طرابلس ـ عبد الكافي الصمد
طفا على سطح الوضع التربوي في طرابلس والشّمال فجأة ومن دون سابق إنذار، تعيين رئيس أصيل للمنطقة التربوية في الشّمال، خلفاً للرئيس السابق فوزي نعمة الذي شغل المنصب بين عامي 1997 و2004، ومكان الرئيس الحالي بالإنابة حسام الدّين شحادة الذي يشغل في الوقت نفسه منصب الرئيس الأصيل لدائرة التربية في الشّمال.
فمنذ كانون الأول عام 2004، وبعد شغور منصب رئيس المنطقة التربوية في الشمال بسبب ترفيع نعمة إلى رتبة مفتش عام في إدارة التفتيش المركزي التابعة لمجلس الوزراء، لم يُعَيَّن بديل عنه، في منصبٍ جرت العادة أن يكون عرفاً من نصيب طائفة الروم الأرثوذكس.
وعلى الرغم من أنّ جهوداً عدّة بذلت في السابق من أجل تعيين بديل لنعمة، فإنّ الخلاف على الاسم المفترض التوافق عليه نتيجة التدخلات السياسية، إضافة إلى الخضّات الأمنية الكثيرة التي وقعت في لبنان منذ ذلك الحين، جعلت هذا الموضوع في مرتبة متأخرة من اهتمام الحكومة والمسؤولين.
غير أنّه منذ أيّام، بدأ يجري التداول في أسماء عدّة مقترحة للمنصب، سُرّب بعضها لعدد من وسائل الإعلام، مع حديث عن خلاف وصراع عميق على المنصب بين نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، ووزير الأشغال العامة والنقل محمّد الصفدي.
وأشارت التسريبات إلى أنّ الصفدي، ومن ورائه نواب «التكتل الطرابلسي»، طرحوا جدّياً تعيين ميشال رعد المقرب منهم رئيساً للمنطقة التربوية، وأنّ وزير التربية والتعليم العالي خالد قباني وافق على ذلك، إلا أنّ مكاري اعترض عليه، وطرح بديلاً منه ابنة خالته فيوليت نصر الله، ما دفع الصفدي إلى الاحتجاج عليها لكونها من خارج طرابلس. إلا أنّ مكاري والصفدي توافقا «مبدئياً» على تعيين فؤاد دورة، من مدينة الميناء لاحتلال هذا المنصب، في خطوة أراد مكاري منها التنازل مرحلياً، ونزع فتيل الأزمة مؤقّتاً بينه وبين الصفدي، مراهناً في مقابل ذلك على عامل الوقت للإتيان بنصر الله مكان دورة، الذي سيُحال على التقاعد مطلع العام المقبل.
ومع أنّ قرار تعيين دورة رئيساً للمنطقة التربوية قد أخذ به وزير التربية، فإنّ أوساط الصفدي أكدت «أنّه يتابع الموضوع بكلّ جدّية، ويتشبث بوجود رئيس أصيل في المركز بأقرب فرصة، وهو متمسك بشرطيْن أساسييْن في هذا الموضوع هما: أن يكون المرشح للمنصب متميزاً بالكفاءة، وأن يكون من أبناء طرابلس.
غير أنّ شحادة رأى في حديث للأخبار «أنّ طرح الموضوع في هذا الوقت هو كلام في الوقت الضائع، لأنّه لا شيء مطروح حالياً، لافتاً «إلى وجود خمسة رؤساء مناطق تربوية في لبنان غير أصيلين في مراكزهم حالياً، بل تسلموها بالإنابة، وأنّ الرئيس السادس، وهو رئيس منطقة جبل لبنان، سيُحال على التقاعد نهاية هذه السنة».
وأشار شحادة إلى «أنّ تعيين رئيس جديد للمنطقة التربوية في الشمال وغيره، غير ممكن حالياً بسبب حاجة أيّ مرسوم حكومي بهذا الصدد إلى توقيع رئيس الجمهورية عليه، وهذا غير ممكن الآن بسبب الخلاف السياسي المعروف في البلاد». وتحدث شحادة عن «مشروع متكامل لتعيين رؤساء المناطق التربوية أحيل على مجلس الخدمة المدنية، لكنّه لم يبصر النور حتى الآن. وفيما استغرب شحادة التسريبات الأخيرة التي تشير إلى أنّه محسوب على الرئيس عمر كرامي، فإنّه شدّد على «احترامي للرئيس كرامي الـذي تربطـــنــي به علاقة متينة»، مؤكّداً في مقابل ذلك أنّه تعاطى مع جميع الأطراف والفاعليات السيـاسية في الشّمال، في إطار علاقة يسودها الاحترام.