أعلن السفير الأميركي جيفري فيلتمان معارضة ضمنية لطرح رئيس الجمهورية إميل لحود حول الحكومة الانتقالية، بالقول إن بلاده تدعم «أحقية وواجب النواب بانتخاب رئيس جديد لمدة 6 سنوات كاملة». ورفض الإفصاح عما إذا قدّم لرئيس مجلس النواب نبيه بري الأجوبة عن الأسئلة التي وجّهها الى وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس. ونفى اتهام بلاده بالتدخل في لبنان، متهماً «جيران لبنان» بذلك، وجازماً أن أميركا «لم ولن تتفاوض مع سوريا وإيران في شأن مستقبل لبنان الذي هو من مسؤولية اللبنانيين».فقد زار فيلتمان أمس رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع، وجدّد التزام بلاده «إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها ووفقاً للدستور»، وقال إنها تدعم «أحقية وواجب النواب بانتخاب رئيس جديد لمدة 6 سنوات كاملة، كما ينص الدستور وكما يتمنى الشعب اللبناني ويستحق»، معتبراً أن مسألة نصاب جلسة انتخاب الرئيس «شأن لبناني. ونحن ندعم هذه الانتخابات وفقاً للدستور. أما تفسير الأخير فيعود الى نواب البرلمان تبعاً لما يلحظه الدستور اللبناني، لا إلى الولايات المتحدة».
وحول طرح لحود تسليم الحكم الى حكومة انتقالية يرأسها قائد الجيش، ذكر أنه لا يرى «أي عملية انتقالية»، وجدد القول إن بلاده تدعم «المسار الدستوري وفقاً للمهل التي ينص عليها الدستور»، وإنها ملتزمة «القيام بما يمكن لمساعدة اللبنانيين على إجراء هذه الانتخابات». وقال إن «النواب اللبنانيين الذين يمثلون الشعب اللبناني قادرون على انتخاب رئيس لولاية 6 سنوات مقبلة»، متوقعاً منهم «القيام بواجبهم بالحضور وانتخاب الرئيس».
ورداً على سؤال عما إذا كان أعطى بري الأجوبة على أسئلته لرايس، قال «الحوارات بين السفراء والمسؤولين اللبنانيين هي سرية وأود إبقاءها كذلك»، مضيفاً «أنها حوارات جيدة تبادلنا خلالها وجهات النظر، وأكدت أننا سنفعل ما بوسعنا لنوفر الجو المناسب لانتخاب رئيس. أما من سيكون الرئيس، فهذا ما يقرره النواب اللبنانيون». وعن تعديل الدستور، أصرّ على القول إن «هذه الأمور شأن لبناني، وقرار التعديل يعود الى النواب، وليس على الولايات المتحدة أن تطلب ذلك»، وقال «لا يحق لنا ولا نطلب ذلك».
كذلك زار فيلتمان الرئيس أمين الجميل، معلناً أنه أعرب له باسم الإدارة الأميركية «عن القلق من عملية إطلاق النار التي طالت بعض المحازبين الكتائبيين. وإننا على ثقة بأن أعمال العنف لن تنجح في تغيير مسار الأمور ومستقبل لبنان الذي يجب أن يرتكز على الحوار والمؤسسات الدستورية»، ومضيفاً أنه نقل له أيضاً «وجهة النظر الأميركية في ما يتعلق بالاستحقاق الذي سيحصل بعد شهر»، وكرر أن بلاده «لا تسوّق لأي مرشح للرئاسة، وكل ما نقوم به هو تسويق الآلية التي تعطي البرلمانيين اللبنانيين فرصة لانتخاب رئيس في الموعد المحدد ووفقاً لما يقتضيه الدستور».
ورداً على اتهام الإدارة الأميركية بزعزعة الوضع في لبنان من خلال تدخّلها في شؤونه، تحدث عن الهبة الأميركية لخفض الدين وعن تقديم «مساعدات كبيرة الى الجيش اللبناني»، وقال «ما نقوم به واضح وشفاف، ويمكن الجميع الاطلاع عليه. وأعتقد أن ما يقوم به بعض جيران لبنان ليس واضحاً ولا شفافاً على الإطلاق».
واستبعد إمكانية عدم انتخاب رئيس جديد، بالقول للصحافيين «لم لا؟ لديكم مجلس نواب وشخصيات كثيرة مؤهلة لتبوّؤ هذا المركز». ولفت الى أن «الرئيس لحود أقسم يميناً لحماية الدستور»، معتبراً أن «من الغريب، نظراً الى أهمية هذا الموقع، أن يعمد البعض الى إعاقة هذا الانتخاب أو أن يدّعي البعض أنه لا يمكن اللبنانيين الحصول على رئيس جديد، ولا يمكن المسيحيين تعبئة هذا المركز المسيحي في لبنان».
(وطنية)