نهر البارد ــ نزيه الصديق
تراجعت أمس نسبياً حدّة الاشتباكات والقصف المدفعي على مختلف محاور القتال في مخيم نهر البارد، مع بقائها مرتفعة على المحور الشمالي ـــــ الشرقي في محيط مبنى التعاونية ومركز ناجي العلي الطبي، ولم يسجل في موازاة ذلك شن المروحيات العسكرية التابعة للجيش اللبناني غارات جديدة على المربّع الامني الذي يتحصّن فيه مسلحو تنظيم «فتح الاسلام»، اضافة الى عدم اطلاق هؤلاء صواريخ خارج المخيم.
لكن التطور الأبرز الذي سجل امس، تمثل في الاتصال الهاتفي الذي اجراه الناطق الاعلامي باسم التنظيم ابو سليم طه بعضو «رابطة علماء فلسطين» الشيخ محمد الحاج، طالباً منه توسط الرابطة لدى قيادة الجيش «من اجل تسهيل إخراج عائلات المسلحين من المخيم، بعدما تعرض ملجأ كانوا يتحصنون فيه للقصف، وأنه تم إنقاذ مجموعة منهم، فيما لا تزال مجموعة اخرى تحت الأنقاض ولم يعرف مصيرها بعد».
وأوضح الحاج لـ«الأخبار» أن طه اتصل به صباح امس من رقم غير ظاهر، وأنه «أبدى رغبته في إخراج ما بقي من نساء وأطفال من عائلات المسلحين، ونحن نقلنا هذه الرغبة الى قيادة الجيش التي رحبت بالأمر، وأبدت استعدادها للمساعدة، على ان يتم تحديد العدد وموعد الخروج من اجل تسهيل العملية».
وأشار الحاج إلى أنه نقل لطه لاحقاً أن «الجيش حريص على ارواح الجميع، وأنه مستعدّ لإقامة محاكمة عادلة ونزيهة للمسلحين في حال تسليمهم أنفسهم وسلاحهم للسلطات اللبنانية، وأن عليهم درس الموضوع جدياً، لأن المعركة وظروفها لم تعد تسمح باستمرارها الى ما لا نهاية».
وفيما لفت الحاج إلى أن طه وعده بردّ نهائي «بعد عرض الموضوع على القيادة»، أشار إلى أن «الحديث معه كان مقتضباً جداً كيلا يحترق «الكارت»، ولم أسأله إن كان يتحدث من داخل المخيم أو من خارجه، وهه لم يقل لي بالمقابل من أين كان يتحدث».
أما ميدانياً، فقد خيم هدوء حذر على جميع محاور القتال في المخيم، تخللته بعض الطلقات الرشاشة المتقطعة، والمناوشات الخفيفة.
في موازاة ذلك، أعلن مصدر عسكري أن «قنابل زنة 400 كيلوغرام تستخدم في المعركة لتصديع الملاجئ المحصنة التي يختبئ تحتها المسلحون»، مشيراً إلى أن «هذه القنابل تتميز بفاعلية تدميرية عالية جداً»، ومضيفاً أن «الجيش اللبناني استخدم هذه الوسيلة الدقيقة في الرد، وطورها بقدراته الفنية الذاتية».