شدد رئيس الجمهورية العماد اميل لحود على أنه «لا يمكن الإتيان برئيس للجمهورية بالنصف زائداً واحداً»، ورأى أنه «يجب حصول انتخابات الرئاسة بنصاب الثلثين، على أن يكون الرئيس فعلياً لكل لبنان». وأوضح أنه طرح صيغة «في حال تعذُّر الاتفاق على رئيس، تقضي بتعيين قائد الجيش العماد ميشال سليمان على رأس حكومة انتقالية تضم ستة أو سبعة وزراء مدنيين من الطوائف الأساسية، تكون مهمتها وضع قانون انتخابي يكون مقبولاً من الجميع، وإجراء انتخابات نيابية على أساسه بأسرع وقت ممكن، تحدّد في ضوئها الاكثرية في البلاد، لتتم على اساسها انتخابات رئاسة الجمهورية». وجدد تأكيد «اهمية التوافق بين اللبنانيين»، الذي رآه «أساسياً لبقاء لبنان».مواقف رئيس الجمهورية جاءت خلال استقباله، أمس، وفداً من بلدة القعقور في قضاء المتن الشمالي. وبعد كلمة لرئيس بلديتها الياس سليمان أبو انطون أشاد فيها بمواقف لحود على المستويين الوطني والقومي، وبدوره في بناء الجيش الوطني، ردّ لحود مؤكدّاً «أن الخط الذي نسير فيه سيبقى منتصراً دائماً. فإسرائيل وكل الدول الكبرى التي تقف وراءها لم يتمكنوا من النيل منا. من هنا، دعوتنا الدائمة لجميع اللبنانيين إلى الجلوس معاً وإيجاد حل يكون مقبولاً ومفيداً للجميع. وإذا ما اعتقد أحدهم أن اسرائيل ومَن وراءها من دول سيُملون علينا مشيئتهم، فهو مخطئ، والأيام الآتية ستثبت ذلك». وأضاف: «ان الحل الوحيد يكمن في الوفاق، ولطالما قام لبنان على التوافق، وهذا مكمن قوته، فهل نلبّي اليوم رغبة بعض الدول التي تريد أن تغلّب طرفاً على آخر؟ نحن نعرف أن هذا الأمر مستحيل، إذ لا يمكن أي طرف أن يحكم كل لبنان بالقوة، لأن ذلك سيؤدي إلى مشاكل وحروب أهلية. وهذا ما لا يقبله أحد. وعلى هذا الأساس، تقدّمنا باقتراحات عدة، وشدّدنا على أنه لا يمكن الإتيان برئيس للجمهورية بالنصف زائداً واحداً. فلماذا إصرار البعض على هذا الأمر؟ هذا يكرّس مخالفة صريحة للدستور والأعراف الدستورية وهو غير مقبول، لأنه قد يأتي البعض برئيس للجمهورية من دون أن يعترف به أحد». وتابع رئيس الجمهورية «ان الحكومة التي لا تزال قائمة، وهي غير دستورية وغير شرعية وغير ميثاقية، لا يمكنها أن تتسلّم الحكم إذا ما تعذر انتخاب رئيس للجمهورية، وعلى هذا الأساس يجب حصول انتخابات الرئاسة على قاعدة الثلثين، على أن يكون الرئيس فعلياً لكل لبنان. فإذا ما تمّ هذا الأمر يكون جيداً، أما إذا لم يحصل، فيأتي قائد الجيش لفترة انتقالية رئيساً للحكومة، في مهمة واضحة تقضي بوضع قانون انتخابي يكون مقبولاً من الجميع، وإجراء الانتخابات النيابية على أساسه في أسرع وقت ممكن، فتظهر إذّاك الأكثرية وتتمّ على أساس ذلك انتخابات رئاسة الجمهورية. وهذا يمكن إجراؤه في أشهر عدة. ولمن يقول إن الحكومة ستكون عسكرية، أجيب: لا، فمثلما جرى مع الرئيس فؤاد شهاب، الذي كان قائداً للجيش، وعُيّن رئيساً لحكومة مهمتها انتخاب رئيس للجمهورية، على أن يقوم بذلك في اسرع وقت، عندها أنجز مهمته وعاد قائداً للجيش. نحن نقول إنه سيكون إلى جانب قائد الجيش وزراء يمثلون الطوائف الأساسية، فيكونون ستة او سبعة، غير متمسكين بالمنصب، لأن المتمسك بالمنصب يأتي ويعمد الى تأخير الاستحقاقات. لكن حين يدرك أنه تم اختياره لإنجاز مهمة من دون أن يكون طالباً أي شيء لنفسه، فأنا واثق بأنه في اسرع وقت سيتم التوصل إلى الحل الذي اعلنته».
ونبّه إلى أنه «إمّا أن يكون هناك توافق بين كل اللبنانيين ويتوصلوا الى حل، سواء في مسألة الحكومة أو في مسألة الرئاسة، أو لا يبقى لبنان. وقد رأينا في الماضي أسباب اندلاع المشاكل بين اللبنانيين، بسبب تفرد فئة بالقرار. وقد نص اتفاق الطائف على ضرورة مشاركة الجميع. فلماذا لا يريد البعض المشاركة في الفترة الحالية؟ هل لأن لدى هذا البعض دعماً من الخارج؟ إن الخارج يقدم مصلحته. وبعد اشهر قليلة سوف تتغير أمور كثيرة في الخارج، إقليمياً ودولياً، فماذا نعمل حينذاك؟ هل نلجأ الى حرب أهلية؟ هذا أمر ممنوع». وتابع: «على هذا الأساس، دعوتنا إلى أن يعود كل اللبنانيين بعضهم إلى بعض ليتوصلوا الى الحل المناسب، خصوصاً بالنسبة لاستحقاق رئاسة الجمهورية الذي هو في غاية الأهمية».
وختم رئيس الجمهورية مكرّراً دعوته للجميع «إلى الوعي واللقاء معاً، عندها يربح لبنان كله. أما إذا بقي اللبنانيون مشتتين فلبنان كله سيخسر، والخاسر الأكبر ستكون الاكثرية. لكن في وضع كهذا يكون لبنان قد خرب».
إلى ذلك، كانت للرئيس لحود لقاءات تناولت مواضيع سياسية مختلفة. وفي هذا السياق، استقبل قائد الجيش السابق العماد فكتور خوري والرئيس العام لجمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة الأب إيلي ماضي.
وأجرى رئيس الجمهورية جولة افق عامة تركزت على الاستحقاقات المحلية المقبلة مع رئيس «المؤتمر الشعبي اللبناني» كمال شاتيلا الذي صرح بأنه عرض «وجهة نظر التيار الوطني العربي المستقل في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي، وخاصة اذا ما استمر الفريق الحاكم بتشدده في الاحتكار السياسي والاصرار على التفرد بالقرار». ورأى أن «الدور الاميركي ما كان له أن يتمدد او يتوسع على حساب سيادة لبنان لولا حالة التفكك الرسمي العربي القائمة»، ملاحظاً أن «الاندفاع السلبي الاخير للأميركيين هو الذي أدّى كالعادة الى التصعيد الذي نشهده اليوم من الفريق الحاكم».
كذلك استقبل لحود رئيس «جبهة الشعب اللبناني» المهندس جوزف حداد ورائد الصايغ، وأبرق الى الرئيس التركي عبد الله غول مهنئاً بانتخابه.