طرابلس ـ عبد الكافي الصمد
حذّر الرئيس نجيب ميقاتي من أنّ «التأزّم السياسي الحاصل، وتمسّك كل طرف بموقفه، من شأنه أن يُدخل لبنان في دوّامة رهيبة من الفوضى السياسية والدستورية، التي لا يمكن لأحد تدارك نتائجها أو توقّع حجم ارتداداتها السلبية»، داعياً إلى استباق بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية بـ«صحوة ضمير» لكل الأطراف.
وأمام وفود زارته في طرابلس، أمس، تساءل: «هل هناك مصلحة لبنانية في الرهان على معطيات أو متغيّرات خارجية، خارج أولوية التوافق بين اللبنانيين؟ وهل يعتقد أي طرف أنه قادر على فرض رأيه، أو إدارة شؤون البلد بمفرده؟».
وإذ شدّد على أهمية «بلورة قواسم لبنانية مشتركة، تتلاقى مع المساعي التي تقوم بها الدول الشقيقة والصديقة من أجل تمرير الاستحقاق الرئاسي، ومن ثم تأليف حكومة تجمع القوى والأطراف السياسية كافة»، رأى ميقاتي أن المواصفات العامة للرئيس العتيد «باتت معروفة، ولا خلاف عليها»، و«يبقى أن يصار إلى اختيار شخص كفوء، قادر بحكمته وشخصيته على تأمين توافق حوله، الأمر الذي من شأنه أن يطفئ لهيب السجالات والانقسامات، ويعطي الضوء الأخضر للانطلاق بلبنان إلى مرحلة جديدة من السلم الأهلي والنمو الاقتصادي».
ورداً على سؤال، أبدى ميقاتي قلقه من حديث بعض السياسيين عن التقسيم، مشيراً إلى «واجب التصدي لمثل هذه الطروحات في مهدها»، إذ «لا يمكن لأي شخص أن يتجرّأ على تقديم طرح كهذا، إن لم يجد بيئة مناسبة وتغاضياً عن طروحاته»، مشدّداً على أهمية «أن يستجمع اللبنانيون، على اختلاف طوائفهم ومناطقهم، الذاكرة القريبة والبعيدة، من أجل إدراك هول ما جرى وأهوال ما سيجري، في حال الاستمرار في هذا التشرذم القاتل والتدمير للذات والوطن».