نهر البارد ــ نزيه الصديق
أكد عضو رابطة علماء فلسطين الشيخ محمد الحاج أن «المفاوضات لإخلاء تسعة من جرحى تنظيم «فتح الاسلام» تسير باتجاه واعد، ذلك أن الاجواء الايجابية التي رافقت إخلاء العائلات تركت ارتياحاً لدى المسلحين لما لمسوه من صدق الوعود التي قدمها الجيش قبل بدء مغادرة العائلات، فضلاً عن المعاملة الجيدة والاهتمام الكبير الذي أبداه جنود الجيش وهم يساعدون النساء والأطفال في عمليات الإخلاء عبر الطرق الوعرة، وسط الدمار الكبير في المخيم».
وأمل الحاج أن «تثمر هذه المساعي المتدرّجة بحيث تكون كلّ خطوة ناجحة حافزاً على إنجاح الخطوة الأكثر تعقيداً التي تلي، توصلاً لإنهاء الأزمة»، ذاكراً أن «الاتصالات ما زالت قائمة لترتيب عمليات الإجلاء، لما لهذا الموضوع من بعد إنساني، وهي تسير ببطء لأنها تحتاج إلى ترتيبات أمنية آمنة تختلف عن إخراج النساء، والأمور إيجابية في هذا الإطار. ونظراً لحساسية الموضوع، ينتظر أن تستغرق المفاوضات والاتصالات المزيد من الوقت، وبطبيعة الحال لن يظهر دخان أبيض في هذا الخصوص اليوم (أمس)».
غير أن تسريبات من مصادر عسكرية غير رسمية اوضحت أن «الجيش لا يقبل بالمضي في موضوع إخلاء الجرحى بالتقسيط، ويرى في ذلك تسويفاً ومماطلة، ولذلك يصرّ على تسليم كلّ من بقي من عناصر ومن ضمنهم الجرحى في اطار عملية واحدة».
على الصعيد الميداني، استهلّ الجيش يومه القتالي امس بدفعة من الغارات بالطائرات المروحية صباحاً، قذف بواسطتها خمس قنابل ثقيلة على تحصينات وأبنية تعوق تقدمه. ومضى متقدماً على مختلف المحاور بحسب مصادر عسكرية متحفظة في الحديث عن مدى هذا التقدم وعمقه. وبعد ذلك دارت اشتباكات ومواجهات داخل المخيم استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة من مختلف الأعيرة، مع دعم خجول من المدفعية المباشرة، في الوقت الذي ركّز فيه مقاتلو فتح الاسلام ردهم بالقنابل اليدوية والقنص، فيما يبدو أن هامش الحركة لأسلحة أثقل لم يعد متوافراً لأمامهم نظراً لضيق المساحة التي باتوا يتحصنون فيها.
وذكرت مصادر أمنية أن جندياً استشهد ليل أول من أمس خلال المواجهات، وهو من أبناء بلدة عكار العتيقة، إضافة إلى عدد من الجرحى الذين سمعت سيارات الاسعاف تقلّهم إلى المستشفيات.
وتغيب التوضيحات بشأن سير الأمور في المعركة، وتتوافر الردود الروتينية من الجيش بالتقدم الحذر والحثيث لإنهاء المعركة دون تحديد مهل زمنية لذلك، بينما يسود الصمت من جانب فتح الاسلام المنقطعة عن الاتصال، أقله مع الاعلام مباشرة، وتقتصر اتصالاتها على رابطة علماء فلسطين، ذلك على الأقل في ما يتعلّق بالقدرة الموضعية على الترصّد والتقصّي.
إلى ذلك شيّعت قيادة الجيش أول من أمس العريف الشهيد صبحي علي العباس، الذي استشهد بتاريخ 27/8/2007، حيث أقيم له مأتم في بلدته الروضة البقاع الغربي، حضره حشد من رفاق السلاح وأهالي البلدة والجوار وفاعليات المنطقة. كما شيعت قيادة الجيش العريف الشهيد حسن نور الدين من عيات ـــــ عكار الذي استشهد بتاريخ 27/8/2007 حيث أقيم له مأتم في مسجد الشيخ حديد في بلدة عكار العتيقة، ثم ووري الثرى في جبانة الشيخ حديد. وألقى ممثلا العماد قائد الجيش كلمتين نوها فيهما بسيرة الشهيدين وما أظهراه من شجاعة فائقة ونكران للذات أثناء قيامهما بواجبهما العسكري.