توالت ردود الفعل المستنكرة لما تعرّض له السفير السعودي في لبنان عبد العزيز خوجة من تهديدات، مرفقة باتصالات تأييد كثيفة تلقّاها من عدد كبير من المسؤولين اللبنانيين الذين تعدّدت قراءاتهم لهذه الحادثة، بدءاً من تأكيد ضررها على لبنان، ومروراً بوضعها في خانة المحاولات اليائسة لثني المملكة عن إيجاد مخرج للأزمة السياسية القائمة في لبنان، وصولاً الى ربطها باستهداف الجهود الوفاقية الآيلة الى إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها.فقد اتصل مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني بخوجة، مستنكراً التهديدات التي تلقّاها، ومنوّهاً بـ«دوره وجهوده التي يقوم بها، وبمساعي المملكة لمساعدة اللبنانيين». وأجرى قباني اتصالاً مماثلاً بسفير دولة الإمارات في لبنان محمد سلطان السويدي للغاية نفسها.
وأعرب الرئيس عمر كرامي عن استنكاره الشديد لما ذكر عن تعرّض خوجة للتهديد، مقدّراً دوره و«تحرّكه المخلص في سبيل الوصول الى حلّ للمشاكل السياسية الكبيرة التي يتخبّط بها لبنان».
واتصل الرئيس نجيب ميقاتي بالسفير السعودي متضامناً، ومبدياً أسفه لكون التهديدات التي تلقّاها خوجة «لا مبرّر لها سوى محاولة تعطيل المساعي الحميدة التي يقوم بها، وفق السياسة الثابتة للمملكة العربية السعودية، لتقريب وجهات النظر بين الأطراف اللبنانية، وصولاً الى حل يتوافق عليه أبناء هذا الوطن ويحقّق الإنقاذ المنشود».
ورأى وزير الشباب والرياضة أحمد فتفت، في حديث إذاعي، أن التهديدات التي تلقّاها خوجة «ليست جديدة، بمعنى أنها كانت متزامنة لسفارتي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية وسفيريهما في لبنان، وقوى الأمن تحقق في الموضوع».
بدوره، اتصل وزير الخارجية والمغتربين المستقيل فوزي صلوخ بالسفير خوجة مستنكراً الحادثة وتهديد أي ديبلوماسي في لبنان، مقدّراً «الدور الإيجابي والرصين الذي تقوم به المملكة العربية السعودية، عبر سفيرها، لتوفير الحلّ للأزمة اللبنانية».
ورأت وزيرة الشؤون الاجتماعية نائلة معوض، في بيان أصدرته إثر اتصالها بخوجة، أن الحملات التي طاولته «برهان واضح على دور المملكة في الحفاظ على سيادة واستقلال لبنان»، معتبرة أن «الذين تعرّضوا للتهديد والقتل هم الذين حافظوا على سيادة واستقلال هذا البلد وساهموا في إعادة بنائه».
من جهته، وضع عضو كتلة «المستقبل» النائب مصطفى هاشم التهديدات في خانة «المحاولات اليائسة والبائسة، من قبل أيادي الغدر وأنظمة القتل، لإرهاب المملكة العربية السعودية وثنيها عن متابعة جهودها ومساعيها الخيّرة لإعادة لمّ الشمل اللبناني وإيجاد مخرج للأزمة الحالية».
واستنكر نائب بيروت محمد الأمين عيتاني في تصريح اليوم «التهديدات الموجهة ضد سفيري السعودية والإمارات العربية المتحدة»، ورأى فيها «استهدافاً للجهود الوفاقية والتوفيقية الرامية الى إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري».
وأكّد نقيب الصحافة اللبنانية محمد البعلبكي، في بيان، أن تهديد أي سفير عربي «يلحق الضرر، لا بشخصه ولا بالدولة التي يمثلها، بل بلبنان»، لافتاً الى أن خوجة «نذر نفسه وكل مساعيه لمدّ يد العون الى اللبنانيين جميعاً من غير استثناء ولا تمييز، من أجل إيجاد مخرج مشرّف لأزمتهم السياسية الراهنة الخانقة»، والى أن تهديده «يقع في خانة العقوق الذي لا يضيره ولا يضير المملكة الشقيقة، بقدر ما يضير الجهة التي يصدر عنها».
ودان رئيس «حزب الحوار الوطني» فؤاد مخزومي، في بيان، التهديدات التي طالت المملكة العربية السعودية وسفيرها في لبنان، منوّهاً بـ«جهودها الخيّرة في سبيل توافق اللبنانيين والتخفيف من حدّة الانقسامات الحاصلة، وخصوصاً تلك المراد منها زرع الفتنة المذهبية المقيتة بين السنّة والشيعة».
ورأى «المؤتمر الشعبي اللبناني» في التهديدات لخوجة والسويدي «محاولة يائسة لوقف المساعي العربية الداعمة لوحدة لبنان واستقراره، مقابل مساع دولية ترتبط مباشرة بإدارة الفوضى الخلاقة الأميركية».
(الأخبار، وطنية)