شدّدت شخصيات موالية ومعارضة على رفض ما يطرح عن تعديل في اتفاق الطائف يستبدل المناصفة بين المسيحيين والمسلمين في الحكم بمثالثة تتقاسمها ثلاث طوائف.وقال وزير الشباب والرياضة أحمد فتفت في تصريح لموقع «لبنان الآن» على شبكة الإنترنت إن «ثمة رأياً إجماعياً تجلّى أخيراً في مؤتمر لا سيل سان كلو، وهو اتفاق كلي بين مختلف الأطراف على الالتزام باتفاق الطائف، وهذا الأمر واضح وهو المناصفة والتوقف عن العدّ في لبنان». ورأى أن «أي عودة الى هذا الموضوع لا تعني فقط الاعتداء على اتفاق الطائف بل الاعتداء على الوحدة الوطنية والاعتداء الحقيقي على لبنان، وأي طرح يتجاوز اتفاق الطائف هو بكل صراحة إنهاء لهذا البلد التوافقي الذي اسمه لبنان».
ورأى أن «هذا المطلب يضرب صيغة العيش المشترك، لأنه يلغي المنطق الذي قامت عليه الدولة اللبنانية، منطق الدولة التوافقية، ويحاول أن يعود الى منطق العددية».
ورأى النائب السابق فارس سعيد أن طرح المثالثة «يتناقض مع روح اتفاق الطائف الذي يعتمد صيغة العيش المشترك أسلوب حياة وعيش بين اللبنانيين، فيما نظام المثالثة هو نظام مساكنة الطوائف بعضها لبعض، لا نظام عيش مشترك». وقال: «إذا كان حزب الله والطائفة الشيعية يبحثون عن أثمان سياسية للدخول الى المشروع اللبناني، فهذا يجب ألا يكون على حساب المسيحيين».
من جهته، نفى عضو «تكتل التغيير والإصلاح» النائب عباس هاشم أن «يكون أحد ما في لبنان، سمع بهذا الكلام عن المثالثة بدل المناصفة»، ولاحظ أن «ما يميّز لبنان هو هذه الصيغة التوافقية التي لا تقوم على نسبية وتناسُب ولا تقوم على التوسيع انطلاقاً من الحالة الديموغرافية». وشدد على أن «المناصفة حقيقة ثابتة لا عودة عنها، انطلاقاً من مبدأ أحقية كل مكوّنات لبنان في أن تعيش بشكل متساو بعضها مع بعض»، داعياً الى إبقاء «هذه التعددية خارج إطار الفكر الأقلّوي والفكر الأكثري».
وعقد في مكتب النائب نقولا فتوش اجتماع لفاعليات زحلية، وقد أصدروا بياناً أشار إلى أن المجتمعين بحثوا في ما اعتبروه «طروحات خطيرة تحاول النيل من جوهر لبنان وكيانه تحت ستار المساعدة على حل الأزمة اللبنانية، وكان أخطرها الطرح المستغرب في معادلة «المثالثة» عوض «المناصفة» التي تناقض اتفاق الطائف ومعنى الكيان اللبناني وجوهر وجوده».
ورأى البيان «أن هذا الطرح يعني أننا أمام معضلة كبرى وأمام مصير مجهول، بعدما تحوّل الوطن ممراً لكل الصراعات الإقليمية والدولية، وأن هذا الطرح مقلق جداً على المستوى الوطني، لأنه يأتي وسط أخطار واستحقاقات، وعلى مفترقات حاسمة يواجهها لبنان الرازح تحت منطق صدامي مأزوم وليس هناك في المواقف وفي الأداء السياسي العام ما يوحي أننا في الطريق الى الخروج من النفق الطويل المظلم» وأكدوا تمسكهم باتفاق الطائف نصاً وروحاً.
(مركزية)