ثائر غندور
جرت مناقشة مجلّات التخرّج في كلية الإعلام والتوثيق ــــ الفرع الأول في الجامعة اللبنانية، في الذكرى السنوية الأولى لعدوان تموز. منذ عام بالضبط، كان يُفترض أن يناقش طلاب الدفعة السابقة مجلّات تخرّجهم، لكنّ عدوان تمّوز حال دون ذلك. حاول طلاب هذه السنة الهروب من إصدار مجلّاتهم بحجة الوضعين الأمني والسياسي، إلّا أنّ رئاسة قسم الصحافة أصرّت على إصدارها تكريساً لتقليد تميّز به الفرع الأول.
نتاج هذا العام أربع مجلّات: إعلامية، سياسية، شبابية ومنوّعة. جلس الطلاب أمام لجنة التحكيم ليتلقّوا نقداً يمكن القول إنّه قاس، على رغم العبارة التي قالها أحد الأساتذة: «ما تفكروا أنو هجوم عليكم، لو جلبتم أية جريدة سنجد فيها الكثير من الأخطاء».
وكان لافتاً انتقاد أعضاء اللجنة عموماً وأستاذ مادة الإخراج طلال حاطوم طريقة الإخراج. الغريب في الأمر أنّ أستاذ المادة بدأ بتدريسها بعد النصف الأول من الفصل الأول، وعندما كان يسأل الطلاب عنه كان جواب الإدارة حاضراً: «بس يرجع من الحجّ». ودرّس حاطوم طلابه في الفصل الثاني حصة واحدة عن برنامج «Adobe Photoshop»، وحصصاً عدّة عن برنامج «Coral Draw». لكن من المعلوم أنّ أغلب المخرجين باتوا لا يستخدمون هذا البرنامج، بل يعملون بشكل رئيسي على برامج: Indesign ـــــ Freehand ـــــ Photoshop ـــــ Illustrator ـــــ Nashir. وبالتالي فإن الطلاب لجأوا إلى مخرجين لتنفيذ مجلّاتهم، الأمر الذي كلّفهم مبالغ مالية قد لا تكون متوافرة لديهم. من هنا نستطيع القول إنّ الاعتراض على الإخراج هو اعتراض غير مقبول، لأنّ الطلاب ليسوا من قام بالإخراج، وإذا كان لا بد من النقد فيجب دعوة المخرجين للدفاع عن المجلّات. واعترضت الطلاب مشكلة ثانية أساسية، هي ضيق الوقت. فقد كانوا مضطرين إلى متابعة صفوفهم في الجامعة تحت طائلة الحرمان من الامتحانات، وعليهم الإعداد للامتحانات، والبحث عن إعلانات لمجلاتهم من أجل تغطية التكلفة المادية، وصولاً إلى الخروج بمجلة جديدة مضموناً وشكلاً، وتحضير موادهم وكتابتها... لينتجوا عدداً واحداً يضعونه في مكتبة منزلهم.
من هنا، لماذا لا تصدر الجامعة اللبنانية مجلة شهرية أو فصلية؟ ويتولى أساتذة قسم الصحافة الإشراف عليها، ويكتب فيها الطلاب، ويعمل طلاب العلاقات العامة والإعلانات في هذا القسم، ويتولى إخراجها طلاب «Graphic design» في معهد الفنون الجميلة. مجرد اقتراح يحتاج إلى مزيد من البلورة ليصبح حقيقة.
بالعودة إلى مجلّات الفرع الأول في كلية الإعلام والتوثيق، فإنها تتميّز من مجلّات الفرع الثاني، بالعمل الجماعي الذي يقوم به الطلاب. ففي الفرع الأول يحق للطلاب أن يؤلّفوا مجموعات يصل عدد أعضائها إلى خمسة طلّاب بإشراف أحد الأساتذة. ولذلك تكون المجلّات أكثر تنوّعاً وأكبر حجماً من مجلة يعدّها طالب واحد. ويحق للمجموعات أن تحدّد نوع مجلّاتها، وألّا تحصرها بموضوع واحد كما يحصل في الفرع الثاني. وعادةً يُقدّم الطلاب مجلّات، تستطيع أن تستمر في حال توافر التمويل اللازم لها. يُمكن القول إن هذه المجلّات تستطيع منافسة زميلات لها في السوق اللبنانية.




