارة وداعية.
(وطنية)