شدّد العلامة السيد محمد حسين فضل الله، على «ضرورة السعي المستمر لإيجاد آليات عملية للتواصل بين الجمعيات واللقاءات العلمائية السنية والشيعية، وأن يصار إلى تطوير الخطاب وتفعيل الحوار من خلال جلسات علمية حوارية»، لافتاً إلى أهمية دور رجال الدين «في تربية الأجيال وتأصيل ذهنياتهم بثقافة الوحدة والانفتاح على العالم الإسلامي، والتركيز على الجانب الأخلاقي في الخطاب بعدما استنفد الخطاب السياسي الكثير من أغراضه، وبات الاستغراق يمثل مشكلة في ظل الابتعاد عن معالجة مشاكل الناس الاجتماعية والاقتصادية وغيرها».جاء ذلك خلال استقبال فضل الله لوفد من «تجمع العلماء في جبل عامل»، برئاسة الشيخ علي ضيا، وعضوية المشايخ: رضا مهدي، علي خازم، فضل مخدر، مصطفى مغنية ومحمد كوراني، زاره مقدّراً «لدعوته إلى حوار جاد وحقيقي داخل الساحة الإسلامية». وتم البحث في الوضع الراهن في ظل الاستحقاقات المقبلة على لبنان والمنطقة، والتأكيد على «ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية وتعميقها على أساس برامج تتولاها القوى السياسية والاجتماعية».
وأصدر التجمع بياناً بعد اللقاء رأى فيه أن فضل الله «قيمة كبيرة في لبنان والعالم الإسلامي، بما يعيشه من هم رعاية الساحة الإسلامية والوطنية». وأشاد بدعوته «إلى الحوار بين الشيعة والوهابية، بما تعنيه من آثار إيجابية تنعكس على الواقع الوطني في منطقتنا العربية ولبنان منها خصوصاً». ورأى أن هذه الدعوة «إذا ما أحيطت بآليات عملية، من شأنها أن تسهم في تحقيق إنجازات دينية ووطنية عظيمة»، داعياً العلماء والمؤسسات العلمية إلى تلقفها والعمل عليها.
وحذر من «خطر فتح وتضخيم جبهة المواجهة بين المسلمين، بل وإعطائها الأولوية عند بعض الجهلة أو الأدوات، ما أدى إلى ما نشهده من صراعات مسلحة تهلك الحرث والنسل، وآخرها العراق»، مشيراً إلى «أن الحوار، وهو مسؤولية العلماء، يسحب الغطاء الإسلامي عن كل فكر منحرف وما يستدعيه من عنف غير مبرر، وينبغي أن يقدم على المواجهة الأمنية التي تتولاها الحكومات أحياناً بتشدد معاكس». وانطلق من ذلك ليتوجه «إلى الآباء والأمهات في المقام الأول، وإلى بقية التشكيلات الاجتماعية، لإحياء روح الحوار، والمتابعة الجدية للأفكار والاتجاهات السلوكية لأبنائنا».
(وطنية)