أكّدت قيادة الجيش أن الشعب اللبناني «تمكّن بفضل إرادته الوطنية، والتفافه حول الجيش والمقاومة، من ردع العدو الإسرائيلي وكسر هيبة جيشه الذي قيل عنه إنه لا يقهر، في سابقة لم يعهدها منذ إنشاء كيانه الغاصب على أرض فلسطين، الأمر الذي جعله يدرك أن أي اعتداء مماثل على لبنان في المستقبل لن يكون سهلاً على الإطلاق». وشددت على أن الجيش «مصمم على مواجهة الإرهاب حتى استئصاله من جذوره، ولن يتراجع أمام التهديدات مستنداً إلى ثوابته الوطنية».فقد عمّمت قيادة الجيش ــــــ مديرية التوجيه نشرة توجيهية على العسكريين بعنوان «إرادة تنتصر»، في الذكرى الأولى لعدوان تموز، جاء فيها: «سنة مضت على حرب همجية شنّها العدو الإسرائيلي، سقط من جرائها آلاف الشهداء والجرحى من العسكريين والمقاومين والمدنيين الأبرياء، فيما هدفت اسرائيل الى كسر إرادة الشعب اللبناني وإخضاعه بالقوة، لكن أحلامها باءت بالفشل، أمام الملاحم البطولية التي سطّرها المقاومون، وتفاني الجيش في تصدّيه للعدو وإحباطه العديد من محاولات الإنزال البري والبحري، الى جانب التضحيات الجسام التي بذلها الشعب اللبناني بأسره، والممانعة السياسية التي مارستها الحكومة اللبنانية، وصلابتها في الدفاع عن قضية الوطن أمام المحافل الدولية والإقليمية، فكان من ثمار ذلك صدور القرار 1701، ومن ثم انتشار الجيش في موقعه الطبيعي على الحدود الجنوبية تؤازره وحدات من قوات الأمم المتحدة، وقد عاد العلم اللبناني يرفرف شامخاً فوق تلة اللبونة بعد غياب قسري ناهز ثلاثين عاماً».
أضافت: «لقد تمكّن الشعب اللبناني بفضل إرادته الوطنية الجامعة وتمسّكه بقوة حقه وتجذّره بأرضه وتاريخه، والتفافه حول الجيش والمقاومة، من ردع العدو الاسرائيلي وكسر هيبة جيشه الذي قيل عنه إنه لا يقهر، في سابقة لم يعهدها منذ إنشاء كيانه الغاصب على أرض فلسطين، الأمر الذي جعله يدرك أن أي اعتداء مماثل على لبنان في المستقبل لن يكون سهلاً على الإطلاق. ورسم هذا الشعب بدماء أبنائه، الحدود المعنوية لوطنه، قبل الحدود المادية التي بدورها ستتحقق حتماً بتحرير آخر شبر من أرضنا المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا».
وتابعت القيادة: «إن دماء الشهداء العسكريين الـ50 والجرحى الـ450 التي سالت في ساحات الصمود والكرامة، جعلت من المؤسسة العسكرية مرجلاً تنصهر فيه الوحدة الوطنية جسماً وروحاً، وبفضل هذه الوحدة استطاع الجيش لاحقاً تجنيب الوطن مخاطر وتحديات جمة في أكثر من استحقاق مصيري. وبهذه الوحدة أيضاً واجه ولا يزال الإرهاب الذي يتقاطع مع العدو الإسرائيلي في استهدافه وحدة الوطن واستقراره، وصيغته الحضارية الفريدة، وكأن ما عجز عنه هذا العدو حين قصف مراكز الجيش وتحديداً في منطقة العبدة، قد حاول إرهابيو ما يسمى تنظيم فتح الإسلام استكماله باعتدائهم على المراكز نفسها، ليتلاقيا معاً على النيل من وحدة الجيش وتماسكه».
أضافت: «إن وجود الجيش على حدود الجنوب الذي طالما كان لفترة طويلة من الزمن، بوابة القلق ومدخل الرياح، قد طوى صفحة أليمة من تاريخه، وأعاد الأمن والاستقرار الى أهله الذين يتطلّعون بكل فخر واعتزاز الى هذا الجيش المستعد أبداً لمواجهة أي اعتداء إسرائيلي كما جرى في مارون الراس وغيرها. وما حصل من اعتداءات إرهابية على قوات اليونيفيل المكلّفة بموجب القرار 1701 مؤازرة الجيش في مهماته، كان بمثابة استهداف للجيش نفسه الذي لن تثنيه هذه الاعتداءات عن القيام بدوره الوطني، فالجيش ذهب الى الجنوب ليبقى فيه، لا ليتراجع أمام تهديد من هنا أو هناك، مستنداً في ذلك إلى ثوابته الوطنية الراسخة والى قناعة المواطنين ولا سيما أبناء الجنوب الذين أجمعوا على استنكار ما جرى من أحداث لا تخدم سوى مصلحة أعداء الوطن».
وختمت القيادة: «إن قيادة الجيش تدرك جيداً دقة المرحلة التي يمر بها لبنان، وحجم الأعباء التي يكابدها العسكريون في الدفاع عن الجنوب وضبط المعابر البرية والبحرية على امتداد الحدود، وصون مسيرة الأمن والاستقرار في الداخل ولا سيما التصدي للإرهاب، وما يحصل اليوم في نهر البارد وغيره، خير دليل على تصميم الجيش على مواجهة هذا الإرهاب حتى استئصاله من جذوره، والقيادة على ثقة بأن العسكريين الذين اجتازوا أكثر من اختبار بنجاح مشرّف، بفضل وحدتهم الصلبة وتضحياتهم الجسام، واستعدادهم لتقديم الدماء من دون حساب، سيواصلون مسيرة الشرف والتضحية والوفاء بعزيمة لا تكلّ وإرادة لا تلين، حتى الوصول بسفينة الوطن الى شاطىء الأمان».
(الأخبار)