غسان سعود
حزبيون سابقون: الكتلة على طريق الكتل وسلوك إدّه أكسبها حجماً استثنائياً... في صغره!

يبدو أن الاستقالات من تجمعات الأكثرية النيابية والاعتراضات على مواقفها السياسية لن تقتصر على التكتلات النيابية، بل ستطال بعض أحزاب الأكثرية أيضاً. ففيما كان عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس إده، يؤكد باسم محازبيه قبل بضعة أيام عبر إحدى الوسائل الاعلامية، أن قرار المعارضة ليس في يدها، مكرراً الحديث عن «اضمحلال» شعبية «التيار الوطني الحر» كان هاتف لأمينة العامة للكتلة كلود بويز كنعان لا يتوقف عن الرنين، مع عشرات الاستفسارات عن حقيقة استقالتها من موقعها القيادي الأشبه برئاسة السلطة التنفيذية في الحزب، بحسب الــنظام الداخلي.
وكانت كنعان قد عزت استقالتها الى أسباب خاصة وشخصية، أهمها كما قالت لـ«الأخبار» نية زوجها الترشّح للانتخابات النيابية عام 2008 في دائرة المتن الشمالي، وعدم رغبته في تصنيفه ضمن هذه الخانة السياسية أو تلك. إضافة إلى انشغالها بترجمة أحد كتبها إلى الإنكليزية.
إلا أن مصادر مطّلعة على أجواء الكتلة تحدثت عن «نار للكوادر الكتلوية تحت رماد الرئاسة»، مشيرةً الى أن استقالة كنعان أتت إثر تزايد الخلافات بين أعضاء اللجنة التنفيذية، واعتراض عدد منهم «بحدة» على صدور بيانات باسم الكتلة من دون اطّلاعهم عليها «ويكتب معظمها أحد نواب اللقاء الديموقراطي».
ورحب مانويل اسطفان باسم زملائه الذين استقالوا في مطلع شباط الماضي من «حزب كارلوس إده» وانتسبوا إلى حزب «التيار الوطني الحر»، باستقالة كنعان، ورأى أنّها «طبيعية في ظل ممارسة إده غير الديموقراطية»، كاشفاً عن مصارحته لها في هذا الشأن قبل بضعة شهور. وقال آخرون إن هذه الخطوة، العفوية ربما، أتت لتعلن «ما بات معروفاً عن موت حزب الكتلة»، بعدما خالف المحازبون وصية «العميد» بـ«منع كارلوس إده من التعاطي في السياسة اللبنانية»، فانتخبوه عميداً خوفاً من انقسام الحزب من جهة، وتمسكاً بـ «رائحة» ريمون إدّه من جهة ثانية. وفي الحالتين، «لم تكن الكفاءة والخبرة مطلوبتين، بل الأمل في أن يتعلم من الرفاق ما ينقصه في العمل السياسي». فما كان منه إلا أن «أقصى غالبية الكتلويين الأصيلين، وحجّم البعض، مستولياً على الصلاحيات الحزبية عبر حصرها بشخصه، جاعلاً من بقي يدور في فلكه أسيراً لاستبداده وتسلطه».
وفي هذا السياق، يؤكد أحد أبرز قدامى الكتلويين أن الانتخابات النيابية الماضية أظهرت حجماً كتلوياً «استثنائياً من حيث صغره، وخصوصاً بعد تحالف إده مع خصوم الحزب وعمه في معركة خاسرة ضد مناصريه وأحباء «العميد الضمير» في كسروان وجبيل. ثم تقلص هذا الحجم أكثر، نتيجة سلوك «العميد الصغير» خلال السنتين الماضيتين داخل الحزب وخارجه، ومواقفه غير السيادية، وخصوصاً ما يتعلق بالعداء لإسرائيل».
ويستند «مغادرو» الكتلة الى ملفات عدة للقول إن إدّه «ينتحل صفة عميد حزب الكتلة الوطنية اللبنانية»، منها أنه «جُدّد له من جانب مجلس حزب غير شرعي، لا بل معيّن من قبله». وقال أحدهم جازماً «إن الاستقالة من هذا الحزب، هي الحل الذي سيسلكه جميع الكتلويين الشرفاء في النهاية».
وإذا كان البعض قد استغرب استقالة كنعان «التي كانت تعدّ من الدائرين في فلك إدّه، ومن أكثر المستفيدين من تعديل نظام الحزب الذي دفع إده في اتجاهه، وعيّنها بموجبه أمينة عامة»، فإن ما لا يستغربه آخرون أن يؤدي التنافس على ملء منصبها الى وصول الانقسام الى من بقي من «الموالين»، اذ عُلم أن أكثر من عضو في اللجنة التنفيذية أبلغ إدّه في الأيام الماضية، رغبته في الحصول على الموقع الشاغر. وهدّد اثنان على الأقل بالتصعيد الإعلامي إذا لم يحصل كل منهما على مراده. وعلى هذا يعلّق أحد المستقيلين ساخراً: «إذن التصعيد آت لأن الموقع واحد والطالبين كثر، والأرجح أن يعمد العميد الى نصاب النصف زائداً واحداً... إذا بقي النصف!».