استفاقت بيروت أول من أمس على عمل جبان، حيث أقدم مجهولون بالاعتداء تحت جنح الظلام على لوحة تذكارية تحمل اسم الشهيد خالد علوان، أحد أبرز أبطال المقاومة الذي نفذ عملية بطولية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب مقهى الويمبي قُتل فيها ضابطان وجندي. ويستدل من اللون الأزرق الذي طليت به اللوحة التذكارية التي تحمل اسم علوان في الساحة التي تحمل اسمه، أمام مقهى الويمبي في شارع الحمرا، أن الفاعل يحاول أن يرمز إلى جهة سياسية معينة ينتمي إليها.
ودان الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي ينتمي إليه علوان «الاعتداء الجبان الذي يفصح عن وقاحة وقذارة وسفالة منفذيه». وعاهد «أهل بيروت على أن تبقى مدينة المقاومة الأولى، مثلما أرادها الشهيد البطل خالد علوان ورفاقه، ولن تنجح حفنة من العملاء للعدو الصهيوني بتشويه صورته».
واستنكاراً للاعتداء أقام الحزب تجمعاً رمزياً أمام اللوحة أمس شارك فيه حشد كبير من الفعاليات وممثلين عن الأحزاب والقوى اللبنانية والفلسطينية. وألقى نائب بيروت السابق عدنان عرقجي كلمة دان فيها الاعتداء الذي تعرضت له اللوحة، مؤكداً أن المعتدين لن يستطيعوا إطفاء شعلة المقاومة في بيروت ولا خارج بيروت ولا حتى في فلسطين وكل البلاد العربية.
وأكد المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية معن بشور أنه «في الوقت الذي كنا ننتظر أن تعمّ بيروت الاحتفالات بذكرى صمود بيروت ومقاومتها، فإذا بأيدٍ غاشمة تمتدّ في الظلام إلى لوحة بهدف إخفاء صفحة ناصعة من تاريخ بيروت، بيروت العروبة والمقاومة وأول الانتصارات وأول عمليات المقاومة ضدّ المحتل الصهيوني». وشكر بشور «الأيدي الأثيمة التي امتدت إلى هذه اللوحة لأنها ذكرتنا بصفحة ناصعة من تاريخنا نعتزّ بها».
وخاطب منفذ عام بيروت في الحزب القومي، توفيق مهنا أهل بيروت قائلاً: من صلب بيروت وتاريخها العريق، انتفض خالد باسمكم وباسم كل حرّ كل عربي كل مؤمن بدين الله الواحد ورسالته الواحدة. من عمق بيروت الحضارة والثقافة والثغر المدافع عن الأمة امتشق خالد سلاحه وصوّب رصاصاته على المحتل الصهيوني، ليحفظ تاريخاً ويصون مستقبلاً هو أكبر من تباينات وانقسامات وحساسيات يربيها ويقف وراءها خصيان سياسة وفئات يقتلها الوهم. وختم مهنا قائلاً: «ننتظر أن يُكشف عن الجُناة، وهي مسؤولية الأجهزة، أن تحمي بيروت وأهلها ورموزها من هذا العبث المتمادي. ننتظر أن تقول المراجع كافة كلمة حق وموقفاً تستنكر فيه هذا العمل الجبان والمسيء والمشبوه».
وفي سياق متصل، صدرت أمس مجموعة من المواقف المستنكرة والمنددة بالحادثة، فاستنكر الرئيس سليم الحص باسم منبر الوحدة الوطنية «القوة الثالثة» الاعتداء. وقال: «إن المنبر إذ يتضامن مع رفاق الشهيد القوميين والوطنيين اللبنانيين في إدانة الفاعلين الذين يبتغون الإيقاع بين القوى السياسية المتنافسة في بيروت، يدعو المسؤولين الامنيين الى الكشف سريعاً عن المجرمين ليكونوا عبرة لكل من تسوّل له نفسه أو يدفعه أعداء لبنان والمقاومة الى الاعتداء على كرامة الشهداء الأبطال واللوحات التي تخلد أدوارهم وشهادتهم».
ودعت حركة الشعب «أنصار المقاومة في بيروت لإطلاق أكبر عملية استذكار وتكريم لشهدائها وللملاحم البطولية التي سطرت ضد المحتل». ورأى «التنظيم الشعبي الناصري» أن «الاعتداء يشكل إهانة لبيروت وتاريخها المقاوم للاحتلال الصهيوني». كما صدرت مواقف مستنكرة عن رابطة الشغيلة وتجمع الأطباء في لبنان والمنظمات الشبابية والطلابية.
(الأخبار)