رأى مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية أن تكرار «تطاول» مفتي جبل لبنان الشيخ محمد الجوزو على مقام رئاسة الجمهورية يدخل في خانة سعيه إلى «تحسين مدخوله، عوضاً عن موقعه السياسي المتداعي»، واصفاً الكلام الذي أطلقه أمس بـ«السموم والافتراءات».ولفت بيان مكتب الإعلام الى أن الجوزو «فاته أن الكلام الذي يلقيه على عواهنه لن يترك أي أثر في نفوس سامعيه»، لأن الصدقية التي يفترض أن تكون ميزة وفضيلة «لا مكان لها في مواقف الشيخ الجوزو الذي اشتهر بتبديلها تبعاً لمصالحه وحساباته الذاتية. وأبناء منطقته، خصوصاً، خير شهود على سيرته المتأرجحة التي كانت تصبّ في النهاية مع كل ما يزرع الفتن ويؤجّج العصبيات المذهبية».
وذكّر البيان بمآثر الجوزو والدرر التي ينطق بها، والتي «تحمل الجواب عن أسباب تطاوله على رئيس الجمهورية»، ومنها أنه «كان في مقدمة من أطلق صرخة مدوية، في أيلول 1979، دعا فيها إلى توطين الفلسطينيين في لبنان، رافضاً اعتبار ذلك جريمة»، كما «وصف اللبنانيين الأرمن عام 2001 بأنهم ضيوف»، وهو «من طالب بالاستقلال الإداري لإقليم الخروب عن الشوف، وإلحاقه بمدينة صيدا»، كما «وصف نواب إقليم الخروب بأنهم لا يعبّرون عن رأي أبنائه»، فضلاً عن «خطب التحريض والدعوة إلى الاقتتال الطائفي التي دفعت بالمرجعية الدينية التي ينتمي اليها إلى التدخل أكثر من مرة لإزالة آثار عدوانه على قيادات ومرجعيات ومواطنين آمنين، مثل أبناء الجية».
وإذ رأى البيان أن «استغلال» الشيخ الجوزو لدم الشهيد رفيق الحريري هو «قمة النفاق، وهو الذي قاد عام 1998 حملة لمنع الرئيس الشهيد من مدّ يده إلى الإقليم»، رأى أن «من كان سجلّه حافلاً بالمواقف المتقلّبة حيناً والمشبوهة أحياناً، لا يجوز له أن يتطاول على رئيس الجمهورية الذي حمى وحدة لبنان والعيش المشترك بين أبنائه ووحّد الجيش وحقّق إنجازات وطنية وقومية سيذكرها التاريخ، وأنقذ الوطن من فتن متتالية استهدفته، وما ضعف يوماً أمام إغراء، ولا تراجع أمام تهديد أو وعيد، وهو ما لطّخ يديه بدم بريء ولا لوثهما بمال حرام».
وختم البيان بالإشارة الى أن الجوزو: «لن يكون في حاجة إلى التاريخ لإنصافه، لأن من كان ماضيه حافلاً بالسلبيات وحاضره مليئاً بالتناقضات، لن يكون في مقدور المستقبل أن يشفع به».
في المقابل، ردّ الجوزو على البيان الذي كان قد أصدره المكتب الإعلامي لرئيس الجمهورية، أول من أمس، مستهلاً تصريحه بحمد الله لأن لحود «قرّر إشهار إسلامه حين استشهد بآيات من القرآن الكريم، في صدد التطاول علينا. وقد أصاب كبد الحقيقة عندما اختار آية تتحدث عن المنافقين والمنافقات، لأن الإناء ينضح بما فيه»، و«اللي في جنبه مسلّة بتنعرو».
وإذ وصف الجوزو قصر بعبدا بـ«قصر المهاجرين في دمشق»، رأى أن لحود «لا يريد أن يختم حياته السياسية ختاماً كريماً بوقفة ضمير تنقذ الوطن مما يتخبّط فيه، بل هو مصمّم على المضي في إغراق الوطن في بحر من الدماء والمآسي حين يهدّد بإصدار مرسوم لتأليف حكومة ثانية أو بحلّ مجلس النواب نكاية بالديموقراطية وبالأكثرية وبالمرجعية المارونية».
بدوره، ردّ الوزير السابق وديع الخازن على التصريح الذي أدلى به الجوزو، متسائلاً: «هل يحقّ لرجل دين أن يستغلّ عباءته للنيل من سمعة الكرام، ثأراً للسياسة الوطنية التي ينتهجها رئيس الجمهورية إميل لحود؟»، وقائلاً له: «قليل من الحياء يا حضرة الشيخ الآثم، لأنك تعرف الآية التي تقول (إن بعض الظن إثم).. فكيف إذا ما كان هذا الظنّ استظناناً وتحريضاً».
وفي إطار ردود الفعل على كلام الجوزو بحق لحود، طالبت «الرابطة الوطنية اللبنانية» السلطات القضائية المختصة بـملاحقة الجوزو «بتهمة إثارة النعرات الطائفية والمذهبية، والإضرار بعلاقات لبنان مع دول شقيقة».
(وطنية)