المطلوب رئيس مؤمن بالقدرة على مواجهة إسرائيل أكد رئيس الجمهورية إميل لحود «أن السلام لا يمكن أن يتحقّق قبل عودة الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية إلى بلادهم»، مشدداً على «أن لبنان لا يمكن أن ينسى الأسير سمير القنطار وإذا نسيه، يبطل وجود لبنان».
مواقف لحود جاءت خلال استقباله أمس في قصر بعبدا وفد «الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين» برئاسة عطا الله حمود، وعضوية عائلات الأسرى: نسيم نسر، سمير القنطار، محمد الفران، يحيى سكاف، حسين سليمان خضر زيدان محمد سرور، ماهر كوراني، وحسن عقيل.
ولفت لحود الى أنه مهما تعاظمت الضغوط «فلا أحد يتغلّب على لبنان لأن لديه مقاومة، وقوتها تنبع من الشعب وخصوصاً اهل الجنوب الذين لا يقبلون بتسليم أرضهم لأحد، وهم مستعدون للموت من أجلها»، مؤكداً أنه «عندما يكون الإنسان مستعداً للموت من أجل أرضه، فلا أحد بإمكانه التغلب عليه».
وأوضح «أن اللحمة بين الجيش الوطني والمقاومة أنقذت لبنان مرتين، مرة عند تحرير الأرض باستثناء مزارع شبعا التي ستعود الينا حتماً كما الأسرى، ومرةً أخرى في تموز من العام الماضي عندما فجّرت إسرائيل كل حقدها على لبنان».
وتطرق إلى الأوضاع الداخلية، فجدّد الدعوة إلى جلوس اللبنانيين معاً لتأليف حكومة وحدة وطنية إنقاذية، محذّراً من أنه إذا وقعت الفتنة بين اللبنانيين فالكل سيخسر «وخصوصاً الذين يستقوون بالخارج لتحقيق ربح على فئة أخرى من اللبنانيين، هؤلاء سيكونون أول الخاسرين»، مشيراً إلى أنه إذا ربحت فئة فستجد فقط فتات لبنان وهذا مضر للجميع.
ودعا إلى اختيار رئيس مؤمن بلبنان وبقدرته على مواجهة اسرائيل، لأنه اذا أتى رئيس بغير هذه المواصفات، فـ«أول ما سيطلبونه منه هو نزع سلاح المقاومة تمهيداً لتوطين الفلسطينيين على أرضنا، لكن هذا لن يحصل».
وأشاد بتضحيات الجيش اللبناني الذي قدّم شهداء من أجل مصلحة كل لبنان، معرباً عن أسفه لعدم إعطاء أفراد الجيش حقهم كما يجب، ومستذكراً الصعوبات التي واجهته يوم طلب إعطاء تعويضات لعائلات الشهداء، حيث تمت الموافقة على هذا الأمر بالتزامن مع كلام على ضرورة توقيف التعويضات السابقة، وهو ما عارضه على قاعدة أن ما تم إقراره ليس بهدف إزالة تلك التعويضات.
وانتقد لحود عدم تنفيذ عدد من القوانين التي أقرت في مجلسي النواب والوزراء، وخاصة ما يتعلق بوضع الأسرى والتي «بقيت حبراً على ورق»، آملاً وضع هذه القوانين موضع التنفيذ في وقت قريب.
وتحدث عن قانون ضمان الشيخوخة وقانون «وسيط الجمهورية» والبطاقة الصحية، إضافة إلى البطء في تنفيذ الخطة العشرية لإنشاء السدود المائية، لافتاً الى أن هذه الأمور «لو تمت متابعتها لوفّرت الكثير من الهدر والفساد وساهمت في إيصال الحق إلى المواطن دون التوسط لدى السياسيين وغيرهم، وجنّبت لبنان مخاطر الشح وشراء المياه».
و كان حمود قد ألقى كلمة حيّا فيها الرئيس لحود «رمز المقاومة وبطلها الذي وقف بجانبها قبل الرئاسة وخلالها وسيظل الرمز الكبير لوقفة الأسرى الذين تقوى عزيمتهم من إيمانهم بوطنهم». وهنّأ باسم الوفد بالذكرى الأولى للانتصار على عدوان تموز، مقدّراً وقفات رئيس الجمهورية داخل لبنان وفي المحافل الإقليمية والدولية.
ثم تحدّث بسام القنطار، شقيق عميد الأسرى سمير القنطار محيّياً رئيس الجمهورية وناقلاً اليه رسالة خاصة من الأسير سمير القنطار ركّز فيها على دور الرئيس لحود، في إنجاز خطوة إطلاق الأسرى والمعتقلين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية وقال: «أمنيتي أن يعود الأسرى قبل نهاية عهدكم وتكونوا في استقبالهم كما استقبلتم رفاقهم من قبلهم».
وقدّم الوفد مذكرة الى الرئيس لحود عن أوضاع الأسرى، أكدت «أن الشرعية الدولية لا تستطيع أن تنكر للحظة واحدة أن إسرائيل لا تزال تحتفظ بمواطنين لبنانيين أحياء وأموات في سجونها وفي المقابر الجماعية التي يشرف عليها الجيش الاسرائيلي، لذلك فإننا نرى أن التعاطي الدولي الحالي تجاه قضية الملفات العالقة بين لبنان واسرائيل مخالف للقرار 425 (1978) الذي ينص على إنهاء كل أسباب النزاع بين لبنان واسرائيل ويلزم الأمم المتحدة الإشراف على التطبيق الكامل لهذا الأمر وهو مخالف للقرار الرقم 40/160 A الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ40 تاريخ 16 كانون الأول 1985 الذي ينص على إطلاق كل الأسرى العرب في السجون الإسرائيلية. كما أن أي تدقيق محايد وشجاع في نص القرار الرقم 1701 (2006) الصادر عن مجلس الأمن، يجعلنا نلاحظ مدى التصويب المباشر والصلب والدقيق في معالجة القرار لمسألة الجنديين الإسرائيليين لدى حزب الله حيث يشير القرار الى «إطلاق سراحهما دون شروط». أمّا في حالة الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية، فإن القرار قارب المسألة بشكل ضعيف وخجول وتجاهل بالكامل أي إشارة لإطلاق سراحهم، مكتفياً بالحديث عن حساسية وضعهم. وهذا يؤكد انحياز المجتمع الدولي الى إسرائيل على حساب حقوق اللبنانيين».
من جهة اخرى، استقبل لحود وفداً من عائلة النقيب الشهيد مارون الليطاني، شكره على مواساة العائلة باستشهاده. كما التقى لحود النائب السابق ناصر قنديل الذي رأى بعد اللقاء «أن أسوأ رسالة خاطئة لأصحاب الوساطات الإقليمية والدولية المتعاطين في الاستحقاق الرئاسي اللبناني، هي في تجاهلهم موقع الرئاسة نفسه. لأن هذا التجاهل يمثّل تفويضاً للقوى الطامعة بوضع اليد على هذا الموقع خارج مقتضيات التوازن الوطني».
(وطنية)