رشا حطيط
منذ بدء الاشتباكات بين الجيش و«فتح الإسلام» في الشمال في العشرين من أيار الماضي، بدأت القوى الأمنية والعسكرية بتنفيذ إجراءات أمنية مشددة في مختلف المناطق اللبنانية، وخاصة جبل لبنان والشمال وبيروت، وهي المناطق التي تشهد عادة العدد الأكبر من العمليات الجرمية. وتظهر المؤشرات الجرمية المسجلة خلال الأشهر الستة الأولى انعكاس حوادث الشمال والإجراءات التي تنفّذها الأجهزة الأمنية على جزء من هذه المؤشرات.
ويظهر من مجموع الحوادث الجرمية التي حصلت على امتداد الأشهر الستة الأولى من هذا العام أن شهر نيسان، وهو الشهر الذي شهد هدوءاً أمنياً لافتاً، مقارنة بالأشهر الأخرى، سجّل العدد الأعلى من الحوادث الجرمية. فالشهران الاولان من العام شهدا تحرك المعارضة مع ما رافقه من اشتباكات وأحداث الجامعة العربية وتفجير عين علق وتظاهرات الموالاة في شباط وآذار.
وبالنظر إلى سرقة السيارات التي كان نيسان قد سجّل رقماً قياسياً فيها مع 163 سيارة مسروقة، يلاحظ أن هذا الرقم عاد لينخفض في أيار إلى 113، وصولاً حتى 84 في حزيران. لكن ما يلفت الانتباه هو تساوي عدد السيارات المسروقة في النصف الأول من أيار (قبل بدء اشتباكات الشمال) والنصف الثاني منه (57 للأول و56 للثاني الذي شهد بدء التشدد الأمني). والانخفاض الأبرز الذي شهده الشهران الماضيان كان في مجالي السرقة والسلب المسلح، اللذين من الممكن أن يكونا قد تأثّرا بالحواجز والانتشار الأمني الكثيف في مناطق بيروت والشمال وجبل لبنان.
أما سرقة المنازل والنشل، وإن كانا قد سجّلا انخفاضاً خلال الشهرين الأخيرين، فإنهما لم ينخفضا عما كانت عليه الأرقام في شباط وآذار. لكن ارتفاعاً كبيراً سجّلته المؤشرات الأمنية، وهو ارتفاع عمليات ضبط المخدرات خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.
كذلك، يمكن ملاحظة أن الانفجارات (التي يحتسب من ضمنها انفجار القنابل العنقودية في الجنوب) كانت تسير في منحى تنازلي ابتداءً من الشهر الأول من العام حتى نيسان، لتتضاعف في الشهرين الخامس والسادس، مقارنة بنيسان. يذكر أن أبرز التفجيرات التي شهدها العام الحالي كان التفجير المزدوج في عين علق (شباط) وتفجيرات الأشرفية وفردان وعاليه وسد البوشرية وذوق مصبح، إضافة إلى اغتيال النائب وليد عيدو في الروشة، واستهداف القوات الدولية في سهل الخيام بالجنوب، الذي أودى بحياة 6 جنود من الكتيبة الاسبانية. وكل هذه التفجيرات (باستثناء عين علق) حصلت بعد بدء اشتباكات الشمال.
أما الرقم الأبرز في الجدول، فيبقى مجموع حوادث إطلاق النار خلال الأشهر الستة الماضية التي سجلت 1108 حوادث، سجّل العدد الأكبر منها في أيار.