«ساركوزي بعد شيراك يعطي الأولوية نفسها للبنان واستقباله السنيورة دعم للمؤسسات الشرعية»
لمناسبة العيد الوطني الفرنسي، وتزامناً مع انتهاء مهماته في لبنان، أقام السفير الفرنسي برنار إيمييه وعقيلته حفل استقبال في قصر الصنوبر، أمس، في حضور وزيرالخارجية المستقيل فوزي صلوخ ممثلاً رئيس الجمهورية العماد إميل لحود، النائب عبد اللطيف الزين ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، الوزير ميشال فرعون ممثلاً رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، إضافة الى جمع من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين ومن الشخصيات السياسية والدبلوماسية والعسكرية والإعلامية.
ومن وحي المناسبة، ألقى إيمييه كلمة، أعرب فيها عن مدى «ثقة فرنسا والتزامها وتصميمها على الوقوف الى جانب اللبنانيين»، مشيراً الى ضرورة «تشجيع اللبنانيين على الالتقاء، وإبراز تلك القوة وتلك الرغبة الجماعية في الحفاظ على هذا النموذج».
وفي شأن اجتماع سان كلو، لفت السفير الفرنسي الى أن بلاده «تودّ مساعدة اللبنانيين على إعادة وصل ما انقطع بين مختلف اللاعبين السياسيين»، لأنها «صديقة للبنان وللبنانيين كافة الذين يتعيّن عليهم المساهمة في بناء هذا الصرح المشترك»، وهي «كانت وستبقى موضع تقدير، وعلى اتصال مع كافة الأطراف، بصفتها لاعباً ذا نيات طيبة».
ورأى إيمييه أن لبنان أصبح اليوم «بلداً مختلفاً عما مضى، بعد أن تحرّر من الاحتلال ومن الوصاية اليومية التي أثقلت كاهله، وأعاد سلطة الدولة على مجموع أراضيه، واطمأن الى إقامة المحكمة ذات الطابع الدولي الهادفة الى إحقاق العدل»، مستذكراً الاغتيالات التي حصلت طوال فترة إقامته في لبنان، و«سياسة الترويع والترهيب»، ليقول: «اعلموا أن فرنسا، مع الاتحاد الأوروبي، لن تتوقف عن مواكبتكم في هذه الطريق».
وبعد تعداد «إنجازات» الرئيس الفرنسي جاك شيراك من أجل لبنان، لفت إيمييه الى أن الرئيس نيكولا ساركوزي «يعطي الأولوية نفسها للبنان. فهو مَن حشد طاقاته من أجل التصويت على القرار 1757، وهو من طلب من وزيرنا الجديد للشؤون الخارجية أن يتوجه إلى لبنان من أجل التعبير عن تضامن بلادنا معكم ووقوفها الى جانبكم. وهو من قرّر استقبال رئيس مجلس الوزراء في باريس بعد بضعة أيام من دخوله قصر الإليزيه، لكي يعبّر عن دعمنا للبنان ولمؤسساته الشرعية».
كذلك خصّ اللبنانيين، سواء انتموا الى «الأكثرية» أو المعارضة، برسالة موجّهة من بلاده، ومفادها «المراهنة على إرادتهم الوطنية، في ما يتعلق باحترام مؤسسات بلدهم والاستحقاقات الكبرى التي هي أمامهم، واحترام أسس هذا الميثاق الوطني وهذه الرغبة في التعايش وفي إيجاد حلول تكون في مصلحة الجميع».
وأضاف : «إن فرنسا وشعبها متضامنان إزاء كل ما يجري هنا.. فنحن نتألم بكل جوارحنا، عندما نرى شعبكم يتألم».
ومشيداً بـ«جيش الوطن والجمهورية»، في خدمة أمن جميع اللبنانيين الذين «يريدون أن تكون دولة القانون القاعدة المتّبعة في كل أنحاء البلاد، ويريدون مراقبة حدودهم، ولا يريدون استيراد أزمات أخرى»، ختم السفير الفرنسي كلمته بالقول: «رغم الصعاب والنقد وسوء الفهم في بعض الأحيان، كنت فخوراً بأن أحمل هذه الرسالة على مرّ هذه السنوات، وبأن أحاول أن أشرح سياسة فرنسا والتزامها وتمسّكها بكل شغف باستقلال لبنان وحريته وسيادته».