قبل أن نعرف من الذي سينتصر في هذه المعركة، يمكننا أن نحسم أن إسرائيل تمنى بهزيمة مدوية على الجبهة الإعلامية قبالة لبنان.بدلاً من قصف الشاشات، فضلت الدعاية الإسرائيلية التركيز على إلقاء المنشورات فوق لبنان، إضافة إلى التوجه عبر الهاتف... ووصل إلى سكان لبنان، من مكان غير علني، رسائل وتوجيهات. إنها رسائل غزاة، يمكن أن تكون مفيدة فقط إذا كان لديك شيء ما لتقوله.
ليس هناك فائدة من منشور يوصّف فيه حزب الله بالأفعى وإسرائيل بالصديق. إنه منطق متخلّف وسقيم ويثير ردة فعل عدائية مباشرة، ويدل على ضعف، لا على حنكة.
لإسرائيل عدد من المروجين الدعائيين باللغة العربية الذين يكثرون من الظهور على قنوات التلفزة وفي الإذاعات العربية، ومهما كانوا مفعمين بالحوافز، إلا أنهم يظهرون هناك كمدافعين. في التلفزيون، تماماً كما في بنت جبيل، يجب أن نهاجم، ومن لا يهاجم ينزف دماً.
تحتاج إسرائيل إلى لسان قومي، يعبّر عن تفهمه لمعاناة اللبنانيين، ويقدّم الاعتذار عندما تدعو الحاجة إلى ذلك، ويعرف كيف يردّ على نصر الله بلغته ويدقّ إسفيناً بينه وبين شعبه.
«معاريف»