جبيل ــ جوانّا عازار
تزامناً مع مهرجانات بيبلوس الدوليّة، تقيم اللجنة المنظّمة للمهرجانات معرضاً للوحات فنيّة وصور فوتوغرافيّة ومنحوتات، إضافة إلى مجموعة من الأشغال اليدوية. ويعرض الرسام والمخرج شربل شمعون لوحاته ومنحوتاته التي تضم تمثال الملك الفينيقي قدموس. ويقول شمعون إنّه يؤمن بقدسيّة لبنان رغم العلل التي يعانيها، وهو يرى أنّ اللّه أغدق عليه الخيرات والنّعم، وهو يعتقد أنّه ليس جديراً بأن يكون لبنانيّاً من لم يحقّق شيئاً من ذاته لوطنه. وسعى شمعون إلى أن يسلّط الضوء علىتاريخ يعتزّ به لبنان وخصوصاً أنّه يشعر في ظلّ الأوضاع الراهنة اليوم بسخافة الألوان السياسيّة، ويقول «نحن صغار أمام عظماء التاريخ». وفي إطار شرحه عن تمثال قدموس، يوضح شمعون أنّه بدأ بصنع التمثال بطينة الفخّار في البداية، وبعدها بالحديد ثمّ بالقالب بالـ fibre والـ resine. وتمثال قدموس هو المنحوتة الأولى من سلسلة معيّنة عن مدينة جبيل تختصّ بالحضارة الفينيقيّة التي يخطّط شمعون لتنفيذها في المستقبل. ويصف شمعون التمثال بأنّه Semi-classique وقد حاول من خلاله الحفاظ على الروح الفينيقيّة بعدما أجرى أبحاثاً عدّة عن الفنّ الفينيقيّ، محاولاً تجسيد شخصيّة قدموس مثلما يتصوّرها من خلال قراءاته وأبحاثه عن الفنّ الفينيقي. ويحمل قدموس في يده قطعة خشب حُفرت عليها أحرف الأبجديّة. ويرى شمعون في التمثال أنّه ليس منحوتة كاملة والهدف منه إيصال رسالة معيّنة، اذ يمثّل بداية مشوار يعمل على إكماله قريباً، إضافة إلى اللوحات التي يعرضها وهي تجمع بين الانطباعي والسوريالي. أمّا رامونا كمبر التي درست الـ Peinture في فرنسا، فلم تعتمد في لوحاتها قواعد محدّدة، وهي تشير إلى أنّها تطلق العنان لخيالها وهي ترسم البشريّة، العالم، المرأة، الأمّ... هي تعشق جبيل وترسم كلّ ما تحبّه. فيما يلفت الرسّام أندريه كالفايان إلى أنّه يرسم ما هو مهمل بسبب مرور الزمن، أو الحرب... وهو يعرف برسمه الدائم للأبواب والنوافذ والشرفات التي مرّ عليها الزمن وذلك للفت الأنظار وإظهار الحنين. وهو يصف مشاركته في معرض السوق القديم في جبيل بالكفيلة بإعطاء طابع حضاري للمدينة بعيداً عن الوضع الذي يعيشه الوطن، متمّنياً على اللّبنانييّن أن يلقوا نظرة على الكرنفالات التي تقيمها دول العالم ليبتعدوا قليلاً عن كرنفالات السياسة في لبنان. من جهتها، جسّدت باسكال أسود من خلال لوحاتها التي رسمت بعضها مباشرة أمام الزوّار السنفونيّة التي تعزفها الطبيعة، إضافة إلى الولادة ودورة الحياة، فضلاً عن عدد من الرسّامين الذين عرضوا لوحاتهم وهم عماد عبد الساتر، إيلسي تابت، ديلارا بيطار، ناتالي قرطباوي وجو عكاوي، ومصوّرين فوتوغرافيّين هم: ألفرد موسى، ألكسندر يوردانوف والأب جوزيف عبّود، فضلاً عن عرض منحوتات لأنطوان هاشم.
ويستمرّ المعرض حتّى نهاية مهرجانات بيبلوس في 29 آب الجاري.