عشية ذكرى حرب تموز، صدرت مواقف أجمعت على إدانة العدوان ونوّهت بالمقاومة، فيما لوحظ صمت «أكثري» مطبق.ورأى وزير العمل المستقيل طراد حمادة أن النتيجة المباشرة لانتصار المقاومة والشعب اللبناني في الحرب «إلغاء الهدف الأميركي بإنشاء شرق أوسط جديد في فلسطين ومحيطها بزعامة الكيان الصهيوني»، معتبراً أن الخطة الأميركية تحاول جعل لبنان مدخلاً لتنفيذها، ولهذا جمعت في لبنان خلال الشهرين الماضيين كل متناقضات هذا الصراع وجعلت أميركا، بواسطة الحكومة الحالية والرئيس فؤاد السنيورة نفسه، لبنان كقالب الحلوى الذي يجذب كل ذباب العالم ودبابيره».
وردّ عضو «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ابراهيم كنعان اسباب الحرب الى «فشل السلطة اللبنانية والسياسة اللبنانية وخاصة التحالف الرباعي»، معتبراً أن «تناقض التعهدات والالتزامات المحلية والدولية في هذا التحالف أوصل الى حالة صدام داخلية، تُرجمت في حالة صدام خارجية حاول بعض المجتمع الدولي كسر هذه الحلقة من خلال الحرب لكنه لم ينجح».
ودعا الوزير السابق وديع الخازن الى النظر «إلى الحدث التاريخي، الذي حققته المقاومة الوطنية بدعم كبير من المؤسسة العسكرية الباسلة للبنان ولتاريخ الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي، على أنه علامة مضيئة وفارقة تسجل في تاريخ الأمة العربية الحافلة بالهزائم مع إسرائيل».
وأكد النائب السابق فيصل الداود «أن اسرائيل ظنت في عدوانها أنها خلال ست ساعات تنهي المقاومة وتدمر سلاحها، فخرجت بعد 33 يوماً مهزومة وجيشها ذليل، وتقرير لجنة «فينوغراد» يرد على كل الذين قالوا إن خطف الجنديين الإسرائيليين تسبب بتدمير لبنان، وتبين أن قرار الحرب أميركي الصنع وأداة التنفيذ إسرائيلية وغطاءه اطراف في قوى 14 شباط كانوا على علم بالعدوان».
وقال رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي علي قانصوه: «كنا نأمل أن تستثمر الحكومة اللبنانية هذا الانتصار المدوي، لكنها، للأسف الشديد وعلى عادتها، حاولت تجويفه، واستمرت في حملاتها على من صنعه أي على المقاومة وأحزابها وقواها السياسية، وأدارت ظهرها لعملية إعادة بناء ما خربته اسرائيل في ممتلكات الناس وفي مصادر رزقهم، ما جعلنا اكثر اقتناعاً بأن هذه الحكومة وهذا الفريق الحاكم لم يكن مرتاحاً لهذا الانتصار».
وشدّد رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي على «أن التجربة اللبنانية الفريدة للمقاومة الشعبية والجيش الوطني في صد الاحتلال ودحره، يجب أن تبقى نبراساً تقتدي به الأجيال المقبلة للحفاظ على حرية الأوطان». وإذ حيا الإرادة الشعبية الجامعة «التي تجلت إبان العدوان »، دعا اللبنانيين إلى «المحافظة على الوحدة الداخلية كي لا تضيع تضحيات اللبنانيين ودماء أبنائهم سدى،».
واستبعد رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية علي الشيخ عمار حصول حرب جديدة على الجبهة اللبنانية، وأكد افتخار اللبنانيين بما تحقق في حرب تموز، داعياً اياهم الى تذكر الهمجية التي قام بها العدو الصهيوني.
ورأى حزب «الاتحاد» أن عدوان تموز أظهر «عجز أدوات أميركا عن تنفيذ مشروعها بفعل المقاومة الباسلة على الرغم من آلة الدمار والقتل التي استخدمها العدوان الذي جاء كإحدى حلقات الهجمة العسكرية الاميركية على المنطقة».
ولفت «تجمع اللجان والروابط الشعبية» الى أن «الدرس الأساس للبنان الواجب استخلاصه من الحرب، هو ان وحدة اللبنانيين هي درع المقاومة، وأن سلامة المقاومة وتكاملها مع الجيش هما ضمانة أمن لبنان واستقراره».
وحيا الحزب الوطني العلماني الديموقراطي «وعد» «أرواح جميع الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن لبنان في عملية التصدي للعدوان».
وأكدت «هيئة دعم الوحدة ورفض التوطين» أن «إرادة اللبنانيين بالعيش بأمان في بلدهم وفي محيطهم أضحت راسخة، وهي تنطلق من أن لبنان قد أصبح بفعل انتصار المقاومة قوياً بجيشه وبمقاومته لا بضعفه».
أمّا عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر فقد رأى «أننا حقّقنا في حرب تموز بعض الانتصارات السياسية اكثر من أن تكون انتصارات بكل ما للكلمة من معنى»، معتبراً أنه «كانت لهذه الحرب آثار مدمرة على البلد وعلى الوضع الاقتصادي والسياسي فيه»، ودعا «حزب الله» إلى «إعادة النظر في كثير من الأمور».
(وطنية، أخبار لبنان)