الجمهورية

مجلة أحمد عمّار، دعد عون، دينا زرقط، وديان عبد الخالق ويوسف الصايغ، عدد خاص عن الانتخابات الرئاسية من مجلة أسبوعية ـــــ سياسية. أجرت المجلة «ميكروتروتوار» للرئيس المفضل لدى اللبنانيين فوجدت أنّ بعضهم يرشّح زياد الرحباني، أو مارسيل خليفة أو هيفاء وهبي. زارت أسرة المجلة رئيس الجمهورية إميل لحود، وتحدّثت معه عن إنجازاته وروايته للاستحقاق المقبل؛ فقال لحود لهم: «لا مرشّح لي لخلافتي». وتشير دينا زرقط في مقال كتبته إلى أنّ البطاقات التي تُعطى لزوار القصر ما زالت تحمل توقيع العميد مصطفى حمدان. كما تحدثت المجلة إلى العماد ميشال عون، والنائب بطرس حرب. وتعرض إنجازات جميع رؤساء بعد الاستقلال وإخفاقاتهم. المجلة فكرة جديدة، وجيّدة. الإخراج فيها ليس على المستوى المطلوب، لكنّ الطلاب يتحدثون كيف اضطروا إلى تغيير الإخراج السابق في يوم واحد.

رؤيا

يتصدّر النائب السابق فارس سعيد غلاف مجلة «رؤيا»، ويرى فيها أنّ الانقسام في العالم العربي هو بين «8 و14 آذار»، وأنّ محمود عباس أقرب إليه من حزب الله. يرأس تحرير المجلة رامي عيشة، وتتألف هيئة التحرير من فادي عبيد ورانيا فوّاز. تُصنّف المجلة ضمن خانة المجلّات المنوّعة. ويدعو رامي في موضوع عن الطلاب الفلسطينيين في الجامعة اللبنانية إلى فتح جامعة فلسطينية في لبنان. كما تستضيف المجلة مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله نواف الموسوي، وتسأل جمانة حدّاد إذا ما كانت ستنتحر «مثل أصحابها الذين كتبت عنهم؟». تعاني «رؤيا» من «عجقة» ألوان غير متناسقة و «فلش» الصور على مساحات كبيرة جداً. الإخراج يشكل نقطة ضعف في المجلة.

تفاصيل

تعرّف المجلّة نفسها بـ«شهرية متخصّصة تُعنى بشؤون الصحافة والصحافيين». تحاول «تفاصيل» الدخول إلى كواليس الصحافة اللبنانية، فتنتقد «ملحم كرم... النقيب الدائم». وتزور المجلّة مكاتب «الأخبار» لمراقبة «محاولات التعافي من «زلزال» جوزف سماحة». عملت لمى كحّال على تحليل «مانشيتات» الصحف اللبنانية، لتجد أنّ «للخبر الواحد مضامين مختلفة». وقابلت مايا جباعي المحامي زياد بارود الذي وجد أنّ «انقسام الإعلام اللبناني ليس طائفياً». وتتناول «تفاصيل» موضوع الصحافيين «بالقطعة» أو «Free Lancers». عمل على المجلة خمس صبايا: مايا جباعي، لمى كحّال، زينب حميّة، زينب عيسى ومروى كركي. أنتجت الطالبات مجلّة يُمكن القول إنّها الأكثر قرباً إلى الاحتراف، وتستطيع المنافسة في السوق اللبنانية لو توافر لها التمويل.

ش ب ا ب

«ش ب ا ب»، أو مجلة شباب لبنان. الفكرة لخمس صبايا: حنان حيدر، راوية فيّاض، مجد عبد الله، زينب عيسى، وسحر البشير. تطرح سحر سؤالاً على الشباب اللبناني: «ما هي نظرتكم إلى الشباب اللبناني؟»، في موضوع تحت عنوان: «الدين أفيون الشعوب». وتحاول مجد اكتشاف آلية العمل في مكاتب التوظيف. وتتحدّث حنان عن النساء المطلقات تحت سنّ العشرين، لتحاول اكتشاف الأثر النفسي على النساء. الملف الأساسي هو «ملف السياسة والشباب» حيث أجرت المجلة استطلاعاً لرأي الشباب في الموضوعات الأكثر أهمية بالنسبة إليهم وحملتها إلى عدد من نواب المعارضة والموالاة. وأهم هذه الموضوعات الهجرة، الجامعة اللبنانية، خفض سن الاقتراع إلى الثامنة عشرة، الزواج المدني... مضمون المجلة شبابي، لكنّ شكلها لا يوحي بذلك، فهي وقعت أيضاً في مطب «عجقة الألوان» غير المتناسقة، والصور غير الجيدة. تبقى الصفحة الأخيرة؛ هي لسمير القنطار في رسالة وجهها من معتقله في هداريم ليقول: «ألا تستحق دماء شهدائنا أن نجعل من لبنان وطناً يساوي بين كل مواطنيه».